الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

دراسة حديثة تؤكد أن الرضاعة الصناعية لا تؤثر على ذكاء الأطفال

لا تتاح الفرصة لجميع الأمهات لإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية، وبعض الأمهات يخترن عدم إرضاع أطفالهن لأسباب شخصية تخصّهن. هؤلاء الأمهات قد ينتابهن شعور بالذنب لاعتقادهن بأنهن يحرمن أطفالهن من فوائد الرضاعة الطبيعية، ولكننا الآن نستطيع بثقة أن نطمئنهنّ، لأنه وفقاً لدراسة حديثة، فإن الرضاعة الطبيعية لا تجعل الأطفال أكثر ذكاءً.

يجب ألا تشعر أيّ أمّ بأن هناك من يُجبرها على الرضاعة الطبيعية، حتى لو كانت الرضاعة الطبيعية عديدة الفوائد بالفعل. لذا، قررنا في الجانب المُشرق أن نشارككم نتائج هذه الدراسة آملين في أن نخفف بعضاً من عبء الضغط الاجتماعي الذي تحمله الكثير من الأمهات.

الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية كان معدل ذكائهم أكبر في عمر مبكر

اكتشف الباحثون الذين أجروا الدراسة أن الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية لمدة 3 شهور أو أكثر كانت معدلات ذكائهم أعلى بشكل عام في عمر السادسة والنصف. ووفقاً للدراسة، فإن الفرق البارز الوحيد هو أن الأطفال الذين تلقوا رضاعة طبيعية لمدة أطول كانت معدلات ذكائهم اللفظية أعلى بمقدار 7.9 نقاط مقارنة بالأطفال الذين تلقوا رضاعة صناعية.

إلا أن الفوائد المعرفية للرضاعة الطبيعية قلّت لاحقاً في الحياة

أجرى الباحثون اختباراً للوظيفة العصبية المعرفية مرة أخرى عندما بلغ الأطفال 16 عاماً. وتم تقييم الأطفال في 7 مجالات لفظية و7 مجالات غير لفظية باستخدام اختبار محوسب مُدار ذاتياً.

أظهرت النتائج أن الرضاعة الطبيعية الحصرية والمطولة لم يكن لها أي فوائد تذكر على الوظيفة العصبية المعرفية بشكل عام في المراحل اللاحقة من حياة الأطفال. وكان الأثر الإيجابي الوحيد للرضاعة الطبيعية على الأطفال في سن 16 عاماً هو التمتع بمهارات لفظية أفضل بشكل طفيف، أعلى بمقدار 2.5 نقطة فقط، من الأطفال الذين تلقوا رضاعة صناعية.

العوامل البيئية الأخرى قد تلعب دوراً أكبر في ذكاء الأطفال

وفقاً لإحدى الدراسات، فإن الأطفال الذين يتمتعون بنشاط بدني أكبر، ولدى أسرهم دخل أكبر، وآباؤهم حاصلون على شهادات جامعية أو دراسات عليا تكون معدلات ذكائهم أعلى. ومن العوامل المهمة أيضاً أن يحظى الطفل ببيئة مثالية حيث يتمكن من تطوير إمكانياته الجينية الكاملة.

يجب ألا تشعر الأمهات اللاتي لا يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية بالذنب

صرّحت إحدى الأمهات بمشاعرها خلال رحلة الرضاعة الطبيعية، وقالت أن الرضاعة الطبيعية لم تجعلها سعيدة، وأنها لم تشعر بمشاعر الأمهات الأخريات اللاتي يصفن التجربة بأنها مدهشة وتوثّق علاقة الأم بطفلها. فقد كانت التجربة بالنسبة لها عصيبة، ومحبطة، وغير مريحة، وألقت على كاهلها بعبء شديد.

وعندما صارحت طبيبة الأطفال بمشاعرها حول الرضاعة الطبيعية في أول موعد لها معها، قالت لها الطبيبة: “إذا لم تكن الرضاعة الطبيعية تريحك، فتوقفي عنها. أنا لا أستطيع التفريق بين الطفل الذي يتلقى رضاعة طبيعية، والطفل الذي يتلقى رضاعة صناعية، ولكني أستطيع تمييز الأطفال الذين يحظون بأمهات يتمتعن بالسعادة والصحة الجيدة”.

بعد هذا الحوار، قررت الأم أن تعطي طفلتها حليباً صناعياً وقالت أنها أصبحت أكثر سعادة، ولكن الأهم أن صحة ابنتها تحسنت كثيراً. وفي آخر موعد لها مع طبيبة الأطفال، وجدت أن ابنتها تواصل كسب المزيد من الوزن، وأن الطبيبة مسرورة من التطور الإيجابي لدى الطفلة. امنحي طفلك أفضل هدية في الحياة. كوني أمّاً سعيدة.

ما هي طريقة الرضاعة التي تفضلينها؟ هل تعتقدين أن الرضاعة الطبيعية تجعل طفلك أكثر ذكاءً.

مصدر صورة المعاينة millajovovich / Instagram, LECA / BSIP/BSIP/East News
شارك هذا المقال