لماذا ينبغي أن تسمحي لطفلك ببعض الفوضى أثناء تناول الطعام؟
وحدهم الآباء والأمهات الذين يعانون أثناء الإطعام والتنظيف، يعرفون أن صور الأطفال الملطخين بالطعام ليست مضحكة. وسواء كان ذلك حساء فطور منسكب على شكل لوحة تجريدية على الأرض، أو قطع طعام تتناثر من فم الصغير هنا وهناك، فما هي إلا أمثلة على روتين يومي من أكثر ما يخشاه البالغون أثناء تربية الأطفال، ولكن المثير أن الدراسات العلمية تثبت أن فوضى الأكل هذه تساعد في نمو إيجابي للطفل، ولا ينبغي أن نشعر حيالها بأي انزعاج أو قلق.
قررنا اليوم في الجانب المُشرق مراجعة ما قاله المتخصصون في هذا المجال، ووجدنا 4 أسباب وجيهة تجعلك تسمحين لطفلك ببعض العبث أثناء الأكل وارفقناها بنصائح مفيدة يمكن أن تساعد في تقليل جنون فوضى الطعام.
الأكل الفوضوي يمنع الأطفال من أن يصبحوا انتقائيين للطعام
أجرى فريق من الباحثين في المملكة المتحدة تجربة على مجموعة من 70 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات. حيث قاموا بدفن لعبة في وعاء من الطعام، وطلبوا من الأطفال الصغار العثور عليها. وفي الوقت نفسه، جمعوا معلومات من الوالدين حول البرنامج الغذائي العادي الذي يتبعونه مع أطفالهم.
وكانت النتيجة أن الأطفال الذين استمتعوا بتلطيخ أيديهم بالطعام أثناء التجربة كانوا أقل ميلاً لفوبيا القرف من الطعام وهو اضطراب نفسي يدفع الصغار للامتناع عن تناول أطباق غير مألوفة لديهم. والخلاصة نصيحة للأمهات ألا يفزعن في المرة القادمة حين يرين الأطعمة تلطخ ملامح وملابس الصغار. فهذا قد يساعدهم في الواقع على التغلب على خوفهم من تجربة أصناف جديدة.
يساعد في نمو دماغ الطفل وتعلم الكلمات في وقت مبكر
خلصت إحدى الدراسات إلى أن الأطفال الذين تعودوا الجلوس على مقاعد عالية والتسلي بوجباتهم، تعلموا المزيد عن الطعام ومكوناته بشكل أسرع، وأن الاستكشاف اليدوي - أو لمس الطعام - كان أمراً بالغ الأهمية في مساعدة الأطفال على التقاط المزيد من المعلومات من محيطهم، لأن الإشارات البصرية وحدها تميل إلى الغموض. وقد كان المشاركون الصغار في التجربة قادرين أيضا على المطابقة بين الأسماء والمكونات، مما يعني إمكانية استخدام هذه الأنشطة عندما يتعلق الأمر بتطوير اللغة أو تعلم المزيد من الكلمات.
من أشكال اللعب الحسّي المفيد لمهارات الطفل الحركية
لا يمكن لطفل صغير أن يتعلم كيفية الإمساك بأدوات الطعام واستعمالها إلا بالكثير من الفوضى، ولكن هذا النوع من الفوضى يتيح له (أو لها) فرصة لتعلم أشياء أخرى كثيرة على امتداد مرحلة نموه الأولى. وبصرف النظر عن تغذية الجسم، تتم خلال هذه العملية تغذية الدماغ أيضا بمعلومات جديدة. ومنها على سبيل المثال أن الأطفال يتعلمون أن عدم الإمساك بالأشياء يجعلها تسقط، ورميها يجعلها تطير، وأن سحق الطعام باليدين يغير شكله.
وكما يستنتج أحد الخبراء، فإن للأطفال إحساس فطري باللمس ورغبة في استكشاف العالم من خلال هذه الحاسة. ويمكن اعتبار “اللعب” بالطعام فرصة لاستخدام أعضاء حساسة في أجسامهم، وهي أطراف الأصابع والشفاه واللسان. ولكم أن تتخيلوا كم هو ممتع ومثير للإعجاب أن يستكشف الأطفال قوام الوجبة: لزج، ناعم، صلب، ودرجات حرارتها المختلفة للطعام: ساخن، بارد، وغير ذلك.
بطبيعتهم الاستقلالية يسعى الأطفال لاكتشاف الطعام بأنفسهم
أجرت مجموعة من الباحثين سلسلة من التجارب، من أجل تحديد أنماط تعلم الأطفال. تمت إحداها بتقديم “جهاز” للصغار وحثهم على محاولة معرفة كيفية عمله. وقد بينت النتائج أن الأطفال ـ مثل علماء صغار- درسوا المعطيات المتوفرة حولهم، واختبروا فرضيات مختلفة لتحديد الإستراتيجية الأكثر فعالية للتوصل إلى الحل. وهو ما يعني أن التشجيع على اللعب يدفع الأطفال إلى التفكير أكثر، مقارنة بتلقي التعليمات المباشرة، لذلك قد لا يكون السماح لهم ببعض الحرية في التعامل مع وجباتهم فكرة سيئة على الإطلاق.
نصائح مهمة حول كيفية تقليل الفوضى أثناء تناول الطعام
- قدمي للطفل أطعمة مصنوعة على شكل أصابع.
حاولي أن تبحثي عن أطعمة صلبة ليس من السهل تناثر محتوياتها مثل الفطائر أو الفاكهة. واجعلي الأكلات السائلة مثل حساء الشوفان أكثر سماكة من أجل تقليل احتمالات انزلاقها من الملعقة.
- استخدمي مفرش أو جريدة لاستقبال القطع التي ستسقط على الأرض.
- اختاري المقاعد المرتفعة المصنوعة من مواد سهلة التنظيف.
- استخدمي بعض الأدوات التي تساعد في تقليل الفوضى.
فهناك مثلاً مئازر من السيليكون تمكن من التقاط الطعام المتناثر حول الطفل، وتثبيت الأوعية بشكل يمنعها من الانزلاق أو الانقلاب.
ما هي طريقتك في التعامل مع الأطفال عندما يتعلق الأمر بالعادات الغذائية؟ هل تدعين طفلك يلعب بطعامه أم ترفضين ذلك؟