ما التصرف الأمثل حين يميل الطفل لتفضيل أحد والديه على حساب الآخر؟
قد تشعر بغصّة في قلبك عندما تغدق على طفلك بالحب والاهتمام، ولكنك تشعر بأنه يفضل قضاء وقت أطول مع شريك حياتك. ينبغي أن تعلم بأنك لست وحدك من يواجه هذه المشكلة. ونبشرك بأن هناك خطوات فعالة يمكنك القيام بها، قد تساعدك على لعب دور أكبر في حياة طفلك.
نأمل في الجانب المُشرق صادقين ألا تضطر أبداً للتعامل مع هذه المشكلة، ولكن حتى وإن تعرضت لها في أي وقت، فإليك ما يمكنك فعله.
حاول معرفة السبب
إذا كنت تحرص على قضاء وقت طويل مع طفلك، فقد يكون مهتماً أكثر بقضاء وقت أطول مع شريكك، وذلك ببساطة لأنه مستيقن من قضاء معظم الوقت معك. والعكس صحيح، فقد يفضل الطفل البقاء برفقة الوالد الذي يقضي معظم الوقت معه كونه يعرف احتياجاته ورغباته بشكل أفضل. ولحل هذه المشكلة، يمكن أن يتفق الأبوان على محاولة قضاء مقدار الوقت نفسه مع طفلهما.
تذكر أن هذا مؤقت
غالباً ما يفضل الصغار أحد الوالدين على الآخر، وهذه طريقتهم في إظهار استقلاليتهم. يريد طفلك أن يكون قادراً على اتخاذ خياراته الخاصة، وقد يميل إلى الخيارات التي اعتاد عليها أكثر. على سبيل المثال، إذا كانت الأم هي التي تقرأ له قصة ما قبل النوم كل ليلة، يمكننا تفهم سبب تفضيله لها على والده. وبالتالي، إن لم تكن الشخص الذي يفضله طفلك للقيام بنشاط معين، فتذكر أن هذا يقلل من حبه لك.
عدا عن ذلك، يصعب على الأطفال الصغار فهم أن بالإمكان حبّ شخصين بالقدر ذاته في آن واحد؛ هذه طريقة تفكيرهم. لهذا، ربما يجدر بك فقط الانتظار ومنح طفلك بعض الوقت لتجاوز هذه المرحلة.
السيطرة على مشاعرك
لا شك أنك ستشعر بالحزن عندما ترغب في القيام بنشاط ما مع طفلك، لكنه يقابلك بالرفض ويفضل أن يفعله مع شريكك بدلاً منك. ومع ذلك، حاول أن تتجنب الانفعال والصراخ عليه من شدة الغضب بسبب ذلك.
بل يمكنك حتى مصارحته بشعورك بالحزن، لاختياره شريكك بدلاً منك طوال الوقت. لكن حاول فعل ذلك بهدوء دون أن تُشعر الطفل بالذنب بسبب اختياره. سيساعدك هذا على التواصل مع طفلك بشكل أفضل، كما أن مشاركتك لمشاعرك معه، قد تعلمه التعاطف مع الآخرين.
حاول تفهّم مشاعره
قد يرفض طفلك مساعدتك له أحياناً لأنه يريد من شريكك القيام بذلك، رغم أن هذا الأخير غير متاح حالياً. في هذه الحالة، تجنب الغضب وأظهر لطفلك أنك تتفهم مشاعره جيداً. دعه يعلم أنك تدرك بأن الأمر مزعج، لكن وضح له أنك أنت من ستقدم له المساعدة في مثل هذه الحالات.
تذكّر مدى أهميتك في حياة طفلك
قد تشعر بالاستياء عندما يختار طفلك شريكك بدلاً منك، لكن لا تدع هذا يجعلك تشعر بأنك مرب سيء. فهذا لا يعني أنك فشلت في تربية طفلك وأن شريكك نجح. إن ما يفضله طفلك لا يحدد شخصيتك وقيمتك، خاصة وأن التفضيلات لديه تتغير وفقاً لمرحلته العمرية.
لا تنسَ الحدود التي وُضعت لطفلك
بقدر ما قد ترغب في الاستسلام لأهواء طفلك كي يحبك أكثر، فمن الضروري أيضاً وضع حدود والالتزام بها، وإلا فقد يتعلم طفلك التلاعب بك. ومن المهم أيضاً ألا تكون الطرف الوحيد الصارم الذي يمنعه عن بعض الأشياء، بل يجب أن يفعل شريكك الشيء ذاته أيضاً.
ذكر طفلك بمزايا شريكك
حاول التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصية شريكك أثناء تواجدك مع طفلك. يمكنك الإشارة للشبه بينك وبين شريكك، خاصة إن كنتما تتشاركان الصفات التي يحبها طفلك فيك. ويمكنك أيضاً التحدث عن الصفات التي تجعل شريكك مميزاً. وحاول التركيز على الأشياء التي يستمتع بها طفلك ولا يمكنه فعلها دون مساعدة شريكك. ثم يمكنك أن تطلب من صغيرك ذكر الأشياء التي يحبها فيك أنت وشريكك.
هل سبق أن واجهت مشكلة من هذا النوع؟ كيف تعاملت معها؟