الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أسباب تبرر أهمية احتضان طفلك بانتظام

عناق واحد باليوم كاف ليبعد عنك الطبيب واللوم! لا شك أن الأحضان تشعرنا بالسعادة، غير أنه بمعزل عن ذلك، فهي تجلب لنا الكثير من الفوائد الأخرى، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بنمو الطفل وتطوره. هيا بنا نغوص في أعماق علوم المعانقة ونتعرف أكثر على الأمور الإيجابية الأخرى التي يمكن أن تضفيها هذه الحركة البسيطة على حياتنا.

نهوى في الجانب المشرق التعبير عن مشاعرنا لأحبائنا بالأحضان. ونعتقد أنها تساعد الناس في مشاركة مشاعر الجود والسخاء، والشحنات الإيجابية، وخلق روابط وثيقة؛ خاصة عندما يتعلق الأمر بأشبالنا الصغار. لهذا السبب، جمعنا باقة من الفوائد الخفية للمعانقة التي ستضفي على حياتك مع ابنك مسحة من الدفء والتناغم.

تولد الأحضان مشاعر الغبطة والسعادة لدى الأطفال.

للعناق تأثير نفسي بالغ الأهمية. فهو لا يعزز احترام الطفل لذاته وثقته بنفسه فحسب، بل يساعده أيضاً في التطلع إلى الحياة بتفاؤل. هذه الموارد النفسية الثلاثة (الاحترام الذاتي، والتفوق، والتفاؤل) مترابطة ارتباطاً وثيقاً ولديها القدرة على تلطيف تأثيرات الأحداث المزعجة التي قد تعترضه في حياته، كما أنها تساهم بالنهاية في شعور ابنك بأنه محبوب وسعيد.

تنمي الأحضان روح التعاطف لدى الأطفال.

يساعدك العناق أنت وطفلك على الانغماس في اللحظة الحاضرة، والغوص في أعماق كليكما، وما تشعران به على الصعيد العاطفي والنفسي. هذا النوع من تبادل الطاقة يظهر لابنك أهمية خصلة التعاطف. ويحدث ذلك عندما يطورون قوة إدراكية لما يشعر به الآخرون من حولهم. لذلك، يعد العناق درساً قيماً لتظهر لابنك ما يعنيه التعاطف مع الناس وحب الآخرين.

تحد الأحضان من “نوبات الغضب” لدى الأطفال.

رغم أن الكثير من الوالدين يقلقون حيال احتضان طفل قد تملكته نوبة من الغضب العارم، ويخالون أن فعلهم ذلك قد يعتبره مكافأة على سلوكه السيء، إلا أن الأمر برمته ليس صحيحاً ببساطة. لا يعني احتضان طفلك الاستسلام لسلوكه، بل يساعده في ضبط نفسه ومشاعره. ذلك أنه بالعناق، يقوم الجسم بإفراز هرمون الحب المعروف بالأوكسيتوسين للمساعدة في التهدئة من روع الطفل وتخفيف مشاعر القلق والتوتر لديه.

زيادة على ذلك، تساعد الأحضان في التغلب على المشاكل بين الأزواج بطريقة أبسط وأريح بكثير. لا تنس هذه النقطة في شجاركما القادم!

تساهم الأحضان في تنشئة أطفال أذكى.

يحتاج الأطفال إلى تحفيز حسي متنوع من أجل تطوير ذكائهم. ولهذا السبب يعتبر الاتصال الجسدي المحسوس أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لهم. وفي هذا الإطار أجرى الدكتور سيث بولاك وزملاؤه في مركز وايزمان وفي قسم علم النفس بجامعة وينسكونس ماديسون، بحثاً مقارناً بين الأطفال الذين ترعرعوا في دور الأيتام قبل الالتحاق بأسر التبني، وأطفال آخرين قد عاشوا في أسر متكاملة ومستقرة منذ البداية. وقد أظهر الفريق الأول علامات واضحة لتعثر المهارات الحركية، فضلاً عن ضعف النمو الإدراكي ناشئ عن افتقارهم إلى التفاعل الجسدي الملموس.

كما تفيد بحوث أخرى، بأن منح الأطفال في دور الأيتام 15 دقيقة إضافية من التحفيز الجسدي يومياً لمدة 10 أيام متتالية، قد ساهم في تسجيلهم لدرجات أعلى في التقييمات التطورية، فضلاً عن المزيد من العادات الناضجة، والكثير من الحيوية النشاط بشكل عام.

تساعد الأحضان الأطفال على النمو والتطور.

رغم غرابة هذه الحقيقة، إلا أن احتضان طفلك على نحو منتظم يحفز نموه. وجد العلماء أن أجسام الأطفال تتوقف عن النمو بشكل طبيعي إن حرموا الاتصال الجسدي الحسي وتحديداً الاحتضان، رغم تناولهم لعدة فيتامينات وغيرها من المغذيات الأخرى بشكل منتظم. وتسمى هذه الحالة “تعثر النمو”.

تفسير هذه الظاهرة بسيط للغاية: أجسامنا تفرز هرمون أوكسيتوسين أثناء العناق كما ذكرنا آنفاً. ويحدِث هذا الهرمون الكثير من التأثيرات الإيجابية داخل أجسامنا، وتحفيز النمو أحدها. إذ عندما يقوم الجسم بإفرازه، يزيد أيضاً من إفراز هرمونات النمو الأخرى، مما يساهم في نمو الطفل وتطوره على المستوى الجسدي.

تحافظ الأحضان على الأطفال في صحة جيدة.

كما ذكرنا آنفا، لهرمون الأوكسيتوسين، الذي يفرز أثناء المعانقة، مجموعة من الفوائد الإيجابية. إحداها مساعدة طفلك على البقاء في صحة جيدة وتعزيز جهازه المناعي. وفضلاً عن هذا، يساهم الأوكسيتوسين في التئام الجروح بشكل أسرع ويساعد على خفض حدة الالتهابات.

هرمون الحب، قادر على مساعدة الأطفال أيضاً على التعامل مع التوتر الاجتماعي، الذي قد يواجهه الطفل في حياته اليومية، بجميع أشكاله.

تخلق الأحضان رابطاً قوياً بين الطفل ووالديه.

تساهم الأحضان في زيادة الثقة، التي تعد عنصراً بالغ الأهمية في بناء علاقات سليمة، بين الأطفال والناس بشكل عام.

ويساعد الأوكسيتوسين على الحد من تخوفات الأطفال ويعزز جهوزيتهم للمجازفة والوثوق بالآخرين. كما يُعزز شعور الطفل بالأمان ويقي عرى العلاقة بينه وبين والديه.

هل تواظب على احتضان أطفالك؟ هل تعتقد أن ذلك كاف بالنسبة لهم؟ شاركنا تجاربك ورأيك حول موضوع العناق في قسم التعليقات أدناه!

مصدر صورة المعاينة AP/East News, WPA Pool / Getty Images Entertainment
شارك هذا المقال