الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

السمنة خلال الحمل قد تؤثر على ذكاء الطفل مستقبلاً

العلاقة بين الأم والطفل هي الأكثر قوة من بين العلاقات البشرية كافة. ويترتب على الولادة تغييرات جذرية في حياة المرأة، التي لن تعود لسابق عهدها أبداً. وبغض النظر عن الفرح والسعادة اللذين يعنيهما حمل حياة جديدة في أحشائك، هناك بعد آخر مهم لدورك الجديد في الحياة، ألا وهو المسؤولية. ونحن هنا لا نتحدث عن رعاية طفلك وتربيته وتعليمه منذ ولادته إلى أن يشتد عوده وحسب، بل إن دورك في الحرص على صحة طفلك يبدأ مع بدايات الحمل.

يود الجانب المشرق أن يشارك معكم اليوم دراسة تدعي وجود ارتباط بين السمنة خلال فترة الحمل والمشاكل المستقبلية التي قد تطرأ على مهارات الطفل الإدراكية والعقلية.

السمنة خلال فترة الحمل

عادة ما يكون وزن المرأة أثناء الحمل مصدر قلق لها وللطبيب الذي يتابع حالتها. من الضروري أن تكون زيادة الوزن تدريجية وضمن الحدود المعقولة لكل مرحلة من مراحل الحمل. ومن المضاعفات التي قد تسببها السمنة للمرأة الحامل، نجد ارتفاع ضغط الدم ومقدمات الارتعاج (تسمم الحمل) وسكري الحمل.

(يمكنك معرفة ما إذا كان وزنك زائداً أو أنك تعانين السمنة باستخدام مؤشر كتلة الجسم BMI).

السمنة ومخاطر الحمل

عندما تكتسب المرأة الحامل وزن كبيراً، عادة ما نظن بأن صحتها فقط عرضة للمخاطر، ولا نأخذ في الحسبان انعكاسات ذلك على صحة الجنين. فتسمم الحمل، على سبيل المثال، قد يشكل خطراً حقيقياً على الحمل، ورغم أن السيدات اللاتي يصبن به قادرات على إتمام الولادة بدون أي مضاعفات، إلا أن خطر الولادة المبكرة أو الإجهاض وارد في بعض الحالات.

وفي هذا السياق، نشر فريق من المتخصصين من كلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا ومن جامعة تكساس، دراسة في دورية BMC Pediatrics، حيث أثبتوا فيها وجود علاقة بين سمنة الأمهات خلال فترة الحمل، وبعض صعوبات النمو لأطفالهن لاحقاً.

الدراسة

قام فريق متخصص في علوم الأوبئة والتغذية ومجال الصحة البيئية بدراسة 368 من الأمهات وأطفالهن، أثناء الحمل وعند بلوغ الأطفال أعمار 3 و7 سنوات. كانت المشاركات من الطبقة الاجتماعية نفسها، وأُخذت متغيرات العرق والحالة الاجتماعية ومستوى التعليم وذكاء الأمهات في الاعتبار. كما سجّل وقت ولادة الطفل، والظروف البيئية التي تعرض لها.

وبالمقابل، تم استبعاد النظام الغذائي للأم أثناء الحمل، وما إذا كان الطفل تلقى الرضاعة الطبيعية أم لا.

عندما بلغ الأطفال عمر الثالثة، أجريت عليهم اختبارات لتقييم مهاراتهم الحركية. وأعيد إجراء الاختبارات نفسها مجدداً بعد مرور 4 سنوات، أي في سن السابعة.

النتائج

في تحليل نتائج الأطفال في سن الثالثة، لاحظ الباحثون أن السمنة أثناء الحمل كانت حاضرة في أمهات الأطفال الذين كانت مهاراتهم الحركية أبطأ.

وعند إعادة إجراء الاختبارات في سن السابعة، وجد العلماء أن معدل ذكاء الأطفال الذكور للأمهات اللواتي عانين من زيادة الوزن أو السمنة أثناء الحمل، كان أقل منه عند أقرانهم الذين كانت أوزان أمهاتهم عادية خلال فترة الحمل. وقد وصل الفارق إلى 5 نقاط أو أكثر على مقياس الذكاء، واقتصر على الذكور فقط.

الخلاصة

لابد من توضيح أنه رغم تحديد الدراسة لوجود علاقة بين سمنة الأم الحامل والمشاكل التي ذكرناها لدى الطفل، إلا أنه لم يكن ممكناً الجزم بسبب أو أسباب حدوث ذلك.

من جهة أخرى، عاينت الدراسة بيئة كل طفل على حدة، ووجدت أن تأثير سمنة الأم الحامل على معدل ذكاء الطفل يتراجع بشكل ملحوظ، عند نشأة الطفل في أسرة هادئة متحابة، تشجعهم على اللعب والتعلم.

هل تعلم كم زاد وزن أمك خلال حملها بك؟ هل سبق لك أن خضت تجربة الحمل وكيف جرت الأمور؟ شاركينا قصتك في قسم التعليقات!

شارك هذا المقال