التقاط الصور للأطفال: لماذا يمكن أن يكون مؤذياً لهم؟
بوجود وسائل التواصل الاجتماعي وكاميرات الهواتف في متناول الأيدي، صار بإمكان الأمهات والآباء التقاط صورة لكل صغيرة وكبيرة في حياة أطفالهم وهم يكبرون، ثم يشاركونها مع العالم بأسره، بدلاً من الاحتفاظ بها فقط في ألبوماتهم الأسرية الخاصة. وقد أصبح هذا الهوس بـ"المشاركة" منتشراً على نطاق واسع، لدرجة أن دراسة وجدت أن 81 في المائة من الأطفال تحت سن الثانية لديهم حضور وازن على الإنترنت. وعلى الرغم من أن تصوير الأطفال ليس مشكلة في حد ذاتها، إلا أن التقاط ونشر الكثير من الصور لهم يمكن أن يصبح مصدراً للأذى.
ألقينا في الجانب المشرق نظرة على الأسباب التي تجعل التقاطك للكثير من الصور لأطفالك مضراً لهم.
1. قد يعتقد الأطفال أنهم مركز الكون
إن كان الوالدان يلتقطان الصور لطفلهما باستمرار، بدون منح أفراد العائلة أو أصدقاء الطفل مكاناً ضمنها، فقد يتكون لدى الطفل إحساس متضخم بتقدير الذات. فما دامت عدسة الكاميرا مسلطة عليه باستمرار، فسوف يعتقد أن جميع العيون يجب أن تهتم به في كل الأوقات. حتى أنه من المحتمل أن يأخذ الكاميرا ويلتقط صور سلفي بنفسه. وقد وجدت دراسة أن النشر المفرط لصور السفلي قد يكون مرتبطاً بنرجسية الشخصية.
2. قد ينتقدون أنفسهم بشدة
قد ينتقد الأطفال أنفسهم أو الصفات التي يفتقرون إليها، إن لم تحصل صورهم على ما يكفي من الإعجابات. قد يطلبون ملابس جذابة، أو يصبحون مهووسين بفلاتر التجميل، أو يسألون لماذا ولدوا بشكل قبيح. ويصبح هذا الوضع أسوأ إن كان لديهم أصدقاء تحظى صورهم بإعجابات أكثر منهم. مقارنة الأطفال أنفسهم بالآخرين، لن تكون صحية بالنسبة لتقديرهم لذاتهم. وقد وجدت إحدى الدراسات أن الفتيات اللاتي يقضين الكثير من الوقت في النظر إلى الصور على الفيسبوك، أقل تقبلاً و رضا بوزنهن.
3. قد يواجه الأطفال صعوبة في تشكيل ذكريات الطفولة
قد ينسى الآباء الذين يلتقطون العديد من الصور لأطفالهم، مساعدة هؤلاء الصغار على تعلم كيفية التحدث عن تجاربهم. قد يولي هؤلاء الآباء والأمهات أقل اهتماماً للحظة، وقد أظهرت دراسة أن ذكرياتهم عنها يمكن أن تضعف إن كانوا وراء الكاميرا، بدلاً من أن يكونوا مع أطفالهم.
4. يمكن الإساءة إليهم بشكل كبير
بمجرد أن يكبروا قليلاً، سيفضل الفتيان عدم وجود الكثير من صور طفولتهم الماضية على الإنترنت. فهم الآن يصنعون شخصية جديدة، لذلك قد تكون “سمعتهم في خطر” إن نشر لهم أقاربهم صوراً محرجة. ويمكن أن يعانوا من مشكلة التشهير بالأطفال، حيث يقوم بعض الآباء بتأديب أطفالهم ومشاركة صورهم أو مقاطع الفيديو الخاصة بهم عبر الإنترنت. وسوف يخجل الأطفال من الظهور بعدها أمام أصدقائهم في المدرسة.
5. لن تبقى لديهم الكثير من لحظات الخصوصية
بينما يحق للوالدين التحكم في كيفية تربية أطفالهما، فإن للأطفال الحق في ضمان خصوصيتهم. ولكن في غالب الأحيان، يشارك الآباء صور أطفالهم مع الجميع دون موافقتهم، لأنهم بالطبع أطفال صغار جداً. وحسب دراسة في الموضوع، يُنظر إلى مشاركة الصور على أنها التزام تجاه الآخرين وتعبير مهم عن هوية الوالدين. لذلك كثيراً ما يكون الآباء محتارين بين حماية خصوصية أطفالهم ومشاركة قصص أطفالهم، والتي مهما كانت مميزة، قد تثير استياء الأبناء عندما يكبرون.
6. قد يتعرضون للتمييز في سن مبكرة
أصبحت ظاهرة التنمر الإلكتروني شائعة، لأن المتنمرين يمكن أن يظلوا مجهولين. لذلك فإن نشر صور الأطفال يمكن أن يعرضهم لتمييز عنصري على أساس مظهرهم، من قبل أي شخص، ومن أي مكان في العالم. فعلى سبيل المثال، اضطرت كلوي كارداشيان إلى الرد على المعلقين الذين انتقدوا اللون المختلط لبشرة ابنتها. وقد وجدت إحدى الدراسات أن بعض المراهقين من الأقليات العرقية تعرضوا لمعاملة عنيفة بسبب لون بشرتهم.
7. يمكن أن يتعرضوا لمستوى أعلى من خطر سرقة الهوية
أثناء مشاركة الصور على الإنترنت، قد يقدم الآباء معلومات حساسة عن طفلهم دون انتباه، مثل تاريخ ميلاده وجنسه وأحياناً اسمه الحقيقي. ومن المحتمل أن يستهدف لصوص الهوية الأطفال الصغار، لأنهم بدون سوابق. وفي وقت لاحق من الحياة، قد يواجه هؤلاء الصغار صعوبة في الحصول على إيجار أو منحة أو حتى وظيفة.
8. قد يركز الأطفال اهتمامهم على ما يعتقده الآخرون عنهم
يبدأ الأطفال في الاهتمام بما يفكر فيه الناس من حولهم ما إن يبلغوا 24 شهراً من العمر، وفقاً لدراسة صدرت عام 2018. لذلك فقد يكون لوضعهم باستمرار أمام الكاميرا وفي وسائل التواصل الاجتماعي تأثيرٌ إيجابي أو سلبي على سلوكهم. فإن أخبرهم الآباء شفهياً أو كتب أحدهم تعليقات حول مظهرهم أو ما يرتدونه، فسيظهر هذا على تصرفاتهم في ما بعد. فلتعليقات الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي أثرٌ في صياغة تفكير الأطفال ومواقفهم.
كم عدد الصور التي تلتقطها لطفلك في اليوم؟ وكم مرة تنشرها على الإنترنت؟ هل تعتقد أن التقاط صور لطفلك يضره أكثر أم يفيده؟ دعونا نعرف كيف تفكرون في هذا الموضوع!