5 موجبات لكف الأهل عن حماية أطفالهم من الضغط والتوتر
نبالغ أحياناً في حماية أطفالنا بغية النأي بهم عن أي ضغوطات أو خيبات أمل مهما صغرت. لكن دراسة جديدة أظهرت أن الكذب بشأن حقيقة مشاعرك يمكنها التسبب بضرر أكبر من النفع المرجو. وبالتحديد، يمكن لهذه الطريقة أن تؤثر على سلوك أطفالك على المديين القصير والبعيد.
نهدف في الجانب المشرق إلى تحسين مهاراتنا في تربية أطفالنا على الدوام، وسنحاول في هذه المقالة شرح ما يحدث عندما تتبنى نهج الحماية المفرطة لصون طفلك من كل أشكال الضغط والتوتر المحتملة.
1. لن يكونوا مستعدين لمواجهة أسباب الضغط بمفردهم
قامت أخصائية نفسية بمشاركة تجربتها العملية التي اكتسبتها من خلال العمل مع عدد من المرضى في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، الذين كانوا يشتكون أساساً من كونهم ليسوا سعداء. والغريب في الأمر أنهم صرحوا بلا استثناء بأن أهاليهم كانوا مثاليين وحظوا بطفولة ممتازة، وهو ما جعل الطبيبة تواجه صعوبة في فهم أسباب معاناتهم.
لكنها توصلت في النهاية إلى أن أصل المشكلة يكمن في الآباء والأمهات الذين حاولوا على الدوام حماية أطفالهم من ضغوط الحياة اليومية مهما صغرت، مما أدى إلى افتقارهم للقدرة على التعامل معها بمفردهم لما صاروا كباراً. ما بدا في الظاهر انعدام السعادة، كان في واقع الأمر مجرد أشياء حياتية عادية تحدث لكل الناس، بما فيها الضغوطات وخيبات الأمل، كالاضطرار للتعامل مع مدير سيء، أو القبول بوظيفة أقل من المستوى، وهلم جرا.
2. سيعمدون إلى إخفاء مشاعرهم
يعتقد المختصون أن الأطفال يميلون إلى تقليد سلوك والديهم، حتى عندما يتعلق الأمر بكيفية تعاملهم مع مختلف أصناف الضغط والتوتر. إذا أخبرت طفلك في كل وقت بأن الأمور ستكون بخير، سواء في العمل أو مشاكل المنزل أو العلاقات الإنسانية وغيرها، حتى وإن كان في أحلك المواقف ولا يشعر بأن الوضع سيتحسن على الإطلاق، فإنه سيفترض أن هذه هي الطريقة المثلى التي ينبغي التصرف بها. أي أنه سيتعلم أن إخفاء التوتر مسألة طبيعية ومقبولة، بل ومطلوبة ليكون مثلك أنت قدوته الأولى.
بالمقابل، لا بد من التذكير هنا بأن إخفاء مشاعرك وكبت شعورك بالتوتر، قد يؤدي إلى بعض المشاكل الصحية كتدهور علاقاتك بأحبائك على سبيل المثال.
3. لا يمكنك حمايتهم من ضغوطات الحياة، لكن يمكنك تعليمهم كيفية التغلب عليها
من المرجح أن طفلك مدرك بالفعل لكيفية تأثير التوتر والضغط النفسي على حياته. حيث أفادت دراسة أن المراهقين يؤكدون مرورهم بمستويات توتر أعلى من الراشدين خلال السنة الدراسية. لذلك يستحيل فعلياً إبعاد الطفل عن كل ضغوط الحياة وصعوباتها. وعوضاً عن ذلك، حاول تعليمه إجادة فن التعامل مع مشاعر التوتر.
ساعد طفلك على فهم أسباب الضغط النفسي وكيفية التقليل من آثاره عليه، مثل الصداع وآلام المعدة، عبر الاسترخاء أو تمارين التنفس مثلاً. ويمكنك أيضاً خلق مساحة خالية من التوتر والضغوط لممارسة العزف أو الرسم أو الألعاب، تبعاً لما يستهوي طفلك أكثر.
4. بعض الضغوطات ضرورية لنمو الطفل
لا تعتبر كل الضغوط النفسية سيئة. بالطبع، يجدر لكل أم وأب أن يحاولا إبعاد التوتر المزمن الناجم عن الإساءة أو الإهمال أو ما شابه ذلك عن أطفالهم. لكن بعض أنواع الضغط النفسي العابرة، هي في الحقيقة ردة فعل صحية لمواقف مختلفة مثل اللعب والمسابقات والاختبارات - وهي تختفي تماماً في وقت وجيز. كما أظهرت الأبحاث أن هذا الضغط مفيد لتطور الدماغ والمهارات الاجتماعية والسلوك، بل وحتى مستوى الذكاء لدى الأطفال.
5. يمكن أن يزيد من قلقهم
يعتقد علماء النفس أنك بحمايتك أطفالك من الضغط الشديد أو القلق الناتج عن مشاكل عائلية بين الوالدين، أو خسارة الوظيفة، أو الإصابة بالمرض، فإنك في الواقع تزيد من قلقهم لأنهم يميلون إلى افتراض السيناريو الأسوأ دائماً، كأن ينظروا إلى أنفسهم على أنهم سبب هذه الأحداث أو يخافوا أن يتخلى عليهم الوالدان، وذلك وفق ما يقوله عدد من الخبراء.
ويتمثل البديل الأفضل في هذه الحالة، في مساعدتهم على توفير معلومات تتناسب مع أعمارهم. تحدث إلى طفلك واشرح له الموقف، واجعله أكثر إدراكاً لحيثيات الأحداث التي تجري من حوله.
كيف تساعد أطفالك على التعامل مع الضغط النفسي في العادة؟ نرجو ألا تبخل علينا بمعلوماتك وآرائك حول هذا الموضوع الشائق في قسم التعليقات!