الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا ترغب الأمهات في السهر إلى وقت متأخر حتى لو كنّ مرهقات إلى أبعد حد؟

تفرض الحياة على الأمهات التعامل مع الكثير من الأشياء في وقت واحد. من أول ساعات الصباح، يبدأ الأطفال في الأنين مطالبين بوجبة الإفطار، وقد يتساءل الزوج أين اختفى قميصه المفضل، وحتى الكلب الأليف يحاول الحصول على بعض الاهتمام والمداعبة. قد يكون كل هذا مربكاً، لكن الأمهات ينجحن في أن يكنّ أول من يستيقظ في المنزل وآخر من يذهب إلى الفراش، بل إن الكثير منهن يخترن السهر إلى وقت متأخر.

بينما نجد أنفسنا في الجانب المشرق مندهشين من قدرة الأمهات على العمل المتواصل دون الحصول على فترات نوم مناسبة، نشعر في الوقت نفسه بالفضول، ونتساءل لماذا يملن إلى السهر رغم ما يعشنه من إرهاق؟

تعرف الأمهات أن الأطفال لا ينامون بسرعة

لنتخيل أمسية عائلية مثالية، يقوم خلالها الأطفال بتنظيف أسنانهم بعد العشاء، وارتداء ملابس النوم، ثم الاستلقاء على السرير. تقبّلهم الأم وتودّعهم وتذهب إلى غرفة أخرى كي تحظى أخيراً ببعض الوقت لنفسها. ولكن بعد 10 دقائق، يأتي إليها طفل يطلب بعض الماء، أو يريد قصة قبل النوم أو ربما يستأذن لإشعال الأضواء.

تعرف الأمهات من خبرتهن أن بعض احتياجات الأطفال تتأجج بمجرد وضعهم في سرير النوم، لذلك لا فائدة من الذهاب إلى الفراش مبكراً ما دام الإزعاج قادماً على أي حال.

تحتاج الأمهات إلى إنهاء العديد من الواجبات المنزلية

مع أن الأزواج يستطيعون التعامل مع عديد الأعمال المنزلية، إلا أن تنظيف منزل يعيش فيه الأطفال يظل مهمة عسيرة، حتى على شخصين بالغين. ولهذا تضحي الأمهات بساعات نوم ثمينة في سبيل تجهيز المنزل للغد، والتأكد من أن كل أفراد الأسرة سيحظون ببداية جيدة لليوم.

قد لا يبدو إعداد قوائم التسوق وجدولة مواعيد الطبيب والتخطيط لأنشطة الإجازات مشكلة كبيرة، ولكنها تتطلب الكثير من الاهتمام بالتفاصيل وبعض وقت الفراغ لإتمامها. ومن الأسهل القيام بذلك دون مقاطعة من أحد، أي بعد نوم الجميع.

الأمهات بحاجة ماسة إلى بعض “الوقت الخاص”

أعباء الأمهات لا تنتهي أبداً، حتى أن بعضن يمزحن قائلات أن الاستحمام يغدو مهمة مستحيلة بعد إنجاب الأطفال. لذلك من الضروري تخصيص بعض الوقت لأنفسهن فقط. لا يهم ما إذا كان ذلك يعني أخذ حمام طويل في الليل أو القيام بتمارين منزلية أو مشاهدة نيتفليكس بلا توقف. ومهما كانت الروابط قوية مع أطفالهن، فإن الأمهات بحاجة إلى تلبية احتياجاتهن الخاصة أيضاً.

تتمنى الأمهات استعادة مساحتهن الشخصية

بعد قضاء يوم كامل مع الأطفال، كل ما تريده الأم هو الانفراد لبعض الوقت بنفسها في هدوء. صحيح أن وجود الأطفال والأحباء نعمة كبيرة، ولكن العديد من الأمهات يشعرن بالإرهاق بسبب التواصل الاجتماعي المستمر، خاصة أن الأطفال يحتاجون إلى قدر كبير من الاهتمام ويريدون البقاء مع أمهاتهم طوال الوقت، وهو ما قد يتعارض مع المساحة الشخصية للأم، ويسبب لها إزعاجاً نفسياً. وهنا تمسي ساعات الليل الهادئة هي الوقت الوحيد الذي تعود فيه الأمهات حقاً إلى عالمهن النفسي الخاص.

تريد الأمهات تخصيص بعض الوقت لأشخاص آخرين

النصيب الأكبر من حياة أيّ أم يتمحور حول أطفالها، ولكن لديها أشخاص آخرين على قدر من الأهمية تود قضاء بعض الوقت معهم. نادراً ما تجد الأم فرصة لتحضير عشاء رومانسي مع شريك حياتها، أو إجراء محادثة طويلة مع أفضل صديقاتها، عندما يكون الأطفال مستيقظين.

إن وجود روابط اجتماعية أخرى وبناء علاقات مع الناس أمر مهم للسلامة العقلية للأم، وأحياناً يكون الليل هو الوقت الوحيد الذي يمكن أن تتاح فيه الفرصة للقيام بذلك.

تسعى الأمهات للتركيز على طموحاتهن

للعديد من الأمهات وظائف تفرض عليهن متابعتها باستمرار. وبينما يتمكن بعضهنّ من التوفيق بين العمل المكتبي والحياة المنزلية، تختار أخريات العمل لحسابهن الخاص. وكثيراً ما تتوق بعض الأمهات لانتهاز الفرصة لتجربة الخوض في مجال جديد.

يتطلب إنهاء مشاريع العمل وحضور الدورات وإنهاء الواجبات الكثير من التركيز والوقت. لذلك قد تكون ساعات الليل المتأخرة للعديد من الأمهات الوقت الوحيد الممكن تكريسه لمسيرتهن المهنية وتنميتهن الذاتية.

تتبع الأمهات إيقاعهن البيولوجي الطبيعي

بعض الناس لم يولدوا ليناموا في العاشرة مساءً، وإنجاب الأطفال لا يمكنه تغيير ذلك. قد يصاب هؤلاء الناس بالخمول في الصباح، ولكن الليل هو الوقت المناسب لهم للتألق. وإذا كانت الأم تنتمي إلى هذا الصنف، فإنها تشعر براحة أكبر أثناء الليل وتكون أكثر إنتاجية، ولذلك لا يمكن أن يعتاد جسدها على الجدول الطبيعي لحياة الأطفال لأنه يتعارض مع إيقاعها الحيوي، وعلى الرغم من كل التعب، فإنها تبقى مستيقظة في الليل.

أخبرينا كيف كانت والدتك تقضي أمسياتها عندما كنت طفلة؟ وإن كان لديك أطفال، فشاركينا تجربتك الشخصية!

مصدر صورة المعاينة 0000001/Reporter
الجانب المُشرق/الأطفال والعائلة/لماذا ترغب الأمهات في السهر إلى وقت متأخر حتى لو كنّ مرهقات إلى أبعد حد؟
شارك هذا المقال