مخاطر تواجه الأطفال إذا ناموا وأفواههم مفتوحة
إن مراقبة كل لحظة في حياة أولادنا، من حبوِهم، وتناولهم للطعام، ومشي خطواتهم الأولى، إلى نومهم، يمنحنا سعادة خالصة. بعض الآباء يعتقدون أن استغراق أطفالهم في النوم بسلام في مهودهم وأفواههم مفتوحة شيء لطيف ويبعث على الضحك. إلا أن تنفس الأطفال من الفم ليس شيئاً بريئاً كما يبدو من الوهلة الأولى. بل إنه، في حقيقة الأمر، قد يكون مؤشراً على حالات طبية معينة وقد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
لقد ألقينا، في الجانب المشرق، نظرة عن كثب إلى المخاطر التي قد يتعرض لها الأطفال إذا ناموا وأفواههم مفتوحة، وإليكم ما اكتشفناه.
تنفُّس الإنسان من فمه أثناء نومه ليس طبيعياً
أنوفنا مصممة لنتنفس منها بشكل طبيعي، ومهيئة بعدة خواص لذلك الغرض. إليكم بعض الفوائد الحيوية القليلة للتنفُّس من الأنف وأثره على صحتنا:
ترشّح أنوفنا الهواء الذي نتنفسه، حيث تنقيه من السموم والجزيئات الغريبة. وعلاوة على ذلك، فإن الهواء يترطّب أثناء عبوره من الممرات الأنفية.
تعمل أنوفنا على تدفئة الهواء الذي نتنفسه بحيث يصبح مناسباً للرئتين.
تزودنا أنوفنا بحاسّة الشم وتساعدنا على تمييز الروائح من حولنا.
وبينما من الطبيعي أن نتنفس من أفواهنا أحياناً (عند التحدث أو ممارسة نشاط بدني، على سبيل المثال)، إلا أننا خُلقنا لنتنفس من أنوفنا عموماً.
هناك الكثير من المشاكل الطبية التي قد تجعل الطفل يتنفس من فمه، ومن بينها، على سبيل المثال، احتقان الأنف (الذي تسببه الحساسية أو التهاب الجيوب الأنفية)، أو التهابات معينة، أو الانسدادات الأنفية بأسبابها. كما تنشأ لدى بعض الناس عادة التنفُّس من الفم خلال الطفولة المبكّرة.
إذا كان طفلك معتاداً على النوم وفمه مفتوح، فمن الأفضل أن تنتبهي لهذا الأمر. فيما يلي بعض المشاكل الصحية التي قد يتسبب بها التنفُّس من الفم أثناء النوم لدى الأطفال.
انقطاع النَفَس النومي
يقول الأطباء أن التنفس من الفم قد يسبب الإصابة بانقطاع النفس النومي (أو يزيد الحالة سوءاً إذا كان الشخص يعاني منها بالفعل)، وهذه من إحدى أكثر العواقب الصحية خطورة لعادة التنفس من الفم.
انقطاع النفس النومي هو أحد اضطرابات النوم التي تحدث عندما ينقطع نفَس الشخص فجأةً، ثم يعود مرة أخرى. تتضمن أعراض المرض توقف النفس المفاجئ أثناء النوم، والشخير بصوت عال، والشعور بجفاف الفم عند الاستيقاظ، والأرق، والشعور بالإرهاق خلال النهار. يعتبر انقطاع النفس النومي مرضاً خطيراً في حد ذاته، إلا أنه، فوق ذلك، قد يتسبب في مشاكل صحية أخرى مثل مشاكل القلب، والكبد، وعمليات الأيض.
توضح الصورة أعلاه انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو أحد أنواع انقطاع النفس النومي الذي يحدث عندما تسترخي عضلات الحلق بشكل مفرط، فتمنع الهواء من المرور عبر المجاري الصحيحة.
جفاف الفم وتسوّس الأسنان
عندما نتنفس من أفواهنا، يصيب الهواء المتدفق الشفتين وكامل الفم، بما في ذلك اللثّة، بالجفاف. ونتيجةً لذلك، تطرأ تغيّرات على تركيبة البكتيريا التي تعيش في فمنا بشكل طبيعي، مما قد يتسبب في تسوّس الأسنان ومشاكل اللثّة.
مشاكل في الأسنان والفك وعضة الإطباق
تسبب عادة التنفس من الفم بدلاً من الأنف مجموعة كبيرة من مشاكل الأسنان والفك. ومنها، على سبيل المثال لا الحصر، اعوجاج الأسنان، وسوء الإطباق، والابتسامة اللثوية.
يعرض هذا الفيديو الكيفية التي قد يؤثر بها التنفس من الفم ووضع اللسان الخاطئ المرتبط به على إطباق الفم، وإصابة الأسنان بالاعوجاج، ودفع الفك للخلف. نتيجةً لذلك، ينمو الوجه بشكل غير متناسب يبدو فيه الذقن أصغر، والأنف أكبر.
الوجه الطويل والنحيل
تؤدي عادة التنفس من الفم ووضعية اللسان المنخفض، وفقاً للدراسات العلمية، إلى جعل الجزء السفلي من الوجه أكثر طولاً. وتظهر هذه السمات بشكل لافت لدى الأطفال بعد سن الخامسة. وبمنأى عن الطول الزائد للنصف السفلي من الوجه، قد يؤدي التنفس من الفم إلى ما يُعرف بالوجه المحدّب والذقن الصغير، علاوة على الجبهة المنحدرة.
إذا لاحظت أن طفلك يتنفس من فمه أو لديه أي مشاكل تنفسية أخرى، فعليك استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن. الأطباء وحدهم هم المؤهلون لتشخيص حالة طفلك وتزويدك بالإرشادات الطبية اللازمة.
هل كنت تعرف من قبل أن تنفس الأطفال من أفواههم قد يكون خطيراً؟ شارك هذا المقال مع الأهالي الآخرين الذين قد يهمهم هذا الموضوع!