لماذا يقدم الأطفال على أسوأ السلوكيات في حضور أمهاتهم؟
لأن الأم هي المسؤولة الأولى عن رعاية طفلها، فهي عادة ما “تنعم” برؤية عدد من السلوكيات “الفتانة” التي تصدر عنه، كالبكاء والصراخ ومحاولات الصفع ورفض تناول الطعام ونوبات الغضب المفاجئة غير المبررة.
ربما لاحظتم أن الأطفال يتصرفون على نحو مهذب ولطيف مع الأشخاص الآخرين، في حين يجن جنونهم عندما تكون أمهاتهم معهم. كلا، أنتم لا تتخيلون هذا. إذ يميل الأطفال لإبداء السلوك السيّء بالفعل في حضور أمهاتهم. و السر في هذا ليس سببه إخفاق الأم، لكن الطفل يقدم على مثل تلك التصرفات تعبيراً عن إطرائه ومحبته لها.
قررنا في الجانب المشرق أن نغوص في نفسية أطفالنا قليلاً، لكي نحاول أن نعرف السبب الذي يجعل الأمهات أكثر عرضة لكل تلك السلوكيات من قبل أطفالهم.
1. يشعر الأطفال بالأمان في حضرة أمهاتهم
الأم هي رمز الأمان في حياة الطفل. ويسيئ الأطفال التصرف أكثر أمام والديهم، ولا سيما أمام أمهاتهم، لأنهم يشعرون بالراحة والأمان والدعم في وجودهن. في نهاية المطاف، لا أحد يحب أن يظهر عيوبه أمام الغرباء، وغالباً ستشارك إحباطك وتذمرك مع أحبائك والمقربين منك. وهذا الأمر ذاته ينطبق على الأطفال.
وعندما يقرر الطفل أن يسئ التصرف، فهو يقرر كذلك أن يظهر ضعفه. لذا في المرة القادمة التي تسألين فيها نفسك لماذا يحسن طفلي التصرف مع الجميع إلا أنا، فعليك أن تدركي أن الإجابة هي لأنك الوحيدة التي يناديها أمي، ولأنك تؤدين هذا الدور ببراعة لا يجاريك فيها مخلوق على وجه الأرض..
2. السلوك الجيد “له تداعيات سيئة عليهم”
يشعر الطفل بعدم الارتياح في أي موقف اجتماعي يتضمن وجود أشخاص غرباء. وهذا ينطبق علينا جميعاً، عندما نحرص على أن نتصرف بشكل مختلف في وجود أشخاص جدد. فنميل إلى أن نكون أكثر تحفظاً وانغلاقاً، ونشعر بالحاجة إلى التصرف بشكل مثالي مع الأشخاص الذين لا نعرفهم جيداً. والأطفال ليسوا استثناء لهذه القاعدة.
لكن عقول الأطفال غير مكتملة التطور بعد، تحتاج لبذل الكثير من الجهد للسيطرة على انفعالاتهم في معظم الأوقات. يتطلب الأمر من الأطفال بذل قدر كبير من الطاقة “ليحسنوا التصرف” وليتبعوا التعليمات، لا سيما صغار السن منهم. ولهذا، فإنهم عندما يعودون للمنزل يطلقون العنان لكل مشاكساتهم. ولا ننسى أن الأطفال قد تمر بهم أوقات سيئة أيضاً، وتبقى نوبات الغضب التي لا يفجرونها إلا أمام أمهاتهم هي وسيلتهم المثلى للتنفيس عما بداخلهم.
3. هم يبحثون عن لفت الانتباه
هناك سبب آخر يدفع الأطفال لإساءة التصرف، يتمثل في كونهم ربما يشعرون ببعض المنافسة على جذب انتباه الأم، وقد يكون الطرف الآخر في هذه المنافسة، إما الأشقاء أو الأشخاص البالغون الآخرون أو الحيوانات الأليفة أو حتى عمل الأم. لا يحب الأطفال أن يُتجاهلوا، وإساءة التصرف هي ورقتهم الرابحة لجذب الانتباه. وفي النهاية، غالباً ما يستحوذون على الاهتمام المطلوب، حتى لو أوقعوا أنفسهم في المتاعب. ويحدث هذا في معظم الأوقات في حضور الأمهات، لأن اهتمامهن هو أثمن ما يسعى إليه الأطفال.
4. يريدون استكشاف حدودهم
اختبار الطفل لحدوده هو أمر طبيعي، لا سيما إن كان على ارتباط وثيق بأمه. يعلم الطفل أن علاقته بأمه آمنة، لذلك يشعر أن بوسعه التصرف على سجيته وعدم إطاعة الأوامر ودفع الحدود المعروفة إلى أقصاها. هذا لا يعني أنه يحاول إثارة غضبها عن عمد، بل يدل على أن الطفل يتطور على نحو طبيعي وأن لديه علاقة متينة بأمه.
أما إذا كانت الحدود غير موجودة، فحينئذ سيحاول الطفل فعل ما بوسعه ليعرف أقصى مدى يمكنه الوصول إليه. ويحدث هذا عندما تحاول الأم أن تكون صديقة بدلاً من والدة. فيحس الطفل في أعماقه بنوع من عدم الأمان والانزعاج، حينما يشعر بغياب أي شكل من الحدود، ومن هنا تبدأ محاولاته لاستكشافها، ولا ينتهي إلا عندما يصل إليها.
5. يريدون أن يحققوا شيئاً
نوبات الغضب لا تعني في بعض الحالات أن الطفل يتصرف على نحو طبيعي، بل إنه يحاول التلاعب بك عبر إساءة التصرف عن قصد. ويمكنك أن تميزي الوصلات التمثيلية عن نوبات الغضب الحقيقية، لأن هذه الأخيرة تكون دائماً ذات تفسير منطقي ومفهوم. ويؤدي تشجيع طفلك على نهج هذا السلوك إلى جعله يوقن بأنه فعال، مما سيصعب الأمور عليك أكثر.
هل لاحظت أن أطفالك تزداد شقاوتهم في وجود أمهم؟ كيف تتصرف معهم حين يسيئون التصرف؟ يسعدنا أن نستفيد من تجربتك بعد الاطلاع عليها في قسم التعليقات أدناه.