6 طرق لبناء شخصية قوية لدى طفلك باستخدام كلمة “لا”
يجد كثير من الآباء والأمهات أنفسهم في مواقف لا يستطيعون فيها قول “لا” لأبنائهم. يحدث هذا لأننا نعيش في مجتمع يتوفر فيه كل شيء بكثرة وينشغل فيه الآباء والأمهات بما يجري في حيواتهم. وكذلك لأن كثير من الآباء يريدون أن يكونوا كالأصدقاء المقربين لأبنائهم ونادراً ما يقول الأصدقاء المقربون للصديق “لا”. لكن بصفتك أباً أو أماً، يصبح رفض ما يريده الطفل أحياناً أمراً مهماً من أجل بناء شخصية قوية له.
نحن في الجانب المُشرق نود أن نوضح كيف أن وضع الحدود لأطفالنا يفيدهم ويمنحنا بضعة خيارات بديلة عن قول كلمة “لا”.
1. يتعلمون حسّ الانضباط والنظام
التعبير عن الرفض للأطفال هو أفضل وأول طريقة لكي نضع لهم حدوداً. يتعلمون بذلك أنهم ملزمون باتباع تلك الحدود، وأنهم سيواجهون العواقب إذا خرقوها. لذلك فإنهم يشعرون بالمسؤولية تجاه أفعالهم. لكن قبل أن تقول “لا” لطفلك، قدّم سبباً مقنعاً لذلك، لأن الأطفال لن يتقبلوا الرفض دون المشاجرة.
سيصبح أطفالكم أكثر التزاماً وتنظيماً حين لا تسايرهم في ما يريدونه طوال الوقت. سيدركون حقيقة أنهم لا يستطيعون الحصول على كل ما يريدونه وقتما يحبون. هذا مهم لإدراكهم المستقبلي بأن العالم لن يمنحهم كل أمنياتهم وأن عليهم اتباع القواعد والالتزام بها إذا أرادوا تحقيق النجاح.
2. سيساعدهم على اكتساب تقدير الذات
بخلاف ما يظنه كثير من الناس، فإن اكتساب صفة تقدير الذات وتطويرها لا يعني الشعور الدائم بالرضا. يقول د. والش أننا لا نساعد أبناءنا على بناء صفة تقدير الذات إذا داومنا على إخبارهم برهم بمدى روعتهم. يجب أن نشجعهم على فعل الأشياء بأنفسهم، مما يعني أنه يجب علينا أن نقول لهم “لا” في بعض الأوقات.
سيشعرون في البداية بالإحباط والحزن، لكنهم سيحاولون بعد ذلك إيجاد الحل لمشاكلهم. سترشدهم عزيمتهم لأهدافهم عبر طريق مختلف. وبتلك الطريقة يدركون أن أي مشكلة قابلة للحل إذا ركّزوا جهودهم عليها.
3. سيصبحون قادرين على التمييز بين ما يريدونه وما يحتاجونه
يتحمس الأطفال بسهولة تجاه الألعاب والدمى الجديدة التي يشاهدونها في الإعلانات. ومن الطبيعي أن يطلبوا من آبائهم شراء أجدد الألعاب لهم لأنهم معظم أصدقائهم يمتلكونها بالفعل. يجب على الآباء أو الأمهات أن يشرحوا للطفل أنه لا يحتاج لتلك اللعبة تحديداً وأنه يمتلك بالفعل عدة ألعاب أخرى رائعة يمكنه الاستمتاع بها.
يمكنكم أن تشرحوا لهم أن الألعاب والدمى لن تشعرهم بالسعادة. وإذا شعروا بالسعادة، فسيكون شعوراً مؤقتاً لا يستمر إلا لبضعة أيام حتى تظهر لعبة جديدة. هذا السلوك من الآباء والأمهات سيوضح للصغار أن الرغبة والحاجة أمران مختلفان عن بعضهما.
4. سينضجون ويصبحون أكثر صبراً
وفقاً للخبراء، إرجاء المكافأة هو خطوة أساسية لتحقيق النجاح. يجب أن نعمل بجد من أجل تحقيق أهدافنا، كلنا ندرك ذلك حين نصبح أشخاصاً بالغين. هذا الدرس نفسه يجب تعليمه للأطفال في عمر مبكر. قول “نعم” للطفل طوال الوقت لن يجعله إلا عجولاً يفتقد إلى الصبر حين لا يستطيع الحصول على ما يريده.
كما سينضج وهو يعقد آمالاً غير واقعية، وسينتظر من الجميع تلبية رغباته. لذا حين يطلب طفلك الحلوى في منتصف اليوم، يمكنك أن تجيبيه بأن عليه الانتظار لما بعد العشاء. سيصاب الطفل بالإحباط حينها، لكنه سيشعر بالرضا الشديد حين ينال الحلوى المنتظرة في النهاية.
5. لا يجب على الآباء والأمهات الاستسلام حين يلجأ أطفالهم للبكاء والاستعطاف
معظم الأطفال حين يُرفض طلبهم، يشرعون في الشكوى ويلجأون للبكاء أو للصراخ. وأحياناً ينصاع له الوالدان لعدم قدرتهما على احتمال الضغط النفسي والإجهاد. لكن الانصياع يصبح النمط السائد مع الوقت، ويدرك الطفل أنه حتى لو رُفض طلبه في البداية، فسيغير والداه رأيهما بعد أن يبدأ النحيب. وهذا يظهر ضعف الانضباط عند الوالدين والطفل كذلك.
إذا بدا الطفل غاضباً ومحبطاً على نحو غير معتاد، فيجب على الأب أو الأم مناقشته. إذا كان ما يطلبه منطقياً، يمكنك التفكير في تغيير رأيك. صحيح أنه يلزم أن تعلمي طفلك الانضباط، لكنه يجب عليك كذلك أن تنصتي لاحتياجاته.
6. ثمة طرق أكثر فاعلية للرفض من قول كلمة “لا” نفسها
استخداما كلمة “لا” بحزم بدون أي تفسير قد يجعل طفلكما ساخطاً منكما. يجب أن تجدا جملاً بديلة كي تشرحا للطفل سبب عدم حصوله على ما يريده، وقتما يحب. مثلاً، إذا ظل الطفل يزعج الوالدين كي يحصل على الحلوى، بدلاً من قول "لا"، يمكنهما أن يعرضا عليه نوعاً صحياً مختلفاً منها. حين يشرحان له أن هذه الحلوى ستتلف أسنانه، سيتعلم ألا يطلبها منهما طوال الوقت.
يفسر د. والش هذا أيضاً ويقول إنه من المهم ألا نستخدم نغمة صوت غاضبة حين نصحح أفعال أطفالنا. سينصاع الطفل للتصحيح المهذب بسهولة أكبر، بدلاً من اللهجة الغاضبة. يجب ألا ينسى الوالدان كذلك تهنئة أو شكر الطفل حين يتبع تصحيحهم له. الدعم الإيجابي مهم في بناء صفتي الانضباط وتقدير الذات.
هل تجد صعوبة في رفض طلبات طفلك؟ كيف يتصرف حين تقول له “لا” وكيف تبرر قرارك له؟