3 مهارات مهمّة حدّدها العلماء لمساعدة طفلك على النجاح في الحياة
نحلم جميعاً بتربية أطفالنا ليكونوا أشخاصاً ناجحين، ونفعل كل ما في وسعنا لتهيئتهم لطريق التميّز: نشتري لهم أفضل الألعاب، ونقضي الكثير من الوقت في أنشطة تهدف لتطوير شخصياتهم، وندفعهم ليتعلموا الكثير من المعلومات في المدرسة، ولكن هذه المناهج التربوية تطالبهم بتخزين أكبر قدر من المعلومات، بدلاً من تربيتهم كأشخاص وإكسابهم مهارات حياتية أساسية.
استعرضنا في الجانب المُشرق توصيات العديد من علماء النفس، ووجدنا أن هناك 3 مهارات أساسية ستجعل طفلك ناجحاً في الحياة.
ربما لا يوجد آباء في العالم لا يريدون لطفلهم أن يكون ناجحاً وثرياً وسعيداً. لكن ما الذي يتطلبه الأمر لجعل الطفل واثقاً وذكياً ومتحرراً؟
هناك العديد من الدراسات العلمية حول النجاح، والتي تثبت أن القدرات الفطرية والذكاء والجينات لا تلعب دوراً رئيسياً في تحديد النجاح. أكد عالم الاقتصاد جيمس هيكمان صحة هذه النظرية: فقد أثبت أن مستوى الذكاء ليس له أيّ تأثير تقريباً على الرفاهية المالية. التصميم والمثابرة والقدرة على التعاون مع الآخرين هي العوامل الحاسمة في ذلك. لكن هذه المهارات لا تحظى بالاهتمام الكافي من رعاة الأطفال، ولذلك تقع علينا مسؤولية تسليط الضوء عليها. فيما يلي المهارات الرئيسية الثلاث التي نحتاج إلى العمل عليها من الآن لتجهيز أطفالنا لحياة ناجحة.
1. القدرة على التواصل مع الآخرين
أجرى علماء من جامعة ولاية بنسلفانيا وجامعة ديوك دراسة مثيرة للاهتمام. راقبوا حياة 700 طفل أمريكي، بدءاً من طفولتهم المبكرة حتى سن 25 عاماً، من أجل معرفة العلاقة بين مهاراتهم الاجتماعية في مرحلة الطفولة ونجاحهم في حياتهم عند الكبر.
أظهرت النتائج أن الأطفال أصحاب القدرات الأفضل في التواصل كانوا أكثر نجاحاً من أقرانهم الأكثر تحفظاً عند التعامل مع الآخرين: حيث إنهم في معظم الحالات، أنهوا دراستهم الجامعية، وحصلوا على وظائف جيدة بوصول سن 25 عاماً، ولم يواجهوا أيّ مشاكل قانونية.
ربما يرجع ذلك إلى أن الأطفال الأكثر تطوراً اجتماعياً يمكنهم التواصل بسهولة مع الآخرين، وتجنب النزاعات، وتقديم المساعدة، واحترام مشاعر الناس. وهذه مهارات مفيدة، حتى في مرحلة الطفولة، حيث يمكن للأطفال الذين يتمتعون بها أن يجدوا طرقاً للانخراط في اللعب مع الآخرين، بدلاً من الشجار على الألعاب.
من الملاحظ أيضاً أن الكثير من العلماء ليسوا ناجحين في حياتهم، ويرجع ذلك إلى تحفظهم عند التعامل مع الآخرين، فيما أن الأشخاص الأنشط من ذوي مستويات الذكاء الأقل يحتلون مناصب أعلى ويصبحون قادة.
من المهم ألا ننسى أن النجاح لا يتعلق بالعمل فقط. قد يعتبر الناس أنفسهم ناجحين عندما يصبحون محترفين فيما يفعلونه، وعندما يؤسسون أسرهم، وعندما تكون علاقاتهم قوية مع الأصدقاء الذين يشاركونهم اهتماماتهم ومشاعرهم. من الصعب بناء هذه الروابط بدون مهارات اتصال عالية التطور.
2. التصميم والمثابرة
تعتقد عالمة النفس والكاتبة الأمريكية الشهيرة أنجيلا داكويرث، مؤلفة كتاب Grit: The Power of Passion and Perseverance، أن أحد أهم الأشياء في تحقيق النجاح هو الشغف والمثابرة في العمل صوب الأهداف طويلة المدى.
بمساعدة مجموعتها البحثية، قضت داكويرث عدة سنوات في متابعة طلاب أكاديمية عسكرية، ومشاركين في مسابقة تهجئة، ومعلمين، ومديري مبيعات. كان الهدف من الدراسة هو التنبؤ بمن سيكون أكثرهم نجاحاً في مهنتهم ولماذا. اشترك المشاركون، على رغم تباين شخصياتهم ومجالات عملهم، في شيء واحد. لم يتعلق الأمر بالجمال أو القوة أو معدل الذكاء، بل في الجرأة وقوة الإرادة.
وفقاً لعلماء النفس، فإن القدرات والمواهب الفطرية ليس لها أيّ تأثير تقريباً على الإنجازات الحقيقية في حياة الرشد. إن المثابرة والتصميم هما ما يجعل الناس ناجحين، بصرف النظر عن الدراسة لسنوات طويلة. هناك العديد من الأمثلة من الحياة الواقعية حيث حقق الشخص العادي صاحب العزيمة القوية أكثر من العبقري الكسول المنعزل.
3. التفكير الإبداعي
إن التفكير الإبداعي يساعدنا في إيجاد طريقة للخروج من المواقف التي تبدو مستحيلة وحل للمشكلات التي نواجهها في حياتنا. وهذا بالفعل جزء من تعريف النجاح.
لا أحد يعرف كيف ستبدو الحياة في المستقبل، ولكنها ستكون مختلفة تماماً عن حياتنا الآن. التفكير الإبداعي سيساعد أطفالنا على النجاح في المستقبل، وربما على إنشاء شركاتهم الخاصة.
ماذا تفعل لجعل طفلك يسعى للنجاح؟ هل من الضروري أن تدفعه لذلك؟ شاركنا برأيك في قسم التعليقات أدناه.