8 أخطاء يرتكبها الأهل عند تربية الأطفال وأبعادها النفسية في المستقبل
وفقاً للإحصاءات، فإن معظم الآباء والأمهات يعتقدون أنهم قاموا بتربية أطفالهم تربية حسنة، وأنهم يمتازون بمهارات تربوية جيدة جداً. إلا أن ذلك ليس صحيحاً دائماً. إذ إنهم غالباً ما يرتكبون نفس الأخطاء مراراً وتكراراً، مما يقود لنشوء سلوكيات سيئة عند الأطفال، جيلاً بعد جيل. سنخبرك في هذا المقال بكيفية كسر هذه الحلقة المفرغة.
جمعنا في الجانب المُشرق توصيات من علماء النفس من جميع أنحاء العالم من شأنها أن تساعد الأهل على تجنب الوقوع في فخ التربية النمطية السلبية.
1. الوشاية أمر سيء
يستمر الأهل في تعليم أطفالهم عدم الحديث عمّن يخالفون القواعد، ويعتقدون أن هذه السمة جيدة في الأطفال. لكن علماء النفس يرون أن ذلك يدفع الأطفال إلى عدم التحدث عن مشاكلهم في المدرسة، ويقلقون من ميل معظم الأطفال للسكوت عن الإساءات التي يتعرضون لها، لخوفهم من حمل وصف “الواشي”.
بدلاً من ذلك، يجب على الأهل تعليم أطفالهم التحدث عن الإساءات التي يلاحظونها ودعم أولئك الذين يقررون إشراك أولياء الأمور والمعلمين عند حل المشكلات.
2. منع الأطفال من التعبير عن مشاعرهم السلبية
يكره الأهل رؤية أطفالهم يعانون، سواء كان ذلك في حال البكاء أو الغضب. لهذا السبب، فإن الأسهل عليهم الصراخ بالقول: “توقف عن البكاء!” بدلاً من معرفة ماهية المشكلة.
ردود الأفعال من هذا النوع تجاه مشاعر الأطفال هي الأسوأ على الإطلاق لأن مشاعر الأطفال تحتاج إلى مخرج حتى لا تؤدي لمشاكل نفسية. القدرة على التعبير عن المشاعر السلبية ميزة يطوّرها البالغون للحفاظ على سلامتهم النفسية. وسيحتاج أطفالك إلى التعبير عن مشاعرهم في المستقبل، لذا عليك أن تساعدهم على اكتساب هذه المهارة من الآن.
3. التأكيد على وجوب حصول الطفل على إعجاب المعلمين والأصدقاء والجيران
يحلم جميع الآباء بأن يعيش أطفالهم في سلام مع الآخرين، ولا يريدون لهم أبداً أن يسمعوا إهانة أو أن يختلفوا مع أقرانهم. وبالتالي، فإنهم يدفعون صغارهم دائماً لاختيار تكتيك إرضاء الجميع.
من المهم جداً أن يكون الطفل قادراً على التعامل مع الآخرين باحترام، لكن دون المبالغة في محاولة إرضاء الجميع. لأنه من أجل ذلك، قد يضطر إلى التضحية بمصالحه وأهدافه.
4. الأداء السيء في المدرسة يعني فقدان فرص النجاح في المستقبل
يعتقد العديد من الآباء والأمهات أن نجاح أطفالهم في المدرسة يرتبط ارتباطاً مباشراً بنجاحهم في الحياة عندما يكبرون. يلعب التعليم دوراً كبيراً في مسيرة المرء في الحياة، لا شك في ذلك، ولكنه ليس العامل الوحيد للنجاح.
لقد حدد هوارد غاردنر من جامعة هارفارد سبع أنواع من الذكاء ويعتقد أن معظم اختبارات الذكاء تقوم بتقييم نوع واحد فقط هو الذكاء المنطقي، بينما تتجاهل أنواع الذكاء البصري المكاني والجسدي الحركي والموسيقي وأنواع الذكاء الأخرى. وقد أثبتت عدة دراسات أن الذكاء العاطفي يلعب دوراً كبيراً في نجاح الشخص في حياته.
5. ضرورة امتلاك الأطفال لأغلى الألعاب وأحدثها
يزعم علماء الاجتماع الأمريكيون أن الأموال التي ينفقها الأهل على أطفالهم تتزايد كل عام. وهذا يدفع العديد من العائلات لعدم إنجاب الأطفال في المقام الأول.
أشلي إنريز، أمّ ومتخصصة في العلوم المالية، تقول بأن الأهل ينفقون أكثر من اللازم عندما يتعلق الأمر بأطفالهم. وتُوصي آشلي بالتفكير فيما إذا كانت الأشياء التي تشتريها لطفلك ضرورية. ربما تحاول إعطاء أطفالك شيئاً لم يكن لديك في طفولتك؟ هل هذه محاولة لتصحيح مشاكلك النفسية؟
إن توفير ما تصرفه من أموال على أطفالك لا يجعلك والداً سيئاً. على العكس من ذلك، يمكن أن تكون بذلك نموذجاً يحتذي به الأهالي الآخرين بشأن عدم إنفاق الأموال على أشياء غير مجدية.
6. اعتماد العقوبات على حرمان الطفل من شيء ما
يؤكد علماء النفس على أن حرمان الطفل من شيء ليس شكلاً فعالاً للعقاب. الحرمان من أخطر صفات الأهل السامّين، حيث يلعبون دور القاضي الذي يعاقب الأطفال ويسامحهم في أوقات مختلفة. تصبح قواعد التعامل غير واضحة للطفل لأن العقوبة غالباً ما تعتمد على مزاج الوالدين.
حرمان الطفل من شيء يحبه أو من قضاء الوقت مع أصدقائه لن يعلمه شيئاً جيداً. على العكس من ذلك، سيفهم الطفل أن الشخص الذي يتمتع بالسلطة يمكنه فعل ما يريد.
7. الاعتقاد بوجوب الترفيه عن الطفل في كل وقت
"لا أريد أن يشعر طفلي بالملل"، هذا ما يقوله العديد من الآباء والأمهات عندما يرسلون صغارهم إلى صفوف بعد المدرسة أو عندما يشترون لهم الألعاب الجديدة. يحاولون التأكد من أن الطفل لا يمرّ بأي لحظة ملل. يرتكب مثل هؤلاء الآباء هذا الخطأ لأنهم يعتقدون أن أهم وظائفهم هي تسلية أطفالهم على مدار الساعة.
ومع ذلك، يُوضّح علماء النفس أن الأطفال لن يتعلموا أبداً التصرف بمسؤولية واستقلالية إن لم يمنحهم الآباء فرصة لذلك.
8. وجوب أن يشارك الأطفال ألعابهم مع الآخرين
يعتقد العديد من الآباء أن الأطفال بحاجة لأن يتعلموا مشاركة ألعابهم. هذا الأمر خاطئ، حيث يُعتقد أن الأطفال الذين يُجبَرون على مشاركة ألعابهم سيكونون أكثر حرصاً عليها، فهم لا يدرون متى سيظهر أبوهم أو تأتي أمهم لتجربهم على التصرف بكرم مع غيره.
يوصي علماء النفس بوضع نفسك في هذا الموقف. هل ترغب في مشاركة متعلقاتك الشخصية مع شخص بالكاد تعرفه؟ هل أنت مستعد لإعطاء قميصك المفضل لجارك؟ لا نعتقد أنك ستفعل ذلك.
هل تعتقد أنك والد صالح؟ شارك معنا تجربتك في قسم التعليقات أدناه!