8 مهارات يجب أن يتعلمها الأطفال حتى يشبوا على روح المسؤولية
عندما يبلغ الناس سن الرشد، يدرك الكثير منهم أنهم يفتقرون إلى مهارات معينة، فيتمنون بحرقة لو أن أهاليهم علموهم إياها في الصغر. فترى طائفة منهم يقبلون على تعلم المهارات المتعلقة بالاستقلالية والثقة بالنفس، بينما يجتهد آخرون في معرفة المزيد عن التخطيط والنجاح في حياتهم المهنية، وذلك عبر الانخراط في دورات تدريبية وتكوينات تستهلك الكثير من المال والجهد. لذا، يتعين على الآباء والأمهات أخذ العلم بأن هناك العديد من المهارات والمعارف المهمة التي لا يمكن تجاهلها، لأنها بمثابة حجر الزاوية في بناء شخصيات أطفالهم، رجال المستقبل ونسائه الذين سيحملون مشعل العطاء والبناء من بعدهم.
نريد في الجانب المُشرق أن يكون أطفالك مستعدين بشكل أفضل لمواجهة التحديات التي تمليها عليهم الحياة خاصة في فترة ما بعد سن الرشد والنضوج. إليك بعض المهارات المفيدة التي يمكنك محاولة غرسها وتنميتها فيهم منذ نعومة أظفارهم، لأن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر!
1. كيفية الدفاع عن النفس
إن معرفة كيفية الدفاع عن النفس مهارة مهمة يجب أن يتعلمها الجميع، البالغون والأطفال. على سبيل المثال، عند التعامل مع المتنمرين، فإن اتقان مهارة الدفاع عن النفس يمكن أن يمنح طفلك الثقة والحزم للتعامل مع الموقف بنجاعة. وهذا ما سيمكنه من إيجاد طريقة للخروج من موقف صعب دون الحاجة لطلب المساعدة من شخص بالغ.
ولا يجب أن يكون الدفاع عن النفس بدنياً بالضرورة. إذ يمكن للأطفال استخدام قوة الكلمات للحد من تصعيد الموقف، حتى لا يصل الأمر للتشاجر والعراك. من المهم تعليم طفلك أن يكون حازماً في كلامه، بعيداً عن ردود الفعل العاطفية التي يستفزّها المتنمر، أو المبادرة بالهرب والابتعاد عن المكان.
أما إذا تطور الأمر إلى شجار جسدي، أخبر طفلك أن اللكم والضرب ليسا أفضل الحلول. بدلاً من ذلك، من الأفضل “عرقلة وتثبيت” المتنمر، بإيقاعه أرضاً ولف الذراعين حوله، كما تماماً كما يفعل المصارعون. بهذه الطريقة سيصعب على المتنمر إيذاؤه.
2. تقديم الإسعافات الأولية
يجب أن يكون كل شخص قادراً على القيام بذلك، لأن هذه المهارة قد تنقذ حياة شخص ما في يوم من الأيام، كما أنه من المهم أيضاً معرفة كيفية علاج الإصابات الطفيفة. ابدأ بتعريف أطفالك على أدوات الإسعافات الأولية وشرح كيفية استخدام كل أداة. ويمكنك فعل ذلك بشكل عملي، عبر لعب دور المصاب وتطلب من طفلك إسعافك. وتتضمن مهارات الإسعافات الأولية، الضغط على الجرح لوقف النزيف، ومعرفة كيفية إجراء الإنعاش القلبي الرئوي، ويمكن التدرب على هذه المهارتين على الدمى.
3. كيفية الطبخ
أظهرت الأبحاث أن تعليم الأطفال كيفية الطهي سيجعلهم أكثر قابلية لاختيار الأطعمة الصحية في نظامهم الغذائي. ولأن التغذية الصحية ضرورية لعافية المرء، فإن تعلم هذه العادات من الطفولة سيجعل الأمر سهلاً عند البلوغ. من المهم أيضاً تحبيب الأطفال في مجموعات متنوعة من الأطعمة الصحية حتى لا يتسلل إليهم الملل، وليحظوا بفوائد أكثر.
ومن بين الأسباب التي تدفع الأطفال لتناول الأطعمة غير الصحية، مثل رقائق البطاطا أو الحلويات، أنهم لا يضطرون إلى بذل الوقت والجهد في طهيها. لقد اعتادوا أن يقوم آباؤهم بإعداد وجباتهم، ولا يريدون “تضييع” الوقت في إعداد وجباتهم الخاصة، وهكذا تصبح الوجبات السريعة والخفيفة طعامهم المفضل. وعندما يكبر الأطفال، سيكون من الصعب عليهم البدء في طهي وجبات صحية، لأنهم لم يتعلموا ذلك في مرحلة الطفولة.
4. التصرف في حالات الطوارئ
عند حدوث المصائب والمواقف العصيبة المفاجئة، فإنّ الجميع يخافون ويرتبكون. لذلك يحتاج الطفل إلى الاستعداد ومعرفة كيفية التصرف في حالات الطوارئ. وبالتالي فإنك إذا علمته ما يجب عليه فعله، فسوف يحافظ على هدوئه ورباطة جأشه، وهو ما قد يساعده على حسن التعامل مع الشدائد.
وأول ما ينبغي أن يعرفه رقم الطوارئ الذي يجب الاتصال به عند الحاجة. ثم أخبره بالمعلومات التي يجب عليه تبليغها عند طلب الطوارئ كسبب الاتصال والاسم والعنوان. من أجل ذلك، حاول أن تتدرّب مع طفلك على مثل سيناريوهات مشابهة، حتى يكون مستعداً ويحسن التعامل ساعة الجد.
5. إدارة الوقت
إن وجود الكثير من المهام في ظل محدودية الوقت المتاح، يمثل مشكلة يواجهها كل شخص بالغ. لكن في بعض الأحيان، يكون أصل المشكل كامناً في سوء إدارة الأولويات والوقت. من المهم تعليم أبنائك إدارة وقتهم وأولوياتهم، واعلم أن هذه المهارة لن تكون مفيدة لهم في سن الرشد فحسب، بل وستجعل حياتك كأب أو أم أسهل بكثير.
تأكد من أن طفلك يعرف كيفية قياس وتقدير الوقت. على سبيل المثال، أعطه مهمة واطلب منه إكمالها في 20 دقيقة. ضع ساعة في مكان قريب، وبين الفينة والأخرى، أخبره عن مقدار الوقت الذي قضاه والمقدار المتبقي. سيسمح هذا لطفلك بفهم آلية مرور الوقت، ويساعده على تكوين تصور أفضل للأنشطة والمهام حسب الزمن الذي يتطلبه إنجازها.
هناك شيء آخر مهم لإدارة الوقت، ألا وهو تحديد الأولويات. هذا مفهوم يصعب على الأطفال فهمه، ولكن بإمكانك تعليمهم تحديد الأولويات بتوظيف كلمات مثل: “الأول” و “التالي” و “الأخير”.
والنقطة المفصلية في كل ما ذكر، أن عملية التعلم يجب أن تكون ممتعة لطفلك. على سبيل المثال، يمكن الاحتفاظ برزنامة عليها ملصقات جميلة، واستخدام أقلام ملونة لتمييز التواريخ المهمة. اكتب الأشياء التي يحتاج القيام بها في مخططه اليومي، مثل تنظيف أسنانه بالفرشاة، أو تجهيز الحقيبة المدرسية، ثم اطلب أن يشطبها بمجرد الانتهاء منها. ولمزيد من المتعة، يمكنك إضافة ملصقات ملونة جذابة بالقرب من قوائم المهام تلك.
6. التعامل مع النقود
حتى عندما يكون أطفالك صغاراً، يمكنهم التعامل مع المال ووضع الميزانية. في الحقيقة، من الأفضل البدء في تعليمهم أساسيات إنفاق المال قبل بلوغهم السابعة من العمر، لأنه بحلول هذا الوقت، تكون المواقف والعادات المالية قد تشكّلت عندهم بالفعل.
أولاً، أظهر لهم العملات المعدنية، والنقود الورقية، والبطاقات البنكية، واشرح كيف تقوم بشراء الأشياء عندما تذهب للتسوق معهم. بعد أن تشتري شيئاً ما، خاصة باستخدام بطاقة بنكية، يمكنك منحهم الإيصال حتى يتمكنوا من معرفة المبلغ الذي أنفقته بالضبط.
اشرح لأطفالك لاحقاً أن المال ليس فقط للإنفاق، ولكن يجب أيضاً توفير قسط منه. اقتن لهم حصالات تناسب أذواقهم من أجل ادخار النقود بهدف شراء شيء يتشوقون للحصول عليه. سيعلمهم ذلك تحديد الأهداف والتخطيط وتأخير إشباع الرغبات. بالطبع، للأطفال أهداف قصيرة المدى، ولكن مع مرور الوقت، سيصبحون أكثر انضباطاً وسيبدؤون في الادخار من أجل الأهداف طويلة المدى.
يحتاج الأطفال أيضاً إلى معرفة أن المال يتم كسبه، مما يجعلهم يفهمون قيمته. على سبيل المثال، يمكنك جعلهم يقومون بالأعمال المنزلية مقابل مبلغ رمزي.
7. كيفية اتخاذ القرارات
من الطبيعي أن يرغب الآباء في توفير أفضل حياة ممكنة لأطفالهم، وبالتالي قد يحاولون السيطرة على المتغيرات التي تعج بها حياة أطفالهم. ومع ذلك، فإن اتخاذ القرارات بالنيابة عنهم سيصعب عليهم اتخاذ قراراتهم الخاصة عندما يصبحون بالغين. يجب أن يكون الأطفال قادرين على معرفة كيفية اتخاذ خياراتهم وفهم العواقب التي تترتب عليها.
من أجل ذلك، يمكنك أن تثير أبسط الأمور والقضايا وتناقشها مع طفلك. اطلب منه الاختيار بين شيئين وإعداد قائمة بإيجابياتهما وسلبياتهما معاً. ولجعل الأمر أكثر صعوبة، يمكنك أن تسألهم عما إذا كانوا يعتقدون أن هناك خياراً ثالثاً أفضل لم تذكره. تأكد من فهمهم لما سيحدث نتيجة لاختياراتهم وعواقبها.
8. كيفية التعامل مع الآخرين
أن تكون لطيفاً ومتعاطفاً أمر مهم جداً للعيش مع الناس وبناء علاقات قوية معهم. ومن الواجب تطوير هذه الصفات في طفلك حتى يتمكن من تعلم الاهتمام بالآخرين ورؤية الأشياء من منظورهم. وهذا ما سيشجعه على تقديم الدعم للآخرين في مختلف مراحل حياته، وبالتالي يزيد فرص تلقيه للدعم من محيطه عندما يكون في أمس الحاجة إليه.
هل توافقنا الرأي على أن هذه المهارات مهمة في تربية الأطفال؟ ما هي الأمور الأخرى التي يتعين على الآباء تلقينها لأطفالهم في نظرك؟