الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

"يجب أن أحبّ زوجتي كما أحبّ لابنتي أن تُحب"، مقولة حق لها أن تكتب بماء الذهب!

إن الرابطة بين الآباء والفتيات قوية لدرجة أنّها تحدد مسار رحلة الفتاة إلى حياة النضوج والرشد. وتشير الأبحاث إلى أنّ الأطفال الذين يحظون بآباء مُحبين تكون فرصتهم في تحقيق الأمان العاطفي كبيرة ويكونون أكثر نشاطاً من الناحية الاجتماعية، كما أن ثقتهم بالنفس تكون عالية. إن الآباء يشكلون مستقبل بناتهم بطرق عديدة، ولهذا يتعين عليهم أن يكونوا حذرين للغاية وأن يبذلوا جهداً مضاعفاً من أجل تربية زهراتهم الصغيرات.

نحن في الجانب المشرق متأكدون بأن هناك رابطة قوية لا يمكن كسرها تجمع الفتيات بآبائهن، وأن لا رجل آخر في العالم يستطيع أي أن يؤثر في حياة فتاة على هذا النحو الذي يقوم به والدها.

الأب يضع لابنته مثالاً لطريقة معاملتها من قبل الرجال.

علاقة الرجل بزوجته هي مثال واضح يشكل موقف الفتاة مما تتوقعه من الرجال. لذلك على الأب أن يظهر احترامه وتقديره لزوجته، وأن يتذكر أن عليه أن يحب زوجته بالطريقة ذاتها التي يريد أن تُحبّ ابنته بها يوماً ما. وعليه ألا يخشى التعبير عن مشاعره، وأن يظهر لابنته أن عليها ألا تتنازل أو تقبل بأقل مما تستحقه.

يجب على الأب أن يمنح كل الحب الممكن لابنته.

كل امرأة هي في أعماقها فتاة أبيها الصغيرة، لذلك يجب على الأب ألا يتردد في التعبير لابنته عن أنها تساوي العالم بأسره بالنسبة إليه. تحتاج الفتاة كل الحب الممكن لتستطيع بناء ثقتها بنفسها، ولتعرف أنها كائن يستحق الحب. من الوارد أن تشكك الفتاة بنفسها عند نضوجها، غير أن حب أبيها لها سيمنحها القوة لتخطي كل العقبات التي تعترض طريقها. وبما أنه لا يمكن لأي أحد أن يعوض الأب، فهو مدعو بقوة إلى لعب دوره على أكمل وجه.

من المهم أن يخبرها بمدى جمالها الظاهر والباطن.

تُشكك الفتيات بأنفسهن كثيراً. حيث إن تأثير الأقران ومواقع التواصل الاجتماعي ومعايير الجمال بعيدة المنال، كلها مؤثرات تدفع الفتاة لمقارنة نفسها بالآخرين باستمرار، مما يخلق أسباباً قد تزعزع تقديرها لذاتها. لذلك على الآباء أن يمدحوا بناتهم كلما سنحت الفرصة، وأن يذكروهن بأنهنّ جميلات كما هن، وأن يخبروهن بأنهن أكثر من مجرد وجوه جميلة. كما يجب أن يعلمن أن كل واحدة منهن تملك قوة كافية تصد بها الآخرين في محاولاتهم لتحطيم ثقتها بنفسها، وأن عليهن الإيمان بقدراتهن في كل وقت وحين.

تحتاج البنت إلى وجود أبيها بجانبها دائماً.

ستحتاج الفتاة إلى حبّ والدها غير المشروط ودعمه الدائم لها، ومهما بلغت من الكبر والنضج، فهي تريد أن تطمئن أن أباها سيظل ممسكا بيدها مهما فعلت. وهي بالتأكيد لن تتعلم إلا عن طريق ارتكاب الأخطاء، ولن يستطيع والدها حمايتها من ذلك. ولكنها ستحتاجه لينتشلها من الفوضى التي قد تحدثها، وأن يظهر لها باستمرار أن لا شيء يمكنه كسر حبه لها.

تريد منه أن يصغي إليها.

تريد الفتاة من والدها أن يسمعها ويتفهمها دائماً بغض النظر عن عمرها. ولذلك يجب على الآباء ألّا يتجاهلوا مشاكل بناتهم، حتى وإن بدت لهم صغيرة وغير مهمة. ومجرد التظاهر بأنّهم يصغون لن يجدي، ستعرف الفتاة أن والدها لم يكن يعيرها الانتباه الصادق، وبالتالي لن تشاركه أياً من أسرارها مرة أخرى. من الضروري ألا يتجاهل الأب احتياجات ابنته، وأن يمنحها كل الدعم العاطفي الذي تحتاجه.

الذكريات السعيدة هدية لن تنساها.

الاهتمام هو ما تريده الفتاة من والدها، ولا يمكن لأيّ غرض من أي ماركة تجارية شهيرة تعويض ذلك. يمكن للأب أن يصطحب ابنته لتناول المثلجات، أو أخذ العائلة في نزهة في نهاية الأسبوع، أو حتى اللعب معها ألعاب الطاولة... لا يحتاج صنع الذكريات بإنفاق الأموال الطائلة، بل هو طريقة عفوية عظيمة لخلق وتوطيد التواصل العاطفي بين أفراد الأسرة. ويتعين على الآباء أن يعلموا بناتهم أن البساطة هي ما يهمّ في الواقع، وأن بالإمكان جعل كل اللحظات مميزة وخاصة.

الأب هو من يعلمها كيفية إنجاز أشياء مختلفة.

يوجد في هذه الحياة الكثير ليتعلّمه الأطفال، ووظيفة الأب هي أن يعلم ابنته كل الأشياء الجميلة التي تساعدها على العيش سعيدة في هذا العالم. يجدر بالأب أن يُخصص وقتاً معيناً من جدوله لابنته، أو على الأقل ليجيب عن تساؤلاتها ويشبع فضولها. إن الوقت الذي يقضيه الأب مع ابنته فرصة مثالية لها لتتعلم طريقة إصلاح حوض مكسور أو حتى التعامل مع إطار معطوب. من ذا الذي قال إن على الآباء القيام بأيّ من "أمور الفتيات"؟

تنظر البنات للأب على أنه الرجل المثالي.

تؤمن كل ابنة أن أباها هو التجسيد الذهبي لما يجب أن يكون عليه الرجل المثالي. ذلك أن طريقة تفكيره، وطريقة اتخاذه للقرارات، ومعاملته للآخرين تؤثر بعمق على تصورها للعالم وتكون له انعكاسات على تصرفاتها. إن الأب هو القدوة الرجل للفتاة، وهو الذي يساعدها في تحديد ما تبحث عنه في زوجها المستقبلي. لذلك، يحب على الأب أن يساعد ابنته في اتخاذ قرارات جيدة، وأن يشجعها على أن تعيش الحياة التي تستحقها.

يتوجب على الأب أن يكون مستعداً لتركها تشق طريقها في الحياة.

يريد الآباء حماية بناتهم من كل الأخطار في العالم بما في ذلك أزواجهن. دائماً ما يعتقد الواحد منهم أن طفلته صغيرة على الحب والارتباط، أو أن الشاب لا يستحق فتاته الجميلة. ولكن، كما يجب على الأب حماية ابنته والاهتمام بها، عليه أن يتذكر أيضاً أن عصفورته الصغيرة ستغادر عشه يوماً ما، وستبدأ حياتها الخاصة في جميع الأحوال.

سترتكب الأخطاء التي لطالما حرص والدها على حمايتها منها، وربما سيكسر هذا قلبه، ولكنه سيكون فخوراً بالمرأة الرائعة المكتفية بذاتها التي رباها.

هل توافق على أن دور الأب هو أحد أكثر النماذج الذكورية المؤثرة في حياة الفتاة؟ ما النصيحة التي تريد أن تقدمها لآباء البنات؟ سنسعد بقراءة آرائكم وتفاعلاتكم في قسم التعليقات أدناه!

مصدر صورة المعاينة willsmith / Instagram, willsmith / Instagram
شارك هذا المقال