عرض أزياء شهير لملابس السباحة يثبت أن الجمال لا يقاس بالسنوات أو الكيلوغرامات
بدأ نشر مجلة سبورتس إليسترايد منذ عام 1954، لكنها اشتهرت بفضل عرض أزيائها السنوي الشهير لملابس السباحة. وكان عرض أزياء المجلة يُشبه إلى حدٍ كبير عروض أزياء فيكتوريا سيكريت حتى وقتٍ قريب، لكنهم قرروا في العام الجاري تغيير مفهوم العرض. حيث شارك في عرض أزيائهم الأخير نساء لا يتماشين مع معايير الجمال التي عفا عليها الزمن، لكنهن يمشين على منصة عرض الأزياء بكل فخر.
بينما قررنا في الجانب المُشرق إلقاء نظرة على صور عرض أزياء سبورتس إليسترايتد لملابس السباحة عام 2022، حتى نفهم لماذا اعتبره البعض حدثاً يدعم “النظرة الإيجابية للجسم”. وستعثرون في قسم المكافأة على غلاف مجلة يُظهر امرأةً عمرها 75 عاماً، لكنها ما تزال عارضة أزياء مطلوبة في السوق.
لماذا يعتبر عرض أزياء سبورتس إليسترايتد لملابس السباحة فريداً من نوعه؟
دعم عرض أزياء 2022 مفهوم النظرة الإيجابية للجسم، ولم يكن تقليدياً أيضاً. إذ سارت نساء عاديات على مدرج عرض الأزياء إلى جانب عارضات الأزياء المحترفات، وضمت القائمة عالمة فيزياء وعاملة بناء.
أما الشيء الآخر غير المعتاد في عرض العام الجاري فهو أن أي امرأة كان بإمكانها المشاركة. حيث اختار محررو المجلة النساء المشاركات في عرض الأزياء بناءً على الصور ومقاطع الفيديو التي أرسلتها المتقدمات. لهذا قررنا التعرف على بعض عارضات الأزياء اللواتي ظهرن على المدرج وتميّزن عن البقية.
هنتر مكغرادي
بدأت هنتر مسيرتها في عروض الأزياء بعمر الـ15. لكنها تحولت في عمر الـ19 من عارضة أزياء للمقاسات العادية إلى عارضة أزياء للمقاسات الكبيرة، لأنها لم تتمكن من الحفاظ على الوزن اللازم لارتداء قياس 2. وكان هذا هو القياس الذي طلبته منها وكالة عرض الأزياء في الواقع.
واليوم، أصبحت هنتر البالغة من العمر 29 عاماً أكثر عارضات أزياء ملابس البحر امتلاءً في مجلة سبورتس إليسترايتد، وتقول إنها تشعر بارتياحٍ كبير في جسمها الطبيعي. وبالمناسبة، شاركت شقيقتها الكبرى وزميلتها في تقديم البودكاست الخاص بعروض الأزياء في عرض أزياء المجلة للعام الجاري أيضاً.
جاسمين ساندرز
بدأت مسيرة جاسمين في عالم عروض الأزياء وعمرها 13 عاماً فقط، لكنها كانت تعاني من عدم الأمان كثيراً. وقالت جاسمين البالغة من العمر 30 عاماً: “يتعامل المرء مع الكثير من السلبيات عندما يدخل هذه الصناعة في سن صغيرة”. وأردفت: “لكنني حاولت أن أصنع اسماً لنفسي وأن أقنع الناس بأن جسمي جميل على طبيعته أيضاً”.
وتابعت قائلة: “إذا شاهدتني بالبيكيني في عرض أزياء، فستلاحظ السيلوليت وعلامات التمدد الموجودة على جسمي، لأن جسمي يتغير مثل أي شخصٍ آخر. وأنا أحب جسمي للغاية، وتعلمت أن أقدر كل تغيير يمر عليه وكل انحناءة تضاف إليه”.
آشلي بيرد
كانت آشلي عاملة بناء قبل أن تبدأ خطواتها على مدرج عرض الأزياء. إذ أرادت آشلي الانتقال إلى مدينة كبرى من أجل تجربة حظوظها في عروض الأزياء. لكنها كانت بحاجةٍ لتوفير المال من أجل تحقيق حلمها أولاً، بينما كان عمال البناء يتقاضون أجوراً جيدة في تلك الفترة.
وتقول آشلي إنها لم تخطط للعمل في مجال البناء لفترةٍ طويلة، لكنها ظلت في هذه الوظيفة لبضع سنوات بنهاية المطاف. وساعدها الأمر في مسيرة عروض الأزياء على حد قولها، لأن عروض الأزياء لم تكن صعبةً بعد عملها الطويل في ورديات بالبرد القارس أو الحرارة الحارقة.
وأوضحت آشلي أن المشاركة في عرض أزياء سبورتس إليسترايتد لطالما كانت حلماً بالنسبة لها. لكنها لم تجرؤ على إرسال طلبها لفترةٍ طويلة مخافة الرفض، لأن كل محاولاتها السابقة للحصول على وظيفة في عرض الأزياء انتهت بالرفض. ومع ذلك، استجمعت آشلي شجاعتها وأرسلت مقطع فيديو إلى المجلة، لتثبت أنها تستحق الظهور في عرض الأزياء الشهير.
كاميل كوستيك
بدأت كاميل كوستيك التعاون مع مجلة سبورتس إليسترايتد عام 2017، لكنها أخذت أولى خطواتها في صناعة عروض الأزياء قبلها ببضع سنوات. ومع ذلك، لم تتقدم في مسيرتها بسلاسة. إذ كانت وكالات عروض الأزياء تخبرها باستمرار أنها ليس طويلة (يبلغ طولها 172 سم) أو نحيفة بما يكفي. لكن القائمين على المجلة انبهروا بجمالها، لتظهر على صفحات المجلة في 5 مناسبات وتحتل غلافها في مناسبةٍ واحدة منذ عام 2017.
وتشارك كاميل في الأنشطة الاجتماعية إلى جانب عروض الأزياء. إذ بدأت السفر منذ بضع سنوات في جولات لزيارة الجامعات والكليات الأمريكية من أجل برنامجها الخاص، الذي تتحدث خلاله عن تقبل الذات وصورة الجسم.
مانجو بانغالور
بدأ تعاون مانجو بانغالور مع مجلة سبورتس إليسترايتد في عرض أزياء عام 2022 تحديداً، بعكس عارضات الأزياء الأخريات، ولن يصدر عددٌ بصورها حتى العام المقبل. وتعتبر مانجو من أكثر عارضات الأزياء الخارجات عن المألوف، نظراً لكونها عالمة فيزياء ومرشحة لتصبح عالمة ورائدة فضاء لدى وكالة ناسا.
وتقود مانجو مشروعين خيريين إلى جانب عملها في مجال العلوم. ويساعد مشروعها الأول النساء في الحصول على منتجات النظافة الشخصية الضرورية، بينما يوفر المشروع الثاني أدوات للطلاء وصفوفاً فنية للمصابين بمرض باركنسون.
شانون برتون
بدأت شانون في عرض الأزياء قبل 15 عاماً مضت. وكانت تبلغ من العمر حينها 35 عاماً، وهو العمر الذي تعتزل خلاله العديد من عارضات الأزياء. واعترفت عارضة الأزياء بأنها تعرضت للرفض كثيراً بسبب عمرها، لكنها لم تفكر في الاستسلام مطلقاً وقالت: “بلغت الـ50 من عمري في مارس/آذار، وشعرت أنها الطريقة المثالية للاحتفال بإنجازٍ مهم كهذا. فراهنت بكل أوراقي”.
وقالت شانون في مقابلةٍ أجرتها: “لدي ابنتان مراهقتان تراقبان كل شيء. وأريدهما أن تشاهدا أمهما وهي تسعى لتحقيق أحلامها، وتكسر القيود، وتقف بقوة حتى تشعرا بقدرتهما على فعل الشيء نفسه في حياتهما”.
دينيس أوستن
لا خلاف على اعتبار دينيس أوستن من رواد صناعة اللياقة البدنية. إذ تعمل مدربةً ومؤلفة كتب حول أنماط الحياة الصحية منذ 40 عاماً. ويبلغ عمر دينيس الآن 65 عاماً، لكنها تتمتع بجسمٍ مثالي كما يظهر من الصورة الموجودة أعلاه. وتساعد دينيس النساء اللواتي تجاوزن الـ50 من العمر في الحصول على جسم الأحلام.
وشاركت دينيس في عرض عام 2022 مع ابنتها كاتي، التي تعمل مدربة لياقة بدنية أيضاً. وقالت دينيس، التي كانت أكبر عارضات الأزياء سناً في عرض سبورتس إليسترايتد لأزياء السباحة: “انتابني شعور فريد من نوعه عندما ظهرت على مدرج عرض الأزياء بصحبة ابنتي”.
المكافأة: ماي ماسك
لم تشارك ماي ماسك في عرض أزياء ملابس السباحة، لكنها ظهرت على غلاف مجلة سبورتس إليسترايتد في عدد ملابس السباحة لعام 2022. وتعمل ماي في صناعة الأزياء منذ أكثر من 50 عاماً، وستبلغ الـ75 من عمرها في العام المقبل.
هل تؤمنون بأنه يحق للنساء من مختلف المقاسات في المشاركة بعروض الأزياء، أم يجب أن يظل الأمر حكراً على صاحبات "الجسم المثالي"؟ شاركونا برأيكم في التعليقات.