دراسة: للنوم بجوار شخص يشخر تأثير سلبي خطير على صحتك
لا شك أن الحياة مع شخص لا يتوقف عن الشخير كل ليلة تحدّ صعب، خاصة إذا كان هذا الشخص زوجاً (أو زوجة) يشاركك الغرفة والسرير الذي تنام عليه. للأسف، تشير دراسة حديثة إلى أن الآثار السلبية للشخير تتجاوز كونه مجرد إزعاج بسيط.
ولأننا، في الجانب المشرق، نتعاطف مع كل من يعيش هذا الوضع، سنخبركم بكل ما تحتاجون لمعرفته حول المخاطر الصحية للعيش مع شريك “مصاب” بالشخير.
1. قلة النوم
إنها النتيجة البديهية بلا شك. لكن في الواقع، تؤدي قلة النوم إلى مشكلات صحية خطيرة لا نتعامل معها بالجدية المطلوبة في كثير من الأحيان. قد يحرم الشخير صاحبه، ومن يعيشون معه، من ساعات طويلة ومستقرة من النوم، مما يحرم الجسم من فرصة حيوية لاستعادة وظائفه البيولوجية، مثل تقوية الذاكرة وتنظيم عملية الأيض والتمثيل الغذائي.
لا يقتصر الأمر على الحرمان من قسط كافٍ من النوم، بل بالاستفادة من نوم غير متقطع أيضاً. يضطر شركاء الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم إلى الاستيقاظ عدة مرات في الليلة الواحدة، مما يمنعهم من النوم المريح، ويزيد من خلل الآليات البيولوجية التي تنطوي عليها هذه العملية.
إضافة إلى ذلك، فإن الشخص الذي لا يحصل على قسط كافٍ من الراحة الليلية، يصبح عرضة لارتكاب المزيد من الأخطاء، ويفكر ببطء وتقل إنتاجيته. وهناك مشكلة أخرى مرتبطة بالحرمان المتكرر من النوم، وهي التهيج العصبي المزمن الذي قد تكون له تأثيرات سلبية على علاقاتك الأسرية. إذافة إلى ذلك، كشف الخبراء أن قلة النوم تؤدي إلى الإصابة بالقلق والاكتئاب. ليس هذا فحسب، بل تزيد -إلى جانب هذه المشكلات النفسية- من احتمالات الإصابة بالسمنة، أو حتى السكتة الدماغية.
2. مشكلات العلاقة الزوجية
لا شك أن الحرمان من النوم المريح، بسبب الشخير المتواصل لشريك الحياة، قد يضاعف مشكلات العلاقة الزوجية بالتدريج. فالإنصات إلى هذه “الألحان” بجانبك كل ليلة، والاضطرار إلى إيقاظ صاحبها عدة مرات، سيُشعر الطرفين بالضيق.
عند هذه النقطة، يختار الكثيرون النوم بمفردهم، وقد يصل الأمر بالبعض إلى الطلاق، بعد فشل كل المحاولات لتخفيف الضوضاء، مثل استخدام سدادات الأذن، أو غيرها من الحلول.
تحدثنا في الفقرة السابقة عن العواقب الصحية للحرمان من النوم، لكن إذا حدث ذلك بسبب شريك حياتك أو أحد أفراد أسرتك، فإنه يصبح السبب الرئيسي لمزاجك المتعكر، والمستهدف الأساسي من سهام غضبك.
كل هذا الصراع والجدال المستمر، يترك أثراً واضحاً على صحتك الجسدية والنفسية، إذ ثبت أن الأجواء السلبية داخل المنزل، تسبب التوتر والألم وفقدان الشهية، وتُضعف الجهاز المناعي أيضاً.
3. فقدان السمع
ركزت دراسة أجرتها جامعة كوينز في أونتاريو بكندا، على تقييم آثار الشخير على أصحابه وأزواجهم. فاختاروا 4 أزواج تتراوح أعمارهم بين 35 و 55 عاماً، كان أحدهم يعاني من انقطاع النفس الحاد أثناء النوم.
استنتج العلماء أن صوت الشخير لا يؤثر على صاحبه بقدر تأثيره على الشريك. وذلك لأن الدماغ يثبط اضطرابات الجهاز التنفسي أثناء النوم. لكن 100% من الشركاء في السرير عانوا من متاعب صحية، خاصة في الأذن. لقد كان تأثير الشخير معادلاً للنوم بجوار ماكينة آلية لمدة 15 عاماً.
4. ارتفاع ضغط الدم
لا تؤثر الضوضاء على السمع فحسب، بل يمكنها أيضاً رفع ضغط الدم إلى مستويات خطيرة، وذلك وفقاً لبحث أجرته الكلية الإمبراطورية للعلوم في لندن Imperial College of Science، والتي أجرت دراسات حول الضغوط التي يتعرض لها الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من العديد من المطارات الأوروبية.
ووفقاً للنتائج، كلما زادت الضوضاء، زاد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. إذ تبين أن الجسم يتفاعل دائماً بالطريقة نفسها، بغض النظر عما إذا كان المريض قد استيقظ بسبب الضجة أم لا.
لكن المثير - وفقاً للبحث - أن هذه النتائج تنطبق على أي صوت يزيد مستواه عن 35 ديسيبل، لذلك يعتبر الأشخاص المعرضون لضوضاء الشخير من ضحايا هذا الخطر أيضاً، إذ يمكن أن تصل حدته إلى 80 ديسيبل، فيؤدي بالتالي إلى ارتفاع ضغط الدم، وأمراض أخرى، مثل مشكلات الكلى واضطرابات الخرف وأمراض القلب.
مخاطر الشخير على الشريك
وإليكم بعض النتائج المحتملة، المباشرة وغير المباشرة، للنوم لفترة طويلة بالقرب من شخص يشخر:
ـ الحرمان من النوم وقلة جودته.
ـ التهيج العصبي.
ـ الشعور بالنعاس خلال اليوم.
ـ فقدان التركيز ومشكلات الذاكرة.
ـ الاكتئاب والقلق والضغط العصبي.
ـ ضعف جهاز المناعة.
ـ فقدان السمع وارتفاع ضغط الدم.
ـ مشكلات الكلى.
ـ السمنة وفشل القلب والسكتة الدماغية.
كيف يمكنك تفادي هذه المشكلات؟
النوم على نغمات الشخير معاناة حقيقية، خاصة عندما تكون قد جربت بالفعل كل الحلول الممكنة للتعايش مع هذا الوضع. إذا لم تعد سماعات الرأس وسدادات الأذن تفيدك، يمكنك الانتقال (إن أمكن) للنوم في غرفة أخرى.
في الوقت الحالي، يجري تطوير وسادة ذكية تسمح بإلغاء ضجة الشخير عن طريق ترددٍ صوتي معاكس. لكنها لم تتحول بعد إلى منتج يباع في الأسواق، لذا فلن تتمكن من استخدامها إلا في المستقبل. وإلى أن يحين ذلك، يمكنك إلقاء نظرة على الأفكار الواردة في هذا الموضوع والموجهة لأولئك الذين يريدون التوقف عن الشخير، فربما تكون مفيدة في استعادة الراحة والصحة في منزلك.
هل مررت بتجربة النوم في غرفة تضج بأصوات الشخير؟ كيف تعاملت مع هذا الوضع؟ أخبرنا عن تجربتك وشارك هذا المقال مع عائلتك وأصدقائك.