أنواع القيلولة وأيّها الأفضل لجلب الحيوية والنشاط
مرت عليك أوقات في حياتك كنت تبذل كل ما باستطاعتك لتتجنب أخذ قيلولة، مما كان يدفع والديك إلى الجنون. لكنك، مثل معظم بني البشر، بعدما اشتد عظمك واشتدت معه ضغوطات الحياة، بت تحاول فعل ما في وسعك لتحقيق رغبة والديك القديمة، وتحظى بغفوة! تجدد القيلولة طاقتنا وتركيزنا من أجل إتمام ما تبقى من اليوم بذهن يقظ وجسم نشيط، خاصة عندما تؤخذ بين الواحدة ظهراً والرابعة مساء. ومع ذلك، فإن لمدة القيلولة ومسبباتها تأثير كبير على نتائجها.
أثبت العلم وجود علاقة بين أنواع القيلولة المختلفة وتأثيراتها المحتملة. ونريد في الجانب المشرق أن نساعدك على اختيار النوع الأنسب لاحتياجاتك.
هناك 3 أنواع من القيلولة من حيث مسبباتها:
1. القيلولة المبرمجة والمخطط لها سلفاً
هناك أوقات قيلولة نقرر أخذها حتى قبل أن نشعر بالتعب، وذلك كخطوة استباقية لتوفير الطاقة. إن كان عليك أن تبقى مستيقظاً لفترة طويلة ليلاً، فيمكنك الاستفادة من أخذ قيلولة في النهار.
2. القيلولة الطارئة
عندما تشعر بالحاجة الملحة إلى إغماض عينيك، فهذا يعني ضرورة أخذ قيلولة طارئة. يقوم جسمك بإظهار علامات الإرهاق حتى تستجيب لها بغلق عينيك وأخذ استراحة. على سبيل المثال، عندما تشعر بذلك أثناء القيادة، فعليك التوقف في أقرب مكان آمن والنوم لبرهة من الوقت.
3. القيلولة المعتاد عليها
هذا النوع هو الأكثر شيوعاً بين الأطفال، لأنه حدث يتكرر في وقت محدد كل يوم، لكن لا تخالن أنه حكرا على الصغار فقط. واعلم أنك إن عوّدت جسمك على أخذ قيلولة من هذا النوع، فإنه سيطالبك بالحصول عليها في الوقت المحدد ولن يهدأ لك بال ولن ينام لك جفن حتى تُمكنه من مراده، فكن مستعداً!
تتفاوت تأثيرات القيلولة أيضاً باختلاف مدتها.
1. استراحة لشحن الطاقة: 10 — 20 دقيقة، تعرف باسم قيلولة الطاقة.
عندما يتوجب عليك البقاء يقظاً خلال اليوم، يمكن للقيلولة السريعة أن تعطيك القوة اللازمة لمحو آثار الإرهاق وتزيد انتباهك لبضع ساعات. بحسب دراسة أجرتها مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، تساعد قيلولة الـ 20 دقيقة على تحسين أدائك ومزاجك. قيلولة الطاقة لا تفشل أبداً، لذلك اغفُ كلما سنحت لك الفرصة!
2. ليست الأفضل: قيلولة الـ 30 دقيقة
قيلولة الـ 30 دقيقة هي مثال ممتاز على الفرق الكبير الذي يمكن أن تحدثه 10 دقائق. بينما تعد قيلولة الـ 20 دقيقة صحية، تسبب قيلولة الـ 30 دقيقة نوعاً من الصداع والارتباك. يحتاج جسمك ودماغك إلى نوم أعمق بعد قيلولة الـ 30 دقيقة، مما يجعلك تشعر بالتعب أكثر من ذي قبل عند الاستيقاظ. إذا شعرت أنك توشك على أخذ قيلولة طارئة، وليس لديك الكثير من الوقت للراحة، فاحرص على أن تختار قيلولة الطاقة.
3. عيون مغلقة ودماغ مستيقظ: قيلولة الـ 60 دقيقة
رغم وجود إجماع على التأثيرات الجسدية لقيلولة الـ 60 دقيقة من حيث خمول الجسم، إلا أن ما تؤكده المعطيات المتوفرة أن قيلولة الـ40 دقيقة تعزز الذاكرة قصيرة الأمد. حيث أشارت دراسة إلى أن 85٪ ممن طُلب منهم حفظ مجموعة من البطاقات، ثم أخذوا قيلولة لمدة 40 دقيقة، تذكروا البطاقات بشكل صحيح، فيما حصل الذين لم يأخذوا قيلولة بعد الحفظ 60٪ فقط من الإجابات الصحيحة.
وبما أنك تكون في حالة من النوم العميق في قيلولة الـ 60 دقيقة، فقد تستيقظ وأنت تحس بالخمول. لكن هناك تفاوت من شخص لآخر، وعليك أن تحاول معرفة الفترة الأنسب لك. وعندما تريد تذكر تفاصيل يومك، مثل الأسماء أو الوجوه أو الأماكن، جرّب أخذ قيلولة لمدة 40 — 60 دقيقة.
4. المدة الأنفع للدماغ: قيلولة الـ 90 دقيقة
رغم فوائد النوم المتصل لمدة 8 ساعات، يوصى بأخذ قيلولة مدتها 90 دقيقة - وحتى وكالة ناسا توافق على هذا الطرح! ذلك أن الإنسان يتمّ دورة نوم واحدة خلال 90 دقيقة في المتوسط، مما يلغي احتمالية الشعور بالخمول الذي ينتج عن قيلولة الـ 30 أو قيلولة الـ 60 دقيقة. وتساعد هذه القيلولة الذاكرة الإجرائية والعاطفية كما تحفز الإبداع.
يمكنك الاستفادة من قيلولة الـ 90 دقيقة إن كنت تحاول تعلم العزف على آلة جديدة أو لغة جديدة أو تشغيل آلة ما. تدرّب قبل القيلولة وستتذكر ما تعلمته عندما تستيقظ.
لا تنس أن الحاجة إلى قيلولة تعتمد على نوعية نومك، وقدرة جسمك على التحمل، بالإضافة إلى حالتك العاطفية. ما كل آدمي يحب القيلولة، لذلك ليس عليك إجبار نفسك على النوم إن كنت لا تعاني من التعب.
لا شيء يعوّض النوم الجيد خلال الليل. لذلك لا يوصى بأخذ قيلولتك بعد الرابعة عصراً. ومن المستحسن أن تأخذها في مكان آخر بعيداً عن غرفة نومك، لكي تخدع دماغك وتحافظ على جودة نومك الرئيسي في الليل.
هل قررت أي نوع من “القيلولات” تظنها الأنسب لك؟ لا تنس أن تشاركنا رأيك في المقالة ونصائحك في قسم التعليقات أدناه!