لماذا نهتزّ على نحو مفاجئ قبيل الاستغراق في النوم؟
من المحتمل أن يكون كل شخص قد عانى من رعشة النوم في مرحلة ما من حياته. إنها تلك اللحظة التي تستيقظ فيها بسبب الحركة المفاجئة لعضلاتك، والتي يمكن أن تتراوح بين حركات صغيرة وتشنجات قوية، تدفعك للنهوض جالساً على سريرك. وعلى الرغم من أننا عادة ما نغفو مرة أخرى بعدها بفترة وجيزة، إلا أننا لا ننفك نتساءل كيف يمكن أن يحدث هذا؟!
لقد درسنا هذا الموضوع في الجانب المشرق من أجلكم، ونريد إلقاء بعض الضوء على سبب قفزنا الفجائي من السرير الذي يحدث قبيل الاستغراق في النوم مباشرة.
عادة ما يضعك عقلك في حالة شلل أثناء النوم
سيكون من المهم أولاً فهم سبب عدم تحركنا أثناء النوم بشكل طبيعي. حتى عندما تراودنا أحلام أكثر وضوحاً وحركية، فإننا نستيقظ في نفس المكان تماماً في الغالب. يحدث هذا بسبب وجود مواد كيميائية يتم إفرازها على مستوى الدماغ، تعمل على إيقاف عمل الخلايا التي تسمح للعضلات بالنشاط. لذلك، على الرغم من أن دماغك يعمل بلا توقف، فإن عضلات جسمك تبيت مشلولة.
يتم الأمر بسبب الانتقال بين حالتي الوعي والنعاس
لفهم سبب عدم شعورنا في بعض الأحيان بهذا "الشلل التام"، دعونا نلقي نظرة على ما يحدث بالفعل في الدماغ. هناك نظامان رئيسيان يتحكمان في الحياة العادية. الأول يوصف بنظام التنشيط الشبكي، وهو الجزء الذي يتحكم بالعمليات الفيسيولوجية الأساسية، مثل التنفس. وعندما يكون هذا النظام في كامل قوته، فإننا نبقى في حالة قلق وانتباه ونحن مستيقظون.
ومقابل هذا، يوجد نظام النواة أمام التصالُبَة البصرية البطنية الوحشيّة (VLPO)، الذي يسبب الشعور بالنعاس. ويقوم هذا الجزء من الدماغ بإفراز مواد كيميائية تكبح قدرتك على تحريك عضلاتك. وعندما تذهب إلى النوم، يتحول عقلك من حالة الوعي إلى حالة النعاس، لكن هذا لا يعمل مثل مفتاح الضوء "تشغيل - إيقاف“، بل يمكنك التفكير في الأمر على أنه “آلية انزلاق” تنتقل بموجبها من جانب إلى آخر.
لكن الدماغ يحتار أحياناً بين السيطرة على العالم الحقيقي وعالم الأحلام
هذا الانتقال بين العالمين لا يتم دائماً بسلاسة. فعندما يكون هناك خلل ما، فإن عقلك يكافح من أجل الإمساك بزمام الأمور بين العالم الحقيقي وعالم الأحلام. لذلك عندما تحلم بركل كرة القدم، على سبيل المثال، فقد يترجم هذا الخيال فجأة إلى ركل الفراش حقيقة. وعندما تكون الحركة شديدة بما فيه الكفاية، فإنها ستوقظك من النوم.
قد يكون هذا مرتبطاً بردود فعل غريزية
من بين التأويلات الغريبة حول سبب وجود هذه الهزات أثناء النوم أو القفزات المفاجئة، القول بأنها نتيجة ثانوية للتطور الحضاري للإنسان. فقد تكون رد فعل قديم منعكس، يحذر من استرخاء العضلات عندما كان الناس ينامون عالياً بين أغصان الأشجار. حيث يفسر الدماغ هذا الاسترخاء على أنه إشارة سقوط من الشجرة، فيشغل استجابة العضلات بسرعة كنظام تحذيري.
تعتبر رعشة النوم طبيعية إلى أن تبدأ في إثارة قلقك النفسي
إن هزات النوم هذه طبيعية تماماً، ولا تدعو للقلق مطلقاً، إلا عندما يبدأ صاحبها في التركيز عليها. فهذا يمكن أن يؤدي إلى الانزعاج إذا كانت تحدث بشكل متكرر، خاصة بالنسبة لشريكك في الفراش. وفي الواقع، لا يؤدي هذا القلق والأرق المتزايد سوى إلى مزيد من هزات النوم، مما يجعلك تعيش في حلقة مفرغة من ردود الفعل. وبالتالي، إذا كنت تعاني من هذه الحالة، فربما يكون من الأفضل استشارة أخصائي في النوم لمعرفة ما الذي يمكنك فعله حيالها.
هل سبق لك أن استيقظت من نومك فجأة بسبب هزات النوم؟ كيف تتعامل مع هذا الوضع في العادة؟ ننتظر مرورك وتفاعلك معنا بقسم التعليقات أدناه.