الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

كيف تتغير أجسامنا بعد الثلاثين، ولماذا تشيخ وجوهنا بشكل بارز

لقد سمعنا جميعاً عن فوائد حمض الهيالورونيك وفيتاميني C وE للبشرة. ولكن علام تعتمد صحتنا الجلدية أيضاً، وكيف يمكننا التأثير عليه؟ إلى جانب ضرورة الحرص على تزويد أجسامنا بما يكفي من الكولاجين والإلاستين، واستخدام واقي الشمس، وطعام صحي، فمن الواجب علينا الاهتمام بالقدر ذاته بكتلة العظام والتغيرات الهرمونية التي تحدث داخل أجسامنا.

قمنا في الجانب المشرق بتحليل نتائج عدد من الدراسات العلميّة وها نحن ذا نشاركها معكم في السطور التالية.

كيف يتغير الجسم عندما نتقدم في العمر؟

نلاحظ أن بشرتنا تصبح أقل مرونة مع مرور الوقت، وعندئذ فقط نبدأ بالعناية بها أكثر: نضع أقنعة لأسفل العينين بانتظام، ونستخدم الكريمات والعلاج عن طريق الحقن (الميزوثيرابي)، ونلجأ إلى عشرات الوصفات والاستشارات لنجعل بشرتنا أفضل.

لكن هناك مجموعة من التغيرات التي لا نستحسنها، كظهور التجاعيد، لا ترتبط بحالة بشرتنا الظاهرية فقط، وإنّما بـتركيبات هيكلية داخليّة أخرى مثل الأنسجة الرخوة، وتجمعات الدهون، والجمجمة التي تتعرض لارتشاف عظامها. وفي حقيقة الأمر، فإن الفهم الشامل لتفاعل هذه العوامل مجتمعة هو الذي قد يمكننا من تأخير الشيخوخة.

ارتشاف العظام هو تدمير تدريجي للأنسجة العظمية يعرف أوجه في مراحل الشيخوخة. حيث إن عظامنا تتجدد طوال حياتنا حتى سن 35-40، ثم تأتي بعد ذلك عمليّة التدمير التي تصبح غالبة على التجديد والنمو.

يصبح هيكلنا العظمي أكبر حجماً وأكثر هشاشة بنسبة 10٪ مع تقدمنا بالسّن. على سبيل المثال، تستمر عظام الحوض بالنمو حتى سن 25-30 سنة (إلى أن يصبح الجسم جاهزاً لتحمّل تبعات الحمل ومخاض الولادة)، ولكنها تبدأ في الاضمحلال تدريجياً من بعد سن الـ 40.

يمكن أن يؤثّر ارتشاف العظام على الجمجمة من خلال الأعراض التالية:

— يصبح الوجه أقل طولاً (بسبب فقدان الأسنان)؛

— تزيد خشونة النتوءات العظمية؛

— يتغير شكل قاع العين ويصبح حجمه أكبر؛

— يصبح الفك السفلي أعرض؛

— يكبر الأنف ويترهل طرفه بسبب التغيرات التي تطرأ على عظمته؛

— تتعمّق الطيّات بين الأنف والشفاه مع تغيّر عظام الفك مع العمر. نعم، يرتبط هذا بفقدان البشرة لمرونتها والتغيرات التي تحدث على مستوى الأنسجة الرخوة، ولكنه مرتبط أكثر بحالة الأسنان وصحّتها.

— كما تصبح عظام قاع العين أكبر، بخاصة عند الزوايا الداخلية والخارجية. ولذلك ستبدو الحواجب وكأنّها مرفوعة، وتظهر تجاعيد قدم الغراب.

شدّ الوجه لن يكون مجدياً.

اعتاد الناس على الاعتقاد بأن عمليات شدّ الوجه مفيدة، ونبع هذا الاعتقاد من الفهم التقليدي السائد للشيخوخة: تقل مرونة البشرة فتترهل وتظهر التجاعيد.

لكن التكنولوجيا الحديثة أتاحت للعلماء فرصة فهم التغيرات في عظام هيكل الوجه بدقة وتحديد المناطق التي تتعرض للارتشاف العظمي. لذلك فهم يركزون بشكل أكبر على الاهتمام بعمليّات تصحيح الهيكل العظمي التي تهدف أساساً إلى:

— إبطاء عملية الارتشاف العظمي.

— التخلّص من العوامل التي تسرع تآكل العظام.

وبما أن حجيرات الدهون تتهالك هي الأخرى، لا تثقي أبداً بمن ينصحونك باتبّاع إجراء واحد ويعدونك ببشرة شابة ونضرة كما لو كنت في سن الخامسة عشرة أو العشرين من عمرك. عليك اللجوء إلى خبير في علامات شيخوخة الوجه، حتى لا تسببي الضرر لنفسك وتبعثري أموالك.

كيف نبطئ من عملية الشيخوخة؟

إن أردتِ الحفاظ على شباب وجهك، فعليك بمحاولة إبطاء شيخوخة البشرة وتغيرات الجمجمة (الارتشاف العظمي).

تكون بشرتك ناعمة في سن الشباب لغناها بعنصري الكولاجين والإلاستين ولأنّ الدهون تكون موزعة تحتها بشكل متساو. وكلّما تقدمت في العمر، كلما فقدت المزيد من الكولاجين، وصار توزيع الدهون غير منتظماً، وهذا ما يسبب ترهل البشرة.

نصائح من أجل إبطاء عمليّة الشيخوخة:

• أعيدي النظر في نظامك الغذائي. تنصح الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية بالتقليل من السكر لأنّه يسرع الشيخوخة، وبتناول الفواكه والخضروات لدورها في منع تدمير الخلايا.

• رطّبي بشرتك ولا تؤذيها بكريمات التقشير والأقنعة، ولا تعتادي اللعب بعينيك تحولينهما (الحول يزيد عمق التجاعيد).

• احمي بشرتك من الشمس والرياح والبرد. يوصي خبراء من كلية طب هارفرد باستخدام واقي الشمس دائماً.

كيفية إبطاء عملية تدمير العظام:
• احرصي على الاهتمام بهرموناتك. على سبيل المثال، تكثّف هرمونات الغدة الدرقية من الارتشاف فيما يحدّ الإستروجين من هذه العملية. ومع أن فيتامين D مفيد جداً، إلا أن الإفراط في تناوله يؤذي العظام. ومن أجل تحقيق التوازن، استشيري طبيب الغدد الصماء.
• تجنبي حقن البوتوكس لأن الدراسات أظهرت أنها تسرع تآكل العظام.
• اعتني بأسنانك: فقدان الأسنان يسرع من تشوه شكل الفك، مما يجعل الشفاه تبدو أنحف والطيات الأنفية الشفوية أعمق والوجه أكثر استدارة. لذلك نجد أن الفك السفلي يصبح أصغر عند مستخدمي قوالب الأسنان: لأنه قد يفقد حوالي 60 ٪ من حجمه في ظرف 10 سنوات. ويمكن لزرع الأسنان الذي يقوم على استبدال الجذور أن يساعد على تجنب هذا المآل.

كما تبين لنا مما سبق، فإن وجوهنا تتغير من الداخل أيضًا. من طبيعة الحال، يجب عليك أيضًا الاستمرار في الاهتمام ببشرتك من الخارج، ولكن فهم تلك العمليات الأخرى الأكثر تعقيداً سيجنبك إهدار المال على طرائق غير مجدية ضررها أكبر من نفعها.

ما الذي يساعدك على الحفاظ على جمال بشرتك؟ شاركينا معلوماتك في قسم التعليقات أدناه، لعلنا نستفيد ونفيد! ولا تنسي الإعجاب بالمقالة ومشاركتها مع صديقاتك المهووسات بحقن البوتوكس وأخواته ليزددن علماً ويوفرن مالاً!

مصدر صورة المعاينة depositphotos, depositphotos, jamunapai / twitter
شارك هذا المقال