الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

10 نصائح عديمة الفائدة يفضل التوقف عن توجيهها للآخرين

يبدو أن ظاهرة تقديم “النصائح الذهبية” وصلت في مجتمعاتنا إلى ذروتها، إذ يجد بعض الناس متعة كبيرة في الظهور بمظهر الأذكياء والحكماء العارفين بخبايا كل الأمور، ولا يفوّتون أي فرصة لتقديم أفكارهم الثمينة للآخرين. صحيح أن منهم مَن يريد المساعدة من أعماق قلبه، لكن حين لا يعرف أحدهم ما يجب فعله، قد يلجأ إلى قاموس “الحكم الشعبية الجاهزة” والتي قد تضر أكثر مما تنفع. أما السواد الأعظم من الناس، فيبدو أنهم يرغبون فقط في مشاركة حكمهم المفضلة مع الآخرين. ولكن، عادة ما تكون هذه الحكم غير ذات جدوى، وليس هذا فحسب، بل يمكن أن تمنع مَن عمل بها من تجاوز المشكلة وتحسين الوضع.

دعنا نقترح عليك اليوم في الجانب المشرق إلقاء نظرة على أكثر عشر نصائح عديمة الفائدة، من المؤكد أنك سمعتها من شخص أو آخر.

1. “فكر دائماً في من يعيشون أوضاعاً أسوأ منك”.

قلة الخبرة في الحياة يمكن أن تقودك في كثير من الأحيان إلى تصديق كل شيء أمامك بلا تمحيص. وفي الواقع، هناك دائماً أناس تبدو ظروفهم أسوأ من ظروفك من أول وهلة، غير أن هذا ليس عذراً لأن تحشر أنفك في شؤون الآخرين، أو أن تُعلي من مقامك على حساب مشاكلهم.

تريد أن تريح نفسك؟ قدم المساعدة لمن تعرف أنه يحتاج إليها بالفعل، ولكن قبل ذلك، تأكد ألا تنخدع بالمتسولين المحترفين.

2. “دع الأمور على حالها وسوف تتحسن”.

ربما تكون هذه النصيحة مفيدة إن قدمها لك زميل في فصل الدراسة قبل الامتحان. ولكن إن كنت تغرق في مشاكل عائلية، فليس من الحكمة أن تتقبل الأمر وتجلس بانتظار أن تحل المشكلة نفسها، سامحاً للتيار أن يجرفك معه بدون أن تفعل أي شيء يمكن أن يغير الموقف أو يحسن الوضع.

عليك أن تجد حلاً ولكن، بالطبع، حاول ألا تبالغ في ذلك. فوضع شخصيتك مثلاً رَهن مشورة أسبوعية مع طبيب نفسي، قد لا يكون أفضل طريقة لحل مشكلة أسرية. ومع ذلك، إن كنت غير راضٍ عن حياتك العائلية، فابدأ بتغيير نفسك دون أن تتوقع أن جهودك ستُـقابل فوراً بالشكر والتقدير.

3. “تناول بعض الفيتامينات أو اشرب العصير الطازج”.

لا يمكن تقديم نصيحة بتناول الفيتامينات أو المكملات الغذائية إلا من طرف طبيب أو أخصائي تغذية، وبعد إجراء فحص طبي بالطبع. أما العصير الطازج (وإن كان طبيعياً) فقد يكون ضاراً بشكل نسبي في معظم الحالات، حيث يُبدي الناس عادة ردود فعل مختلفة إزاء نسبة حموضة المعدة، لذا فقد تتسبب لمعدتك في حرقة أو أي آثار جانبية أخرى، إن لم تستشر طبيبك أولاً.

4. “اشتري ملابس جديدة واستمتعي بوقتك”.

قد يكون التسوق طريقة جيدة لقضاء الوقت وتفريغ الهموم، لكن من الأفضل دائماً أن تأخذ صديقاً خفيف الظل معك، لأن هدفك هو الاستمتاع بالجولة نفسها وليس الحصول على اللباس. إن انطلقت للتجول بمفردك في مركز التسوق، فمن غير المرجح أن تشعر بأي تحسن على الإطلاق. وعلاوة على ذلك، قد تستسلم أيضاً لعمليات الشراء غير المحسوبة، والتي قد لا تستطيع بطاقتك البنكية تحملها.

5. “عليك أن تقبل بالأمر”.

لا أحد يحب أن يكون مُجبراً على فعل شيء ما. وعندما يقول لك أحدهم عبارة “عليك تقبل الأمر” قد تشعر أنه لا يهتم بما يكفي بمشكلتك وليس لديه استعداد للتحدث معك أكثر بشأنها، سواء الآن أو إذا احتجت إلى استشارته مستقبلاً. وربما تكون هناك عدة أسباب محتملة لهذا، فإما أن هذا الشخص ليس بمثابة صديق حقيقي، أو أنه ليس لديه الوقت الكافي لمساعدتك، أو أنك تبالغ في الشكوى والتذمر أكثر من عملك على إيجاد حل لمشكلتك.

6. “لا تلقِ اللوم على نفسك بسبب أخطاء الماضي”.

هذه نصيحة أخرى قد تكون مفيدة إن سمعتها من طبيب نفسي يقترح عليك بعض الطرق الممكنة لكيفية التعامل مع تجارب سابقة، ويقدم لك في الوقت نفسه، بعض تقنيات التسامح الموجه لنفسك وللآخرين. ولكن إن كانت هذه النصيحة تخص المحاسب المالي الخاص بك أو ميكانيكي السيارات، فمن المرجح ألّا فائدة منها.

7. “حاول أن تنسى وتتجاهل!”.

ليت الحياة كانت بهذه السهولة! فحتى الشخص الذي يقدم لك نصيحة كهذه يعرف أنك لو لم تكن تعاني بما فيه الكفاية، لما وجدتَ صعوبة في أن تسمح لكل هذا الألم أن يختفي، وأن تبحث عن نقطة بداية يمكنك العودة إليها لمواصلة الحياة الطبيعية. ولذلك فإن أفضل رد على مثل هذه المساعدة أن تقول لناصحك: “ليس لديك أي نصيحة حقيقية لتقدمها لي، أليس كذلك؟”.

8. “غيّر طريقتك في التعامل مع الأمور”.

مرة أخرى، لا تصدق أبداً ذلك الشخص الذي يقرأ الكتب المتخصصة في علم النفس، فيحاول فرض نصائحه على الجميع. إن تمكنت من الإقلاع عن التدخين بفضل ما قرأته في كتاب ما، فهذا قد لا ينجح مع أشخاص آخرين، غير أنهم قد يتأثرون للغاية بفيلم وثائقي عن اللحوم، لدرجة أن يصبحوا نباتيين. وبشكل عام، وحدهم الأشخاص الذين لديهم معلومات وافية ومتنوعة يمكنهم تقديم المشورة بشأن الاستراتيجيات الممكنة لتحقيق أهدافك.

9. “سوف تعتاد على الأمر”.

ربما لم يسمع الأشخاص الذين يرددون هذه النصيحة على الدوام بالمثل القائل “حتى الأبواب الموصدة بإمكاننا الطرق عليها”. الشكوى والتذمر من حياتنا المزرية أسهل بكثير من محاولة بذل أي جهد لإعادة بنائها. لكننا نعلم جميعاً أن أحلك اللحظات هي تلك التي تسبق بزوغ الفجر، لذلك إذا كنت عازماً بالفعل على تحقيق أهدافك، فيجب عليك تسخير كل قوتك وإرادتك في سبيل إيجاد طرق جديدة تمكنك من النجاح.

10. “إياك أن تتوقف عن المحاولة”.

لا يمكنك تطبيق هذه النصيحة على حياتك الشخصية بشكل دائم. ربما تكون نصيحة مناسبة إن كنت تدير مشروعاً ما، ولكن حين تشعر أنك تسير في الاتجاه الخاطئ، أو تجد نفسك غير راضٍ عن وظيفتك، فعليك أن تتوقف كي تسأل نفسك: “هل أسير بالفعل في الاتجاه الصحيح؟ ومع الشخص المناسب؟”. فالحياة قرارات، لذلك حاول منذ الآن ألا تندم في المستقبل على فرص كان بالإمكان ألا تضيع.

هل وجدت أياً من النصائح التي أوردناها أعلاه غير مفيدة بالفعل؟ وما شعورك حين تقدم نصيحة أو تتلقاها من الآخرين؟ شاركنا رأيك.

مصدر صورة المعاينة depositphotos, depositphotos
شارك هذا المقال