الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

12 حقيقة مريرة يميل الكثيرون منا إلى إغفالها

بمجرد تجاوز مرحلة الطفولة، ينتهي كل ما كنا نحظى به من رعاية واهتمام بوصفنا صغاراً ذوي شخصيات هشة وحساسة. ونجد أنفسنا في مرحلة الرشد والبلوغ، فنبدأ في اتباع مجموعة جديدة من قواعد الحياة. ومع مضي الوقت، نبدأ في استيعاب أننا وحدنا المسؤولون عن اختياراتنا ومصائرنا، فلا أحد سيدفعنا نحو النجاح أو يسمح لنا بالاستناد والبكاء على كتفه، أو حتى يمدحنا عندما نقوم بعمل جيد يستحق المدح. وفي النهاية، سندرك أيضاً أن هناك دائماً أشخاصاً أفضل منا، وأذكى وأكفأ.

لقد أخذنا على عاتقنا في الجانب المشرق القيام بمحاولة لرصد بعض الحقائق البسيطة التي تمكنا جميعنا من استيعابها في مرحلة ما من حياتنا، نوردها مفصلة في الأسطر التالية:

1. لا جدوى من التضحية بنفسك من أجل الآخرين.

هل سمعت من قبل عبارة "إن كل ما أفعله، أفعله من أجلك“؟ لا شك أنك تعرف، كقاعدة عامة، أن ما يتبعها هو هذه الإجابة الباردة: “وهل طلبت منك فعل ذلك أصلاً؟”

لنكن صادقين مع أنفسنا: الناس من حولنا لا يحتاجون إلى تضحياتنا. وفي معظم الأحيان، يشعرون بالحرج ويصبحون غاضبين من هذا التصرف. والاستثناء الوحيد لهذه الحالة هو سلوك الاعتماد الكلي المتبادل بين طرفين مقتنعين تماماً بهذه العلاقة.

2. لن يحصل أي منا على جائزة في العمل.

يحكى أن حصاناً كان يعمل بجد أكثر من أي شخص آخر في البلدة، ولكنه مع ذلك لم يصبح أبداً عمدة لها. عاجلاً أم آجلاً ستواجه حقيقة مؤسفة مماثلة: إذ سيدرك رئيسك وزملاؤك أنك مستعد للقيام بأي نوع من العمل. وبينما تضر أنت بصحتك وتتحمل الكثير من الجهد والضغط النفسي، تجدهم ببساطة يتصفحون منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أويتجاذبون أطراف الحديث وهم يحتسون فنجان القهوة العاشر. لكن صدقاً، هل كنت تؤمن حقاً أن مديرك سيثني على مجهودك الكبير، كما كان يفعل معلمك في روضة الأطفال؟

3. “إيجابية الجسد” لا تعني إهمال الاهتمام بنفسك.

إن عدم إحجامك عن العناية بالأظافر، أو حلاقة الشعر، واستخدامك لمنتجات النظافة الشخصية بعشوائية، يجعلك تبدين كشخص مهمِل غير مرتب، وليس دليلاً على كونك من أتباع حركة إيجابية الجسد، كما قد يخيل إليك؛ هذه الحركة التي تقوم على مبدإ وجوب معاملة الناس باحترام وتقبل أي شخص بغض النظر عن مظهره.

وبالمقابل، فعادة ما تشكل بعض العبارات الرنانة من قبيل "أنا أحب شكل جسدي"، غطاء يخفي تحته ميل أتباعها إلى الكسل، وتظهر عجزهم عن ارتياد النوادي الرياضية، كما تثبت بجلاء أنهم يتعاملون مع صحتهم وسلامتهم بشكل غير مسؤول.

4. للمظاهر أهمية كبيرة.

يمكنك التحدث عن جمال روحك وثراء تجاربك ومعارفك إلى ما لا نهاية، ولكن عبارة “يحكم الناس على الكتاب من شكل غلافه” ما تزال صحيحة. ففي مقابلات التوظيف مثلاً، لا يقتصر الأمر على تقييم الكفاءات والمهارات المهنية، ولكن أيضاً على مظهر المرشح وقدرته على التواصل مع الآخرين. وبالإضافة إلى ذلك، وحتى في مجال العلاقات الانسانية، فإن الشخص الواثق من نفسه والأنيق في مظهره، لديه فرصة أكبر للقبول وتكوين شبكة واسعة من المعارف، أكثر من غيره.

5. طيبتك لا تضمن لك مهنة.

لا أحد لديه استعداد لمعاملتك بشكل لطيف في العمل لمجرد أنك تملك عينين جميلتين، أو أن لديك 3 أطفال، أو قرضاً عقارياً يثقل كاهلك أو أماً مريضة ييتفطر لها قلبك... مدراؤك تهمهم لباقتك ومردوديتك في العمل، فقط لا غير. فإذا كنت غير قادر على تحقيق أي ربح للشركة التي تعمل بها، فاستعد للطرد والاستبدال بشخص آخر أكثر نشاطاً وجدية، في أية لحظة.

6. والدتك ليست دائماً على حق.

مع مرور الوقت، نتوقف عن النظر إلى آراء وأفعال آبائنا وأمهاتنا على أنها حقائق ثابتة معصومة من الخطإ. فنبدأ باستبدال تلك الإيديولوجية الطفولية شيئاً فشيئاً لنصل إلى حقيقة أن الأم والأب مثل باقي البشر، لديهم مزايا وعيوب، وعادات جيدة وأخرى سيئة، كما أن أقوالهم وأفعالهم تحتمل الصواب والخطأ. وبالتالي، فقد يرتكبون عدداً من الأخطاء في تفاعلهم وحكمهم على بعض سلوكياتك. قد يبدو الأمر محزناً، ولكن عاجلاً أم آجلاً، ستصيب أطفالك بخيبة الأمل نفسها.

7. قد تضطر للدراسة حتى سن التقاعد أو أبعد من ذلك.

تتطور التكنولوجيا الحديثة بسرعة متلاحقة، بحيث أن مهنتك التي تمارسها اليوم قد لا تكون موجودة خلال الـ 10 إلى 15 سنة المقبلة. وهذا يعني أنك يجب أن تكون مستعداً على الدوام لتعلم المزيد وتطوير مهاراتك لتصبح بارعاً في أحد التخصصات المطلوبة في سوق الشغل.

8. إذا كنت تتجنب المناسبات، فسيتوقف الناس عن دعوتك إليها مع مرور الوقت.

إن حيلة التظاهر بالتعرض للإساءة وانتظار الآخرين للاتصال بك، للتلاعب بهم مرة أخرى، لم تعد تنطلي على أحل إلا الأغرار في رياض الأطفال. ففي عالم الكبار البالغين، لا أحد يهتم بممارسة مثل هذه الألعاب، وعاجلاً أو آجلاً ستصل إلى الموقف الذي يعتقد فيه أصدقاؤك أنك لم تعد مهتماً بالتواصل معهم، وسوف يبتعدون عنك بدورهم.

9. لا فائدة من التدرب على تحسين الثقة بالنفس.

ليست هناك أي فائدة من اتباع تلك النصيحة التي تدعوك إلى رسم “لوحة استشراف للمستقبل” وملؤها بصور لمنزل أحلامك والسيارات الفارهة والشواطئ التي تتمنى زيارتها في عطلاتك. فكل هذه النظريات لن تحقق لك شيئاً في الواقع، ما لم تعمل بنشاط من أجل بلوغ أهدافك. والأخطر من هذا، أن الاعتياد على مثل هذه الممارسات، تعلمك في الغالب كيفية التلاعب بالآخرين.

بعد أخذ دورات حول كيفية التأثير في النساء، سيبدأ الرجل في تعداد “انتصاراته” ولكنه سيظل دائماً يتجرع مرارة الوحدة. وستقتنع المرأة التي تحضر دورات في تطوير العلاقات الخاصة، بأن إضفاء بعض التغيير على معاملتها لزوجها، سيدفعه للتشمير عن ساعد الجد، ليبدأ في كسب الملايين.

10. عذراً، لكنك لست مركز الكون.

هل سبق لك أن صبغت أظافرك ولكنك شعرت بالحزن لأن زملاءك في العمل لم يظهروا ما يكفي من الإطراء؟ وهل سبق أن أنفقت نصف راتبك على بدلة جديدة دون أن تلفتي انتباه أحد؟ لا داعي للشعور بالاستياء، وبدلاً من ذلك، استرخي، وحاولي أن تتذكري آخر مرة شعرت فيها بسعادة صادقة بعد أن رأيت أن إحدى صديقاتك ترتدي ملابس جديدة! الخبر السار هنا، هو أنه بالمنطق ذاته، لا أحد سيلاحظ الثقوب في جواربك القديمة.

11. ما تعيشه الآن هو نتيجة لاختياراتك الشخصية السابقة.

هكذا تسير الأمور بكل بساطة: الشخص الوحيد المسؤول عن أفعالك هو أنت. إذا كنت لا تعرف اللغة الإسبانية، فأنت من لم تبادر لتعلمها. وإذا رأيت رئيسك في العمل ممعناً في الصراخ عليك، فهذا يعني أنك أنت من تسمح له بذلك. كما أن لا أحد مذنب لأنك لم تنتقل إلى مدينة أفضل، أو أنك لا تستطيع التخرج من الكلية، أو أنك تزوجت فقط لأن “هذا ما يفعله الناس”!

12. هناك دائماً من هو أصغر أو أفضل أو أذكى منك.

لعل أقسى شعور يؤثر على تقييم الإنسان لنفسه، هو إدراكه أن هناك أشخاصاً أفضل منه بكثير في هذا العالم. يمكننا الاستمرار في المرح والاحتفال بعيد ميلادنا الـ 18 سنة بعد أخرى، ولكن الحقيقة المرة هي أننا نتقدم في السن مع كل عام ينقضي، ولعل بروز التجاعيد على وجوهنا خير برهان. سيبدأ الرجال بشد البطون المترهلة ومحاولة إخفاء بقع الصلع التي تظهر على رؤوسهم، بينما ستتعلم النساء كيفية ربط منديل حول العنق لحجب البشرة التي غزتها بصمات الزمن. لا شيء يمكننا فعله حيال هذا الأمر، سوى تقبل هذه الحقيقة وتهدئة أنفسنا، وتذكر أن كل شخص فريد ومميز بغض النظر عن السن والمواقف.

هل تعتقد أن الحقائق السابقة، التي لا ندركها في الغالب إلا متأخرين، صحيحة؟ تسعدنا معرفة رأيك حول هذا الموضوع في مساحة التعليقات أدناه!

Illustrated by Anastasiya Pavlova من أجل الجانب المُشرق
شارك هذا المقال