الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أسباب الإفراط في البوح للآخرين ولماذا عليك التوقف عن فعل ذلك

غالباً ما يخلط الناس بين الصدق والإفراط في البوح، وهناك شعرة رفيعة بينهما. فكونك شخص صادق لا يعني أنه عليك إخبار عامل تحضير القهوة بأعمق مشكلاتك. إنها علامة واضحة على مبالغتك في البوح بأشياء عليك الاحتفاظ بها لنفسك وللمقربين منك. لكن لكل مشكلة، هناك حل، وجلّ اهتمامنا هو إيجاد الحلول.

نود في الجانب المُشرق تذكيرك بعدم التردد بزيارة الأخصائي النفسي كلما شعرت بالإرهاق.

1. القلق

يميل البعض إلى التحدث كثيراً عند الشعور بالقلق في محاولة الظهور بشكل طبيعي في نظر من حولهم. ولكن عندما يبدأ الشخص بالتحدث وهو متوتر يصبح أقل قدرة على التحكم فيما يقوله وبالمدة التي يتحدث فيها. كما قد يشعر البعض بالإحراج في المناسبات الاجتماعية ويعتقدون أن الطريقة الوحيدة للتأقلم هي الحديث عن حياتهم. وهكذا ينتهي بك الأمر بالكشف عن أشياء في حياتك تعتبر شخصية للغاية، مما قد يُشعر الآخرين بالغرابة.

2. الوحدة أو محاولة خلق علاقة وديّة

يحاول الكثير من الناس أحياناً إقناع أنفسهم بأنهم ليسوا وحيدين ويواصلون الشعور بهذه الطريقة بدلاً من طلب المساعدة. وعندما يخرجون أخيراً ويلتقون بأشخاص جدد يُفرط هؤلاء في مشاركة الغرباء تفاصيلهم الخاصة. إن حاجة هؤلاء الأشخاص إلى التواصل وتفريغ ما يثقل كاهلهم كبيرة جداً وتجعلهم يشعرون بعدم الارتياح.

ولكن قد تكون هذه طريقتهم في التقرب من الناس وتكوين علاقات جديدة. إنهم يبكرون في الغوص بعمق في العلاقات وبدلاً من تقريب الناس إليهم يبعدونهم عنهم. هذا لأنه من غير الممكن الاندفاع نحو شيء يحتاج وقتاً طويلاً لتطوير نفسه.

3. ضعف الحدود وعدم إدراك الإشارات الاجتماعية


إن كل علاقة، مهما كانت طبيعتها، بحاجة إلى حدود يضعها طرفي هذه العلاقة، ولكن أحياناً، لا يدرك البعض حدود هذه العلاقة ولا يتمكنون من فهم الإشارات التي ترسلها إليهم. وفي أحيان كثيرة يكون الاتصال غير اللفظي أبلغ من الرسائل اللفظية، لكن لا يمكن لمن يبالغون في المشاركة إدراك هذه الرسائل بسهولة. وهذا ما يجعلهم يميلون إلى مشاركة الكثير من أسرارهم الخاصة، لدرجة تجعلك محرجاً وحائراً لا تدري كي تتفاعل معهم.

4. الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي


من المحزن معرفة أن حوالي 40٪ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً أعربوا عن ندمهم على نشر أشياء خاصة. وهناك دليل لا يمكن إنكاره حول مبالغة الناس في مشاركة تفصيل حياتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كانت أخبار جيدة أم سيئة. فتجد الكثير من الناس يشاركون معلوماتهم الشخصية جداً عبر الإنترنت قبل مشاركتها مع أحبتهم في الحياة الواقعية. وقد يترتب على ذلك آثار وخيمة، فأنت لا تدري من سيقرأ منشوراتك وكيف سيستغل تلك المعلومات.

كيف تعرف ما إذا كنت تبالغ في مشاركة حياتك الخاصة

  • الرغبة في التواصل مع الآخرين بسرعة كبيرة. فسواء كنت في علاقة رومانسية أو في علاقة صداقة، يجب أن تعلم أن جميع العلاقات بحاجة إلى بعض الوقت لتتطور. ولكن إن كنت ترغب بالتقدم أكثر في هذه العلاقة بوتيرة سريعة، ستجد نفسك تشارك الطرف الآخر أشياء في غاية الخصوصية منذ بداية العلاقة. إنها الطريقة التي تتبعها للتواصل معهم، رغم أن النتيجة قد تكون عكسية، وتدفعهم بعيداً عنك.
  • البحث عن التعاطف. يبالغ الكثير من الناس في الحديث عن مشكلاتهم، ليس لرغبتهم في البوح بل لجعل من حولهم يشعرون بالأسف تجاههم. يرى هؤلاء أن التعاطف معهم هو أفضل أنواع الاهتمام.
  • اتخاذ وسائل التواصل الاجتماعي ملاذاً لك. لا ضرر من مشاركة حياتك على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الخوض في الكثير من التفاصيل قد يُعرضك للأذى. فمثلاً، قد يكون تحليل مشاعرك أو التحدث عن أدق الجوانب في علاقاتك أو مشاركة كل لحظة من حياة طفلك بالتفصيل أمر مقلق.
  • قد تندم على المبالغة في المشاركة فور القيام بذلك. أي أنك تدرك بأن المعلومات التي شاركتها مع ذاك الشخص تجاوزت الحد المسموح. قد تشعر حينها بالتوتر والقلق، لكن هذه علامة على المبالغة في المشاركة.

كيف تتوقف عن فعل ذلك

  • عليك أولاً إدراك المشكلة، فقد يساعدك وعيك التام بالمشكلة في الوصول إلى جذورها، وإلى السبب الذي يجعلك تميل إلى التحدث كثيراً عن مشكلاتك. أنت بحاجة أولاً إلى التواصل مع مشاعرك الداخلية قبل معالجة هذه المشكلة.

هل تفرط في المشاركة لجذب الانتباه؟ هناك الكثير من كتب المساعدة النفسية والتي ستساعدك على معرفة ما إذا كنت تعاني من تدني احترام الذات أم لا. ربما هذا هو أصل مشكلتك وسبب حاجتك إلى السعي نحو كسب تعاطف الآخرين.

قد يكون المعالج النفسي هو الخيار الأمثل. فربما مشكلاتك أعمق وأكثر خطورة مما تظن. سيرشدك المعالج لتحديد المشكلة وسيساعدك في التغلب عليها. لعل السبب مشكلة عشتها في الماضي ولم تُقدم يوماً ما على حلها.

هل تعتقد أنك تبالغ في مشاركة حياتك الخاصة حتى مع غير المقربين؟

الجانب المُشرق/علم النفس/أسباب الإفراط في البوح للآخرين ولماذا عليك التوقف عن فعل ذلك
شارك هذا المقال