الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

3 أسباب لكوننا لطفاء نحو الغرباء أكثر من الأقارب والأحباء

تختلف تصرفاتنا حسب من هم حولنا من الناس، على الرغم من أننا قد لا نلاحظ ذلك. وضحت دراسة علمية العوامل المختلفة التي تتحكم في ما نفعله ونقوله. وبعد حوالي ثلاثة عقود من البحث في موضوع التصرفات العدوانية، تمكنت عالمة النفس ديبرا ساوث ريتشاردسون من معرفة السبب وراء تغير تصرفاتنا حسب من يحيطون بنا، وما قد يعزز هذا التغير أيضاً.

أردنا في الجانب المُشرق التركيز على فهم هذا النمط المتكرر، ومعرفة سبب تغير طريقة تعاملنا مع الغرباء مقارنة بمن نعرفهم ونحبهم، وكيفية تجنب هذا في المستقبل.

نعتقد أن علاقتنا قوية وتتحمل عواقب تصرفاتنا

نقضي الكثير من الوقت مع مختلف الأشخاص، والمعارف، والغرباء. وغالباً ما نلجأ للتظاهر بالسعادة، والتعامل بأدب أمام الآخرين، سواء كان ذلك في العمل أو في المدرسة، وذلك رغبة منا في أن نبدو لطفاء ومثقفين أمام الناس. لكن عندما نعود إلى المنزل، أو نتواجد حول المقربين منا، فإننا نتصرف بأريحية أكثر.

نشعر بالراحة ونتصرف على طبيعتنا أكثر حول من نحب. لكن التصرف على هذا النحو يعني أننا نُظهر كل جوانب شخصياتنا، حتى السيئة منها. تؤكد إحدى الدراسات أننا نميل إلى إطلاق غضبنا أمام أقرب الناس إلينا دون أن نعي ذلك، لأننا نعتقد أن علاقتنا وطيدة وتتحمل ردود أفعالنا الغاضبة. فكلما تقربنا من أحدهم، وبنينا ثقة أعمق معهم، كلما ظننا أن بإمكاننا تحدي حدود علاقتنا.

نحن أقل ثقة أمام الأناس الجدد

عندما نقابل أحدهم لأول مرة، فإننا لا نُظهر شخصيتنا كما هي بأريحية. هذا الشخص الجديد لا يعرف النسخة الحقيقية منا إلا بعد أن نوجد اتصالاً عميقاً معه. حتى وإن تضايقنا منه، لا نستطيع التعامل معه بفظاظة، لأننا لا نشعر بالراحة الكافية حوله، ولا نعرف ما ستكون عليه ردة فعله.

لا يسري الأمر على هذه الطريقة مع المقربين. بل على العكس من ذلك، عندما نجد من نحب يقوم بتصرفات مزعجة، نستسهل التعبير عن ضيقنا. في الحقيقة، قربنا الكبير من أفراد عائلتنا، أو غيرهم من الناس، يجعلنا أكثر انفتاحاً على استيعاب الأمور التي لا تُعجبنا فيهم. لقد بنينا علاقة قوية معهم تحيّد الخوف من خرابها، حتى وإن كنا نتشاجر أو نصرخ كثيراً على بعضنا.

لا نتحمل سلبيات أولئك الذين نقضي أكثر الوقت معهم

لا تبدأ فجأة بكراهية صفات معينة في شخصيات زميلك في السكن، وأفراد عائلتك، أو صديقك المفضل. حتى وإن بدا لك الأمر كذلك، ما يحدث حقاً هو أنك لا تستطيع تحمل الأشياء المزعجة فيهم من البداية. كلما قضيت وقتاً أكثر مع أحدهم، قلّت قدرتك على تحمل تصرفاتهم السلبية.

لا يحدث هذا مع الغرباء لأننا لا نقضي وقتاً كبيراً. حتى وإن كان هناك ما يضايقك فيهم، فلن تعبّر عنه، لأنك تعلم أنك لن تتواجد حولهم طويلاً بما يجعل ذلك التصرف أمراً مهماً.

هناك طرق لمنع هذا السلوك

كما ترى، هناك سبب وراء تعاملنا مع من نحب بلطف أقل مقارنة بتعاملنا مع الغرباء. بما أننا عرفنا سبب معاملتنا الغريبة لأحبابنا، فقد حان الوقت لنتعرف على كيفية تجنب هذا التصرف في المستقبل:

خذ استراحة من علاقتك مع تحب عندما تشعر بحاجتك لذلك. إذا قضينا الكثير من الوقت مع الأحباء، سنجد أنفسنا أقل قدرة على تحمل عيوبهم. قضاء الوقت بعيداً عنهم سيساعدنا على النظر إلى علاقتنا من منظور آخر، وعلى تقدير من نحب أكثر.

اقض وقتاً مع أحبابك برفقة أشخاص آخرين. عندما نكون برفقة أشخاص علاقتنا بهم بسيطة وصحية، فإننا نتصرف معهم بأدب، الأمر الذي ينعكس على طريقة تعاملنا مع من نحب، بطبيعة الحال. وهكذا نرى أنفسنا نتعامل بأفضل طريقة مع بعضنا.

عند فهمنا لأسباب تصرفاتنا نصبح أكثر قدرة على التحكم بردود أفعالنا قبل أن نفقد أعصابنا على من نحب، وعلى تقدير وجودهم في حياتنا.

هل سبق أن عاملت أشخاصاً غرباء عنك بطريقة أفضل مما تعامل أحبابك؟ هل تعرف أيّ طرق تساعد الناس على تجنب التصرف بهذه الطريقة؟ أخبرنا رأيك في التعليقات أدناه.

مصدر صورة المعاينة Coco / Pixar
الجانب المُشرق/علم النفس/3 أسباب لكوننا لطفاء نحو الغرباء أكثر من الأقارب والأحباء
شارك هذا المقال