كيف يؤدي الشعور بالامتنان الزائد للوظيفة إلى مزيد من التوتر والإجهاد؟
على الرغم من أن العلماء يربطون السعادة بالتعبير عن الشكر والامتنان، فإن الامتنان قد يكون سلبياً في بعض الأحيان. فحتى عندما يكون امتنانك لعملك حقيقياً وصادقاً، إلا أنه في كثير من الأحيان يكون في غير محله ويكون نتيجة لإكراهات المجتمع وأعرافه. وهذا الامتنان الإجباري غير المكتسب، يمكن أن يأتي بنتائج عكسية على صحتنا النفسية والجسدية.
بحثنا في الجانب المُشرق حول أبعاد هذه المشكلة، واكتشفنا أن الامتنان المرتبط بالعمل، له سلبيات يمكن أن تؤثر سلباً على حياتنا اليومية.
يجعلك الامتنان أكثر استعداداً لتحمّل الأشياء التي تجعلك تعيساً
لدى الكثير من الناس ذكريات من طفولتهم حينما كانوا مجبرين على الشعور بالامتنان لشيء لا يحبونه. مثلما كنت تكره أكل الخضروات، وكان أبواك يعظانك: “كن ممتناً لأن لديك طعام وغيرك لا يجد كسرة خبز يسد بها رمقه!” لقد تعلمنا أن نقدّر ما لدينا وألا نتذمر.
عندما نكبر، نستمر في نفس نهج التفكير، ونضغط على أنفسنا للتعبير عن امتناننا للوظيفة. قد تقول لنفسك في موقف صعب: “كان يمكن أن يكون الأمر أسوأ”. ولكن إذا كنت تعمل جاهداً إجبار نفسك لتكون ممتناً للوظيفة، فقد لا تدرك في الواقع مساوئها وسلبياتها، ويجعلك تشعر بأنك محاصر فيها.
استخدام شعور الامتنان لإخفاء المشاعر السلبية
عندما تجبر نفسك على الشعور بالامتنان، فإنك قد تبدأ في استخدام تكتيك "تجاوز الامتنان"، لتجنب وقمع المشاعر السلبية. تخبر نفسك بأنك تشعر بالامتنان، ولكنك في قرارة نفسك تشعر بالحزن، أو التوتر، أو القلق، أو التعب. وبهذه الطريقة، فإنك قد تتجاهل علامات الخطر التي تُشير لوجود خطأ ما.
من الواضح أن هذا ليس صحياً، ولن يسمح لك بملاحظة الآثار الإيجابية للامتنان الحقيقي وحلاوته عندما تختبر سلبيات الهروب العاطفي. بل إنه من الوارد أن تلك المشاعر السلبية ستعاودك بشكل أكثر ضراوة. من خلال استبدال الامتنان الإجباري بهذه المشاعر السلبية العادية، فإنك تخسر حافزاً مهماً لتحسين وضعك.
يجعلك أكثر عرضة للاستغلال من مديرك
يمكن لأرباب العمل أن يعمدوا إلى استغلال الامتنان الزائد، إما لدفع العاملين للعمل لوقت إضافي أو لتقليل النفقات، سواء عن طريق تسريحهم أو خفض رواتبهم. ذلك أنهم يعلمون أن موظفيهم لن يجرؤوا على الشكوى أو تقديم استقالتهم، لأنهم يخشون ألا يجدوا عملاً بديلاً كما يخشون الموت أو أشد خشية. عندما يكون الناس ممتنين لمجرد الحصول على وظيفة، فقد يثنيهم ذلك عن الدفاع عن حقوقهم الوظيفية المشروعة.
يؤدي كل هذا إلى الإرهاق وزيادة التوتر وعدم الرضا عن وظيفتك وحياتك ككل. والحل في منتهى البساطة: تذكر أنك لا تدين بأي شيء لصاحب العمل وأنه لا ينبغي لك أن تكون شاكراً لمجرد “أنه سمح لك” بتأدية مهام هو المستفيد منها بالدرجة الأولى.
ما مهنتك؟ هل تعجبك أم أنك ترغب في تغيير شيء ما فيها؟ أخبرنا عن تجربتك ورأيك في الموضوع بقسم التعليقات أدناه.