الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

12 علامة تحذر من الشريك المسيء الذي لا تطاق الحياة معه

طرأت الكثير من التغيرات على مفهوم الزواج؛ إذ أصبح الناس يتزوجون في سنٍّ متأخرة، وانخفض عدد الزيجات بشكل عام. كما ارتفعت نسب الطلاق في المقابل وتعددت أسبابه، ما بين اختلافات وصراعات بين الزوجين، أو بسبب الخيانة أو عدم تحمل المسؤولية، أو غيرها من الأسباب. وبينما يميل الكثيرون إلى إلقاء اللوم على أنفسهم عندما تفشل العلاقة الأسرية، يفعل آخرون العكس تماماً.

نعتقد، في الجانب المُشرق، أن الكثيرين يميلون إلى تنزيه شركائهم عن أي عيوب في بداية العلاقة، مما يُشعرهم بالصدمة عندما يتحول هذا الرفيق المثالي إلى شخصٍ مسيء. لكنّ العلامات الدالة على تلك المشكلات تكون واضحة من البداية، وعليك فقط نزع تلك النظارة الوردية حتى لا تخلط بين الرومنسية والاستغلال.

1. الاستعداد لدعم أي قرار يختاره الشريك

لا يميل بعض الأشخاص إلى أخذ المبادرة، أو يفضلون اللجوء إلى الحلول الوسطى، وهذا أمر عادي للغاية. لكن الشخص المسيء لا يكتفي بعدم الرغبة في أخذ القرارات فحسب، بل يوافق على قرارات شريكه، ثم يلومه إذا حدثت أي مشكلة بسبب تلك القرارات.
مثلاً، قد يطلب الشخص المسيء من شريكه اختيار مطعم لتناول الغداء، أو اتخاذ طريق معين، لكنه يشعر في النهاية بإحباط بسبب هذا الاختيار. قد يجد الطعام غير شهيّ، والخدمة سيئة، وكل شيء كان مضيعة للوقت. ولذا يستطيع هذا الشخص بسهولة العثور على أي سبب للوم شريكه.

2. الرومنسية عن طريق الخداع

ربما هناك سبب بسيط يسهِّل على الأشخاص المتلاعبين تصرفاتهم الملتوية؛ وهو قدرتهم على جعل الآخرين يشعرون بالذنب. تتخفى أفعالهم المتلاعبة غالباً في صورة بادرات مفعمة بالحب والرومنسية؟
مثلاً، قد يدعم الزوج المتلاعب زوجته في رغبتها ببدء العمل بعد إجازة الإنجاب، لكنه سيحاول الضغط عليها بعد ذلك، بالشكوى المستمرة وقول أشياء مثل: “نشعر بالسوء عندما لا تكونين في المنزل، ونفتقدك كثيراً”. حتى عندما يهين الزوج المتلاعب زوجته، فهو لا يستطيع الاعتذار بطريقة عادية، بل سيحاول أن يجعلها تشعر بالذنب.

3. الحب الذي يتحول إلى قيد

يُطلق علماء النفس على هذا النوع من الشريك المسيء وصف "المُستغل"؛ إذ يظهر بسمات اللطف والطيبة من الخارج، لكنه لا يقول كلمة طيبة دون أن يكون وراءها سبب ما. في الواقع، مصلحتهم الشخصية هي الدافع لكل أفعالهم.
قد تسمع هذا الشخص يقول: "سأعطيك هدية رائعة لو أعددت لي العشاء"، هذه هي طريقة تفكير الشريك المستغل. قد يرتدي قناع المُحب في لحظة معينة، لكن ينكشف وجهه الحقيقي إذا سارت الأمور على غير ما خطط له.

4. الاهتمام العدواني السلبي

يسعى الشخص المسيء للسيطرة على شريكه، لكنه قد يخاف من فرض السيطرة بشكل مباشر. لهذا يحاول التصرف بشكل مخادع تسهل ملاحظته من خلال المواقف التي يتواصل فيها مع غيره. فعلى سبيل المثال، بينما يستعد الزوج لمقابلة أصدقائه، تواصل المرأة قول كلمات “تشعره بالسعادة” مثل: “البقاء بدونك يجعلني حزينة. لكن لا يهم، يمكنك الذهاب وقضاء الوقت مع أصدقائك”. عندها، يشعر بالذنب لتركها بمفردها، بينما لا تبدو هي متلاعبة، بل تظهر كأنها المُضحّية في هذا الموقف.
وهناك مثال آخر: لا يريد الزوج اصطحاب زوجته إلى حفلٍ ما، فيخفي نزعة السيطرة لديه بتحويلها إلى رغبة في الرعاية، فيقول لها: “تبدين متعبة، من الأفضل أن تمكثي في المنزل وتحصلي على بعض الراحة. سأذهب بمفردي وأحاول تحمل قضاء هذه الليلة بدونك”.

5. الاعترافات العاطفية المبالغ فيها

حتّى القطط تحب سماع كلمات الغزل، كما يقال. لكن للأسف، يُخفي بعض الأشخاص المتلاعبين نواياهم السيئة خلف الكلمات البراقة، مثل هذا الاعتراف الذي قد يبدو شاعرياً للغاية: “لن يحبك أحد مثلما أحبك”.
قد تُفهم هذه العبارة التي يقولها الشخص المتلاعب كالتالي: “أنا الوحيد الذي يحتاجك، فإذا تركتِني، ستظلين وحيدة إلى الأبد”. كذلك قد يُنظر إليها على أنها رغبة في السيطرة: “لن يحبك أحد بعدي لأنني محطتك الأخيرة”.

6. الرغبة في قضاء كل دقيقة معاً

الرغبة في قضاء كل الوقت سوياً هي علامة أخرى على العلاقات السامة. قد يتصل الشريك المسيء بشريكته باستمرار، ويطلب منها المحادثة عن طريق الفيديو، أو يطلب مقابلتها فجأة بعد العمل، أو يرسل لها الكثير من الرسائل النصية عندما لا تكون معه. وقد يقول عبارات مثل: “أشعر بقلق شديد عندما لا ترسلين لي الرسائل”.
في الروايات والأفلام، تبدو تلك الأفعال غالباً من صور الرومنسية ودليلاً دامغاً على الحب. لكن في الحياة الواقعية، تدل هذه التصرفات على محاولة التحكم، وقد تكون علامة تحذير للطرف الآخر.

7. الغيرة الجنونية

يحدد العلماء نوعين من الغيرة: الغيرة التي تحدث كرد فعل والغيرة القائمة على الشك. في الحالة الأولى تكون الغيرة ردَّ فعل على أشياء فعلها الشريك، مثل الخيانة أو مقدماتها. أما الغيرة القائمة على الشك فهي لا تستند إلى أي حقائق، بل تنتج عن الاستنتاجات. مثلاً، يتحدث الرجل عبر الهاتف مع زميلة في العمل، فتفترض زوجته أنهما على علاقة غرامية! أو إذا كان يقضي وقتاً طويلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، فستظن أنه يريد خيانتها.
الغيرة القائمة على رد الفعل هي شعور طبيعي، لكن تلك القائمة على الشك تمثل علامة عليك الانتباه إليها في علاقتك العاطفية. كقاعدة عامة، يشعر هؤلاء الأشخاص بالقلق، ويعانون من تدني احترام الذات، ويريدون من شركائهم تأكيداً مستمراً على الحب. في الوقت نفسه، يستحيل إثبات أي شيء لشخص يعاني من الغيرة المرضية، وسرعان ما تصبح الحياة معه بائسة.

8. جعل هدف حياتك هو خدمة الشخص الآخر

من الطبيعي تماماً اعتناء الشريكين ببعضهما البعض، لكن محاولة إثبات الذات على حساب شخص آخر ليست أمراً طبيعياً. عندما تتحدد قيمة الشخص من خلال الفوائد التي يجلبها لشريك حياته، تصبح العلاقة مؤذية ومسيئة للطرفين.
على سبيل المثال، قد يشعر الزوج بأنه ملزم بجعل حياة زوجته مريحة، وإلا قد يشعر أنه لا حاجة لوجوده. أو قد “يدَع” زوجته تخدمه أو تعمل على راحته حتى تشعر بأهميتها.

9. الاستعداد للتصريح بالمشاعر أمام الجميع

في أي علاقة صحية، يمكن لأحد الزوجين التعبير علانية عن أفكاره ومشاعره ومشاركة آرائه، وبإمكانه أيضاً وضع حدود لا يسمح للطرف الآخر بتجاوزها. أما في العلاقات غير الصحية، مهما بنيت جدراناً عالية، سيحطمها شريكك بكل سهولة.
قد يظهر ذلك حتى في التفاصيل الصغيرة التي يعتقد الكثيرون أنها شاعرية. مثلاً، قد يطلب أحد الزوجين عدم نشر صوره الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي اليوم التالي يُفاجأ بصورته على حساب شريكته على موقع إنستغرام. حتى لو كانت الصورة مصحوبة بتعليق لطيف، لا ينفي ذلك حقيقة أنها لا تهتم برأي شريكها وراحته.

10. الحب الأبدي من النظرة الأولى

قد يقول لك أحدهم بعد التعارف: “يبدو أنني وقعت في حبك”. لكن هذا يختلف تماماً عن قوله بوضوح إنك “حب حياته”. تعتبر هذه التصريحات المبالغة في وقت مبكر من العلاقة إحدى العلامات على الشخصية النرجسية.
هل تتساءلون عن المشكلة في مثل هذه الاعترافات المبكرة؟ سيتحول الأمر بشكل سلبي عندما يدرك هذا الشريك عيوب من يعتقد أنه توأم روحه. ستبدأ الصورة المثالية عن الشخص الذي أعلن أنه حبه الأبدي في الانهيار، مما يصيبه بخيبة أمل كبيرة، وقد يصبح سلوكه بارداً أو حتى عدوانياً.

11. الحب الذي يشوبه الغموض والعقبات

الماضي المظلم ووصف الشركاء السابقين بكلمات مهينة، من العلامات المقلقة للغاية في الشريك العاطفي. للأسف، يفضل الكثيرون تجاهل تلك العلامات أو يفسرونها بطريقة شاعرية. فنسمع عبارات مثل: "لم يتحدث أبداً عن السنوات الخمس الماضية من حياته، إنه رجل غامض للغاية“، أو “لم يقدّرها زوجها كما ينبغي، لكنني سأريها كيف يكون الحب الحقيقي”.
إذا لم يتحدث الشخص عن ماضيه، فربما يخفي أشياء مخزية يجب أن يحذَر شريكه منها. وإذا كان الشخص يلقي بالكثير من اللوم والفظائع على شركائه السابقين، ويتفاخر بمدى براعته في الانتقام منهم، تأكد أنه سيفعل الأمر نفسه معك أيضاً.

12. افتعال المصادفات

يرغب الشخص المسيء في السيطرة على شريكه، وعدم السماح له بالتواصل مع الأشخاص “غير المرغوب فيهم”. قد يظهر هذا التحكم في صور مختلفة، ووسيلته في ذلك هي طرح الأسئلة التي تصعب إجابتها مثل: “هل تفضل الخروج والاستمتاع مع أصدقائك أم البقاء في المنزل معي؟” أو الابتزاز مثل: “عليك الاختيار، أنا أم هم؟” أو حتى بافتعال “المصادفات”. وفي ما يلي أمثلة على مواقف حقيقية مرت بها مؤلفة هذا المقال.

ـ لم يمنعني زوجي السابق، توم، أبداً من الذهاب بمفردي إلى أي مكان. لكن عندما كنت أخطط للقاء شخص ما بدونه، كان يشعر بالمرض فجأة، ويتصل بي، ويطلب بصوت محتضر، أن أعود إلى المنزل لأمسك بيده في وقت مرضه. كنت في الـ 18، وكنت أصدق أنه مريض حقاً. ألا نحب جميعاً الشعور بتمتعنا بالقدرة على شفاء أحبائنا؟
لكنني اكتشفت حقيقة كل شيء عندما قررت الذهاب مع صديقات لي إلى الجبال في عطلة نهاية الأسبوع. وبعد نصف ساعة، اتصل بي وأبلغني بحماس أنه اشترى تذاكر باهظة الثمن لحفل موسيقي سنذهب إليه في مدينة أخرى، في عطلة نهاية الأسبوع نفسها. وأضاف: “إنها هدية مني، يمكنك البدء في حزم حقائبك!”.
عندما أخبرته بأن لدي خططاً أخرى، وأنه كان عليه إخباري بهذا مسبقاً، انفجر غاضباً، وقال: “إذاً أنت تفضلين الاستمتاع بوقتك مع الآخرين، أليس كذلك؟ ماذا ستفعلين في الجبال؟” أدركت حينها أنه كان يقرأ رسائلي خلسة ويواظب على محاولة إفساد خططي. وعندما قررت الانفصال عنه، سقط “مريضاً” لمدة شهر، وأخبر أصدقاءنا المشتركين أنني لم أقدّره حق قدره أبداً.

ما الأفعال السيئة التي تستطيع مسامحة شريك حياتك عليها، وما تلك التي قد تدفعك إلى اتخاذ قرارات أكثر حدة؟

الجانب المُشرق/العلاقات/12 علامة تحذر من الشريك المسيء الذي لا تطاق الحياة معه
شارك هذا المقال