كيف تحول أنطونيو بانديراس وميلاني غريفيث من زوجين رائعين إلى صديقين مقربين
يصعب أحياناً فهم وتجاوز كل المشاعر التي نمر بها حين تنتهي علاقتنا العاطفية. لكن حقيقة الانفصال لا تعني بالضرورة أننا لا نستطيع أن نصبح أصدقاء أو نحظى بعلاقةٍ رائعة مع الطرف المميز الآخر. إذ من المؤكد أن هذا الطرف الآخر قد لعب دوراً مهماً في حياتك على الأرجح.
ويضرب لنا أنطونيو بانديراس وميلاني غريفيث خير مثالٍ على هذا الشكل من أشكال العلاقات، لهذا أردنا في الجانب المُشرق أن نشارككم قصتهما. إذ سنروي عليكم اليوم قصة حب، لكن الأهم من ذلك هو أنها قصة صداقةٍ ستدوم رغم كل الظروف.
بدأ اسم الممثل أنطونيو بانديراس يلمع للتو في سماء هوليوود حين التقى بميلاني غريفيث، النجمة الشهيرة آنذاك، أثناء حضورهما لحفل توزيع جوائز الأكاديمية الـ61 في عام 1989.
ودخلت ميلاني على السجادة الحمراء، بينما كان أنطونيو يحضر حفل الأوسكار للمرة الأولى بصحبة المخرج بيدرو ألمودوبار ضمن فريق عمل فيلم (Women on the Verge of a Nervous Breakdown).
وتحدث أنطونيو عن حضوره لأول حفل أوسكار بعدها بسنوات، قائلاً: “أذكر أول مرةٍ حضرت فيها حفل الأوسكار حين ترشح فيلم (Women on the Verge of a Nervous Breakdown) للجائزة. إذ وقفنا على السجادة الحمراء، ثم رأيت فجأةً امرأةً شقراء يبدو شكلها مألوفاً لأنني شاهدتها في الأفلام من قبل، لكنني لم أذكر اسمها آنذاك. فقلت لبيدرو: ’من هذه؟ من هذه وما اسمها؟’، فقال بيدرو: ’هذه ميلاني غريفيث يا أنطونيو’، فأجبته: ’إنها هي، إنها هي بالفعل. يا إلهي’”.
وطرق الحب بابهما بعدها بـ6 سنوات، أثناء بطولتهما المشتركة لفيلم الكوميديا الرومانسية الإسباني (Two Much) عام 1995. وتمكن أنطونيو خلال تلك الفترة من الظهور في العديد من الأعمال الهوليوودية ذات الإنتاج الضخم إلى جوار أسماءٍ مثل توم هانكس، وميريل ستريب، وبراد بيت. وكان قد طلّق زوجته السابقة أنا ليزا منذ فترة، بينما تطلقت ميلاني أيضاً من زوجها الثاني دون جونسون.
وقالت ميلاني عن تلك اللحظة: “وقعت في غرام أنطونيو على الفور. لقد كنت معجبةً به”.
طلب أنطونيو يدها للزواج في أحد شواطئ ولاية كارولينا الشمالية، بعد فترةٍ قصيرة من بدء علاقتهما. ثم تزوجا في مايو/أيار عام 1996، قبل أن يستقبلاً في سبتمبر/أيلول التالي طفلتهما الوحيدة معاً: ستيلا دي كارمن.
وكانت ميلاني قد أنجبت طفلين بالفعل في زيجتها السابقة، هما ألكساندر وداكوتا، وأصبحا بمثابة أبناءٍ لأنطونيو.
ودام زواجهما 18 عاماً قبل أن ينتهي باتفاق الطرفين عام 2014، في خطوةٍ صدمت غالبية متابعي الثنائي. إذ أنهيا بهذه الخطوة جزءاً كان مليئاً بالحرارة والمشاركة في حياتهما. لكن صداقتهما وعلاقتهما العائلية ستدوم للأبد.
وتحدث الممثل الإسباني عن العلاقة الجيدة التي تربطهما رغم طلاقهما. إذ قال في إحدى المقابلات: "أتذكر سنواتنا معاً باعتبارها فترةً مليئةً بالحيوية والجمال. ولم أعد متزوجاً من ميلاني، لكنها ما تزال جزءاً من عائلتي. ويمكن القول إنها من أصدقائي المقربين، إن لم تكن الأقرب. وما تزال عائلتي تضم داكوتا، وستيلا الصغيرة، وألكساندر.
وأعربت ميلاني أيضاً بكل وضوح عن أن الحب والتقدير هما السمة الأساسية لعلاقتهما. ولا تتوقف حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي عن دعم أنطونيو، مع الحديث عن ذكريات الفترة التي قضتها معه في الوقت ذاته.
إذ كتبت في أحد المنشورات: “عيد ميلادٍ سعيد لطليقي فائق الوسامة أنطونيو! سأحبك دائماً”. ونشرت كذلك صورةً أخرى مع التعليق التالي: “مبروك يا أنطونيو!!! ترشيحٌ لجائزة أوسكار أفضل ممثل!! أنا في قمة سعادتي وفخورةٌ بك للغاية!! أحسنت أيها الوسيم!!!”.
ويبرهن الممثلان الشهيران بهذه التصريحات العلنية والمنفتحة على أن نهاية زواجهما لم تضع حداً لعلاقتهما الجيدة، وينطبق الأمر ذاته على أطفال ميلاني من جونسون. إذ وصفت داكوتا الأمر على النحو التالي: “دخل زوج أمي أنطونيو بانديراس في حياتنا فجأة. وكان مليئاً بالحيوية وخفيف الظل للغاية، ويتحدث لغةً إنكليزية... مجردة. وقد وجدنا الأمر رائعاً للغاية. إذ كان يحبني أنا وأمي وإخوتي حباً جماً، ونجح حبه الكبير والقوي لنا في تغيير حياتنا جميعاً للأبد”.
عاشت ميلاني مع أنطونيو فترة زواج بها أيامٌ جيدة وأخرى سيئة مثل الجميع، إذ استمتعا بوقتهما معاً وعرفا كيفية عيش حياة الحب على أكمل وجه. لكنهما عرفا أيضاً الوقت المناسب للانفصال دون أن يفقدا الحب الكبير الذي يكنانه لبعضهما البعض.
ولا شك أنهما خير دليلٍ حي يؤكد أن بإمكان المرء الحفاظ على علاقةٍ جيدة مع الطرف الثاني في العلاقة السابقة مع الاحتفاظ بالاحترام المتبادل، وربما يمكن للأزواج السابقين أن يصبحوا أصدقاء مقربين ومؤتمنين على الأسرار أيضاً.
كيف حال علاقتك بشريكك السابق؟ وهل تؤمن بإمكانية إقامة علاقةٍ جيدة مع الأحباب السابقين؟