دراسات: يتسبب الرجال لزوجاتهم بالإجهاد والتوتر أكثر مما يفعل الأطفال.
تتعرض النساء المتزوجات لضغوط الحياة بشكل أكبر من النساء العازبات، فلديهن مسؤوليات متعددة، سواء في واجبات العمل أو في رعاية الأطفال والاهتمام بالزوج والبيت. وكل هذه الأمور تجعل الزوجة المكافحة تعيش باستمرار تحت رحمة الصداع والتعب والتوتر. وإذا كانت الأمومة كواجب أسري في حدّ ذاتها مسؤولية مُرهقة، فإن ما يثير الاستغراب حقاً هو أن الأزواج يساهمون بقسط كبير في إجهاد الزوجات مقارنة بالأطفال. وقد صرحت 46 في المئة من النساء، حسب إحدى الدراسات، بأن صغارهن يخلقون ضغطاً أقل من أزواجهن، حتى من دون أن يرتبط ذلك بأي خيانة أو سوء معاملة.
من خلال هذا المقال، نريد في الجانب المشرق أن نبسط أمامك بعض الحالات التي يكون فيها الأزواج سبباً في وضع زوجاتهم تحت رحمة التوتر والإجهاد، مع تقديم نصائح مفيدة لمحاولة تجنب كل ذلك.
حين يتصرف الزوج مثل طفل صغير
إحدى الحقائق التي لا مفر منها، هي أن الرجال يواصلون التصرف مثل الأطفال حتى سن الـ 34. ولا يظهر هذا فقط في تعاملهم بطيش ولامبالاة في العديد من الحالات الجدية، ولكن حتى في سلوكهم مع الأطفال الحقيقيين أنفسهم. “أن يتصرف طفل يبلغ من العمر 7 سنوات على أنه في السابعة من عمره، أمر عادي. لكن حين يفعلها رجل في الـ 35 فإن ذلك يصبح مسبباً للإزعاج بالفعل”. تقول إحدى المشاركات في الدراسة.
في معظم الأحيان، يقضي الآباء أوقاتاً ممتعة مع أطفالهم، ولذلك ينظر إليهم داخل الأسرة كأصدقاء مرحين يملكون الكثير من الاقتراحات المسلية. وفي المقابل، تهتم الأمهات أكثر بكل ما يتعلق بتربية الطفل وانضباطه وصحته وتطور مستواه التعليمي، ونتيجة لهذا، تعتبر المرأة بمثابة شرطي صارم في البيت، تتابع الروتين اليومي للأطفال وتملي عليهم النصائح والتعليمات، وتمنع الكثير من الألعاب والتصرفات. وهذا الدور الجدي الذي تقوم به يؤثر على مكانتها في عيون أطفالها، وقد يؤدي إلى مواجهات متكررة مع الزوج المتساهل.
ما الحل في مثل هذا الوضع؟
من الأفضل دائماً التعبير عن قرار موحد. فإذا منع أحد الوالدين شيئاً ما عن الطفل، فينبغي على الطرف الثاني أن يدعم قراره. ومن الضروري التفاهم مسبقاً والاتفاق على الأشياء المسموح بها للأطفال والأخرى الممنوعة عنهم.
ومن الأمور المهمة أيضاً، تشارك مسؤولية الرعاية اليومية للأطفال على قدم المساواة. لا يمكن للطفل تجهيز طعامه بمفرده، أو الانضمام إلى ناد رياضي أو تحديد موعد مع الطبيب، ولكن يستطيع أحد الوالدين القيام بذلك. وهنا، في مثل هذه الحالات، يمكن للزوج المساعدة في تخفيف العبء عن زوجته، وتحمل بعض المسؤولية. ومن الجهة الأخرى، يمكن للأمهات أنفسهن التوقف عن التركيز على الأخطاء التي يرتكبها أطفالهن، والتخلي عن محاولة السيطرة على كل شيء في البيت، والمشاركة أحياناً في الألعاب المرحة التي يمارسها الآباء مع الصغار.
من أعمال منزلية إلى أعباء مرهقة
أفادت إحدى الدراسات أن واحدة من كل خمس أمهات، تجزم أن عدم توفر مساعدة كافية من الزوج هو مصدر رئيسي للتوتر في الحياة اليومية. في الواقع، تقضي الزوجات كثيراً من الوقت في تحمل الأعمال المنزلية، بينما يقضي الأزواج المزيد من الوقت في الاسترخاء. إذ يبدو وكأن الجميع تعود على أن واجبات النساء لا تشمل الطهي والتنظيف فحسب، بل أيضاً دفع الفواتير، والتسوق في المتجر، والتخطيط لمصاريف البيت. وهذه الأنشطة كلها ذات أهمية كبيرة بالنسبة للأسرة، لكنها يمكن أن تصبح أعباءً مرهقة إذا ألقيت على كاهل شخص واحد.
إن القيام بالواجبات المنزلية ليس سهلاً ولا ممتعاً على الدوام، بل يجلب للوالدين معاً ضغطاً أكبر مما يمكن أن يسببه لهما عمل المكتب، خاصة إذا لم تقابل جهود أي منهما بالشكر والتقدير. وإذا ما وجدت الزوجة نفسها تقوم بكل شيء في البيت بدون مساعدة، فإن الإجهاد والتوتر يسيطران على حياتها بالكامل.
ما الحل في مثل هذا الوضع؟
الجواب الأكثر بديهية ووضوحا هو أن الزوج ينبغي أن يساعد زوجته في جميع الأعمال المنزلية. لأن المشاركة العادلة في تحمل مسؤوليات الأسرة، تعد من أهم مميزات الزواج الناجح.
ومن جانب آخر، يجب على كل طرف تقدير الجهود التي يبذلها الطرف الآخر، وإبداء بعض الشكر والدعم. فلكل عمل قيمة وتأثير مهما كان بسيطاً. وفي الواقع، إذا تم تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين، فسيتم إنجازها بشكل أسرع، ليتمكنا من قضاء الوقت المتبقي مع بعضها البعض.
شعور دائم بالتقصير وعدم كفاية الوقت
مع كل هذه المسؤوليات الأسرية التي تنوء بها الزوجات، والتي ذكرنا بعضها أعلاه، فإنهن غالباًً ما يشعرن بانعدام وقت الفراغ، خاصة إذا كن يعملن بدوام كامل. فالمرأة تجد نفسها بعد العودة مساء، مضطرة إلى تفقد كل فرد من أفراد الأسرة والنظر في احتياجاته، عدا عن إنهاء جميع الأعمال المنزلية العالقة. ولأنها تحاول فعل كل شيء خلال 24 ساعة، فإنها سرعان ما تجد نفسها رهينة لضغط الوقت. وحينما تجتمع عوامل الضغط والإجهاد هذه، تتحول متعة الحياة إلى قلق يومي.
ولأن المرأة تحمل على عاتقها مسؤولية رعاية الأطفال والزوج والبيت والأسرة، فإن أي نقص أو خطأ صغير يخلف لديها شعوراً إضافياً بالذنب والتقصير، وهذا يقود بدوره إلى مزيد من الإجهاد. وقد عبرت إحدى المشاركات في المسابقة عن ذلك بقولها: “أبذل الكثير من الجهد والوقت في العناية بأسرتي بدون أي مساهمة من زوجي. وعندما يطرأ أي خطأ أتوتر أكثر وأشعر أنه خطئي”.
ما الحل في مثل هذا الوضع؟
إن تخفيف توتر الزوجة الناتج عن ضيق الوقت والشعور بالذنب، لا يتحقق فقط بمشاركة الزوج في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، ولكن أيضاً بالدعم المعنوي والمساهمة في تحمل مسؤولية الأسرة ككيان متماسك. ففي الحقيقة، يأوي البيت شخصين بالغين وعاقلين بما يكفي لمناقشة كل المشكلات بهدوء، واتخاذ القرارات مع بعض، ليكون كلاهما مسؤولاً عنها. وهذا التعاون المادي والمعنوي كفيل بجعلهما يتخطيان مختلف الصعوبات الأسرية.
كما يمكن للمرأة العمل على تطوير مهارات خاصة في إدارة الوقت، فكما ينجح ذلك في المكتب، يمكن أن ينجح في البيت. وعلى الطرفين أن يتذكرا أن التوتر قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة، وقد يسمم الحياة المشتركة ويدفع الزواج نحو طريق مسدود. لذلك، من المهم أن يبذل الزوج والزوجة قصارى جهدهما للعيش تحت سقف يغمره الهدوء والتعاون.
كيف يتم تقاسم المسؤوليات داخل أسرتك؟ هل تعاني من الإجهاد والتوتر في المنزل؟ شاركنا قصتك في التعليقات.