قصة داستين هوفمان تثبت أن حبك الحقيقي سينتظرك مهما طالت الطريق
كثيرة هي قصص الحياة التي تجعلنا نعيد التأمل في العلاقة بين جهودنا وأقدارنا. لقد انتقل الممثل الحاصل على جوائز رفيعة داستين هوفمان من العيش تحت خط الفقر حتى الـ31 من عمره إلى واحدٍ من أشهر الممثلين في عالم صناعة الأفلام بهوليوود، ولكنها لم تكن المرة الوحيدة التي تتغير فيها حياته بسبب حظه الاستثنائي.
تتأثر أحداث الحياة بالعمل الجاد والصبر وانتظار ما قدر لك. وقد اكتشفنا في الجانب المُشرق أن هناك قصةً تستحق أن تُروى وراء زواج هذا الممثل ذي الحظ السعيد من زوجته.
يعترف الجميع بداستين هوفمان على اعتباره واحداً من أعظم الممثلين على مر الصعور، حيث قيل عنه أثناء تكريمه في مركز كينيدي الثقافي إنه "واحدٌ من أكثر الممثلين تنوعاً وتمرداً في هذا الجيل وأي جيلٍ آخر"، لكن هوفمان حقق نجاحاً كبيراً في العديد من المجالات الأخرى، مثل حياته الشخصية، إذ ابتسم له الحظ بزواجٍ سعيد من سيدة الأعمال ليزا هوفمان على مدار 41 عاماً.
يقترب داستين وزوجته ليزا هوفمان من عيد زواجهما الـ 42، لكن من الواضح أنهما عرفا بعضهما البعض طوال حياتهما تقريباً. إذ كانت والدة داستين صديقةً لجدة ليزا في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، حيث نشأ كلاهما.
لكنهما التقيا للمرة الأولى في تجمعٍ عائلي. وحينها كان الممثل يبلغ من العمر 27 عاماً، بينما كانت ليزا في الـ 10 من عمرها. وقالت ليزا إنها علمت في تلك اللحظة أنها تريد الزواج منه: “كان داستين يخبرنا بالنكات ويلعب البيانو ويشجعني على الرقص في غرفة المعيشة. وبعد أن دخلنا في علاقة، ذكرتني جدتي بأنني قلت لها في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم: أتمنى أن ينتظرني، لأنني أريد أن أتزوجه”.
علاوةً على ذلك، شاركت ليزا حقيقةً مرحة أخرى: إذ كان زوجها يتدرب ليصبح عازف بيانو كلاسيكي قبل ولادتها، كما عزف في حفل زفاف والديها وهو في الـ 16 من عمره. ويمزحان عادةً قائلين إنها أحبته قبل حتى أن تولد، لأنها سمعته يعزف وهي في رحم أمها.
ذهب داستين إلى نيويورك ليبدأ دراسته في المسرح، لكنه كان يعود كل عامٍ إلى لوس أنجلوس لزيارة والديه، وهناك كانت تتسنى لليزا فرصة رؤيته. ورغم ذلك تزوج داستين بالممثلة آن بيرن عام 1969 ودام زواجهما لمدة 11 عاماً، حيث أنجب منها ابنته الأولى جينا بيرن وتبنى كارينا هوفمان، ابنة آن من زيجتها الأولى.
بينما اضطرت ليزا للانتظار نحو 12 عاماً حتى أصبحت في الـ 22 وأصبح هو في الـ 38 من عمره. وانفصل عن زوجته الأولى آن في ذلك الوقت تقريباً، ثم فارق جد ليزا الحياة، وجاء داستين لتقديم التعازي. ولم يكونا قد التقيا ببعضهما البعض منذ بضع سنوات، لكن الانجذاب كان فورياً رغم ذلك.
تأكدا من أنهما سيتزوجان بعد موعدهما الأول. إذ قالت ليزا: “علمت من أول نظرة. سألني داستين كم عدد الأطفال الذين أريدهم، فقلت 6. فأجابني إن لديه 2 بالفعل، ولهذا سنكتفي بـ4. وسارت الأمور على هذا النحو تحديداً”.
كانت ليزا تدرس القانون ولديها شهادةٌ في علم النفس. وقد تزوجا في 1980، وهو العام الذي فاز فيه داستين بجائزة أوسكار عن فيلم كرامر ضد كرامر (Kramer vs. Kramer). وتخرجت ليزا في العام التالي وعمرها 25 عاماً، لتنجب بعد عامٍ واحد أول أبنائهما معاً، جيك.
لكن طفلها الجديد جيك ولد قبل شهرٍ من أوانه بمشكلاتٍ في الرئة، ولهذا كرست ليزا كل اهتمامها لدورها الجديد كأم، ثم أنجبا لاحقاً ريبيكا وماكس وأليكساندرا هوفمان.
سافرت عائلة هوفمان بعدها حول العالم لترافق الممثل أثناء عمله على أفلامه. وتذكرت ليزا ذلك قائلةً: “نتمتع بقيمٍ تقليدية. إذ كان من المهم لداستين أن نظل معاً كعائلة. وقد كان هذا هو الغرض الأساسي من الزواج بالنسبة لكلينا”.
حيث كانت العائلة تأتي في مقدمة الأولويات للثنائي هوفمان، رغم العمل والالتزامات الاجتماعية. إذ قالت ليزا: “كان البقاء مع الأطفال هو أولويتنا الأولى. ولو كان لدينا حدث اجتماعي يجب الذهاب إليه، كنا نتناول العشاء مع الأطفال أولاً قبل الخروج. وما نزال جميعاً نعشق التواجد حول مائدة الطعام معاً”.
أصبحت زوجة داستين الآن رائدة أعمالٍ في صناع مستحضرات التجميل، لتثبت بذلك مدى أهمية تطوير هويتها الخاصة بعيداً عن هوليوود كما أخبرت صحيفة ديلي تيليغراف عام 2016. وبسؤالها عن المدى التي قضياها معاً، أجابت ساخرةً: “أقول إن سنوات الحياة في هوليوود لا تمر كباقي السنوات، لذا عليك ضربها في 7”.
ويبدو وكأن القدر كتب لهما أن يجتمعا للأبد، بالنظر إلى كل تفاصيل لقائهما ولم شملهما بعدها. إذ اعترف داستين في عام 2007 قائلاً: “لقد قضينا معاً 30 عاماً تقريباً، والجزء المخيف هو أننا نشعر وكأن علاقتنا بدأت منذ أسبوعٍ فقط”. وقد أمضيا أكثر من 40 عاماً معاً، حيث أضافت ليزا أن زواجهما لفترةٍ طويل إلى هذه الدرجة جعلها هي وزوجها غارقين في حب بعضهما البعض وجعل عواطفهما “تكبر باستمرار”.
ما الذي يجعل العلاقة مستمرةً وتدوم أطول في وجهة نظرك؟