قصة حب أمير وأميرة ويلز التي تتفوّق على جميع حكايات ديزني الرومانسية
لطالما حلمت العديد من الفتيات بأن يصبحن أميرات منذ صغر سنّهن بسبب تأثّرهن بحكايات الطفولة الرائعة أو أفلام الرسوم المتحركة الكلاسيكية. فيتخيّلن أنهن يرتدين أثواباً طويلة وتيجاناً من الماس ويعشن في قصور مع أمرائهن الوسيمين. لكن بالنسبة لبعض المحظوظات، يصبح هذا الخيال حقيقة. وفي هذا الشأن، نود أن نخبرك عن قصة حب الثنائي الملكيّ المفضّل لدينا، كيت ميدلتون والأمير ويليام، التي سحرت قلوبنا عقولنا.
تفاصيل التقاء الأمير ويليام وكيت ميدلتون
بدأ كل شيء في جامعة سانت أندروز. كان كلاهما يدرسان تاريخ الفنون، وكان ويليام غالباً ما يصادف كيت في قاعات الجامعة. وعلى الرغم من أنهما أقاما صداقة في النهاية، إلا أن الأمر استغرق بعض الوقت بسبب خجل كيت. ووفقاً لكيت، فقد احمر وجهها خجلاً عندما التقت بزوجها المستقبلي لأوّل مرة وهربت.
ومع ذلك، تطوّرت علاقتهما بمرور الوقت. كانا يتناولان الفطور في الكافتيريا مع أصدقائهما، وكان يجمعهما حبهما للتزلج. وقد قال ويليام: “عندما قابلت كيت لأول مرة، كنت أعلم أن هناك شيئاً مميزاً للغاية فيها”. في ذلك الوقت، كانا مجرّد صديقين مقرّبين، ولم تتحوّل علاقتهما إلى حبّ سوى في وقت لاحق فقط.
من صداقة إلى حب
استمرت صداقة كيت وويليام في التطور، وانتقلا للعيش مع صديقين آخرين في شقة خارج الحرم الجامعي. وعلّق ويليام على ذلك قائلاً: “لقد ازدهرت علاقتنا نوعاً ما منذ تلك اللحظة، وقد رأى كل واحد منا في الآخر صفات مميزة، فبدأنا نقضي وقتاً أكثر معاً ومارسنا العديد من الأنشطة”. وفي محاولة لإثارة إعجابها، حاول الأمير إعداد عشاء فاخر لها لكنه تسبب في حرق الطعام وإشتعال النار في شيء ما، مما دفع كيت إلى مساعدته على السيطرة على الموقف برمته.
على ما يبدو، أصبحت علاقتهما الرومانسية رسمية بعد عرض أزياء جامعي بعنوان "فن الإغراء"، حيث ارتدت كيت فيه زياً من تصميم شارلوت تود، إحدى زميلاتها في السكن. وقد تحدّث كلاهما إلى زملائهما في السكن حول علاقتهما، مما نتج عنه انتشار أخبار ارتباطهما في جميع أنحاء الحرم الجامعي ووصولها إلى الصحافة.
واقع قاسٍ
بالنسبة لكيت وويليام، كانت الجامعة فقاعة عاشا فيها في سعادة، حيث وافقت الصحافة البريطانية على عدم إزعاج الأمير أثناء دراسته، مما أعطى الثنائي القليل من الخصوصية. لكن بعد التخرّج، لم يعرفا أن الفقاعة ستنفجر وتلقي بهما في العالم الواقعي. وقبل حدوث ذلك، التقط والد كيت صورة لهما معاً، حيث بَدَوَا جميلين وخاليين من الهموم.
في هذه الأثناء، لم تُعجَب الصحافة الشعبية البريطانية بخلفية كيت غير الأرستقراطية، وأطلقوا على عائلتها لقب “عائلة ميدلتون من الطبقة الوسطى”. بالإضافة إلى ذلك، أطلقوا على كيت وشقيقتها بيبا لقب “الأختين الشبيهتين بالوستارية” (بسبب سرعة تسلّقهما سُلّم الطبقات الاجتماعية) وانتقدوا والدتهما لمضغها العلكة.
لقاء كيت والأمير تشارلز
عندما تخرّج الأمير ويليام من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، كانت كيت حاضرة لإظهار دعمها له، وكذلك كانت الملكة. كان ذلك أوّل حدث ملكي لها، وقد أثار العديد من شائعات الخطوبة. ورغم عدم توفّر الكثير من المعلومات حول اللقاء الأوّل لكيت والأمير تشارلز، إلا أن الأميرة كشفت أنه كان رائعاً حقاً. وقالت: “كنت متوترة للغاية بشأن مقابلة والد ويليام، لكنه رحّب بي بحفاوة وكان ودوداً للغاية، مما جعل كل شيء أسهل بالنسبة لي”.
تدخّلُ المصوّرين في علاقة الثنائي
أثارت كيت، التي كانت ترتدي معطفها الأحمر الأنيق والقبعة السوداء، ضجة إعلامية وبدأ الناس في إجراء مقارنات مع والدة ويليام الراحلة، ديانا. واستمر المصورون في ملاحقة الثنائي عن كثب أثناء عيشهما حياتهما اليومية.
نتيجة لذلك، اضطر محامو كيت إلى الأخذ بزمام الأمور وأعلنوا أنهم سيتخذون إجراءات قانونية ضد المصوّرين. لذلك، قررت الصحف البريطانية حظر استخدام الصور التي التُقطت للشابين في تلك الفترة. مع ذلك، تسبب تدخّل وسائل الإعلام في حياة الثنائي في الكثير من التوتر والقلق لهما.
افتراق الثنائي لبعض الوقت
بعد علاقة دامت خمس سنوات، قرر ويليام وكيت الانفصال بشكل “ودّي”. في الأثناء، ركّز كلاهما بشكل كبير في حياتهما المهنية، حيث عملت كيت كمشترية إكسسوارات لصالج شركة الملابس “جيغسو” (Jigsaw) بينما كان ويليام قائد فيلق مدرّع متدرّب.
وقال الأمير عن الانفصال: “لقد كنا نعمل على إيجاد طريقنا الخاص، وكنا نطوّر من أنفسنا”. في المقابل، أوضح محامي كيت أن موكلته وعائلتها لن يتحدثوا عن هذا الموضوع، حتى بشكل غير رسمي.
حفل تكريم الأميرة الراحلة ديانا
بعد أشهر، نظّم الأميران ويليام وهاري حفلاً موسيقياً خيرياً في ملعب ويمبلي بلندن تكريماً لوالدتهما الراحلة ديانا، التي كانت لتبلغ سن الـ 46 في ذلك الوقت. وساعد الشقيقان في تنسيق عروض أشهر الفنانين والمغنيين خلال هذا الحفل، الذي ذهبت عائداته إلى جمعيات ديانا الخيرية والجمعيات التي يدعمها ويليام وهاري.
وقبل يوم واحد من الحفل، سُئل ويليام عما إذا كانت كيت ستحضر أم لا. فأجاب الأمير: “لدي الكثير من الأصدقاء الذين سيحضرون. سيكون الجميع هناك في الليل، وستكون ليلة سعيدة للغاية”. فعلّق الأمير هاري على ردّ أخيه مازحاً: “لقد أحسنت في تجنّب الإجابة، فعلت ذلك بكل ديبلوماسية”.
عودة العلاقة رسمياً
استأنف ويليام وكيت علاقتهما عندما أنهى الأمير تدريباته الخاصة بسلاح الجو الملكي البريطاني. غير أن جدّيّة علاقتهما أصبحت واضحة عندما لم يتمكن ويليام من حضور حفل زفاف ابن عمه بيتر فيليبس من أوتوم كيلي وذهبت كيت مكانه. وقد كشفت مصادر داخلية أن قرار الأمير بالسماح لكيت بحضور الحفل نيابة عنه كان بمثابة بيان على قوة علاقتهما.
خطوبة الأحلام وخاتم ذا معنى
عرض الأمير ويليام على كيت الزواج في كوخ بجبل كينيا بأفريقيا. وقد تحدّث عن تلك اللحظة فقال: “قضينا بعض الوقت الخاص مع بعض الأصدقاء، ورأيت حينها أن الوقت كان مناسباً لأتقدّم لخطبتها. لقد تحدثنا عن الزواج لفترة من الوقت، لذلك لم تكن الخطوبة مفاجأة كبيرة”.
أما بالنسبة لكيت، فقد كانت لحظة رومانسية للغاية، حيث أعطاها ويليام خاتماً من الياقوت الأزرق اللامع كان ملكاً لوالدته الراحلة الأميرة ديانا. بعدها، شارك الثنائي الأخبار المفرحة مع العالم.
ألقابهما الملكية الجديدة: دوق ودوقة
قبل حفل الزفاف، منحت الملكة إليزابيث الثانية لقب الدوق والدوقة لحفيدها وزوجته المستقبلية. وجاء في الإعلان: “لقد سُرَّت الملكة اليوم بمنح لقب الدوق للأمير ويليام ويلز. وستكون ألقابه دوق كامبريدج وإيرل ستراثيرن وبارون كاريكفرغس. وبذلك يصبح الأمير ويليام صاحب السمو الملكي دوق كامبريدج، وتصبح الآنسة كاثرين ميدلتون عند الزواج صاحبة السمو الملكي دوقة كامبريدج”.
حفل زفاف لا يُنسى
تحقق حلم الثنائي أخيراً حين تزوجا في 29 أبريل 2011 في دير وستمنستر في لندن. كان الأمير هاري إشبين العريس، وكان الشقيقان يرتديان الزي العسكري التقليدي. أما كيت، فقد ارتدت فستاناً خيالياً من تصميم ألكسندر ماكوين.
حضر الحفل حوالي 1900 شخص. وجاب الزوجان السعيدان شوارع لندن في عربة متّجهين إلى قصر باكنغهام، حيث تبادلا قبلتين على الشرفة قبل التواري عن الأنظار. بعد ذلك، ذهبا إلى حفل عشاء نظّمه الأمير تشارلز وحضره حوالي 300 ضيف.
أعضاء الأسرة الجدد
بدأت الأسرة الصغيرة في التوسّع. ففي 22 يوليو 2013، استقبل الزوجان مولودهما الأول، جورج ألكسندر لويس، والذي يُعرف رسمياً باسم صاحب السمو الملكي الأمير جورج من كامبريدج.
وبحلول 2 مايو 2015، رحبت الأسرة بمولود آخر. لقد كانت طفلة جميلة اسمها شارلوت إليزابيث ديانا، على اسم والدة ويليام الراحلة، ولقبها الرسمي هو صاحبة السمو الملكي الأميرة شارلوت من كامبريدج.
في 23 أبريل 2018، انضاف إلى الأسرة المكونة من أربعة أفراد فرد آخر، وهو الطفل الثالث للزوجين، لويس آرثر تشارلز. عضو آخر مهم في الأسرة كان كلبهم، لوبو، الذي عاش تسع سنوات مع العائلة وترك ذكرى جميلة في قلوبهم.
أمير وأميرة ويلز الجديدان
بعد كل تلك السنوات التي قضاها الثنائي في تقوية حبهما وتأسيس أسرة جميلة، أصبح ويليام وكيت الآن أمير وأميرة ويلز. وقد أعلن الملك تشارلز الثالث عن هذا القرار الرسمي خلال أول خطاب له في المملكة المتحدة بعد وفاة الملكة إليزابيث.
وقال الملك عن الزوجين: “مع كاثرين إلى جانبه، أعلم أنّ أمير ويلز وأميرته سيواصلان إلهام وقيادة حواراتنا الوطنية، وسيساعدان في وضع المهمشين في المركز بحيث يحصلون على المساعدة المطلوبة”.
في الأثناء، فسنظلّ نحن، عشّاق هذا الثنائي الملكي، نتابع بشغف وانبهار قصة حبهما الجميلة.
ما الذي يتطلبه بناء علاقة قوية وصحية؟