8 قواعد تربوية لتنشئة طفل سعيد وثريّ!
مارينا ميليا أستاذة في علم النفس ومؤلفة أحد أكثر الكتب مبيعاً عن سيكولوجية النجاح و تربية الوعي. كما أنها الأخصائية النفسية الرئيسية لأصحاب المليارات، إذ يطلب الكثير منهم نصيحتها فيما يتعلق بالتربية. ماريا لها رأي مميز فيما يتعلق بتربية الأطفال. على النقيض من ميولنا التربوية، تدّعي ماريا أنه من غير المجدي محاولة قولبة الطفل وأنه من المستحيل برمجته على النجاح. كأم وأب، كل ما نستطيع فعله هو تربية شخص سعيد يعرف كيف يصنع حياته بنفسه. كيف؟ عن طريق إرشاده للطريق الصحيح، وهنا يأتي دور تعلم حيلها.
في الجانب المشرق، قررنا أن نركز على علم النفس والأخطاء التربوية التي تمنع أطفالنا من أن يصبحوا أثرياء.
الخطأ التربوي رقم (1): البرمجة على النجاح
في أغلب الأحيان، يتجاهل الأهالي جزءً مهماً من التواصل: الإشارات التي نرسلها لأطفالنا على هيئة كلمات وأفعال. هذه الإشارت تبرمج الطفل لسنوات قادمة. إليكم بعض الأمثلة على الأفكار النمطية الموجودة في عقول الناس والمشاعر التي تؤثر على مستقبلهم.
“لا تكن سليماً ومعافى” إحدى السيدات عُرض عليها ترقية ولكنها كانت مريضة ولم تذهب إلى العمل، فأخذ المنصب شخص آخر. تبيّن أن والديها أوكلوا لها الكثير من المهام في طفولتها. عندما كانت في المدرسة الابتدائية، أصبح لها أخت صغيرة تحوّل كل اهتمام والديها إليها. وكأخت كبيرة، كان يتوجب عليها رعاية أختها الصغيرة، فأدركت أن الطريقة الوحيدة لشد انتباه والديها هي بالبقاء مريضة. وعندما كبرت، ظلت تختبيء في المرض خوفاً من تحمل المسؤولية.
“لا ترتكب الأخطاء” أحد الرجال كان طالباً جيداً، لكن عمله لم يكن ناجحاً جداً، فقد أمضى 7 سنين يمارس نفس المهنة. اتضح أنه لم يتلقى المديح والتشجيع على نجاحاته وهو طالب، ولكن تم انتقاده على الفشل. حاول تجنب الأخطاء بشتى الطرق المحتملة، لذلك كان بطيئاً في أداء المهام، ولم يعبر عن نفسه بشكل كامل أبداً.
“لا تشعر” تقع سيدة في مواقف غير سارة، فقد وجدت مهناً غير مناسبة، وقابلت رجالاً سيئين. اتضح أنه والديها علّماها ألا تثق بحدسها في طفولتها. بعض الأهالي لا يقدّرون أهمية ردود فعل أطفالهم العاطفية، وينكرون ويضحكون على كل ما يقوله الأطفال عن مشاعرهم. وعليه، يكبر الأطفال دون أن تكون لديهم ثقة في مشاعرهم وأحساسيهم.
الخطأ التربوي رقم (2): عبارات مدمرة
في الواقع، توفير المستلزمات لأطفالنا هو مسؤوليتنا. أنت تختار إن كنت ستفعل ذلك أم لا، ولكن لا يمكنك طلب أيّ امتنان خاص من أطفالك مقابل ذلك. انسَ عبارات من قبيل:" لقد فعلنا هذا لك وأنت....."
تحمل مسؤولية ما يمكنك فعله لأطفالك. توفر لهم أكثر مما توفره العائلات الأخرى؟ عظيم، لكن تقبّل حقيقة أنك تفعل هذا بسبب رغبةٍ لديك. الامتنان والاحترام للوالدين لا يعتمدان على مقدار دخل العائلة.
الخطأ التربوي رقم (3): محاولة تنشئة الطالب الأفضل أو البطل
هنالك استراتيجيتان خطيرتان لتربية شخص عصابي:
الأبطال: يصبحون مهووسين وعصابيين حول مركز تركيزهم، ويكبرون في عائلات حقق الوالدان فيها نجاحات معينة يريدون لأطفالهم تحقيق ما يماثلها، أو في عائلات يحلم فيها الأم أو الأب بشيء فشلوا في تحقيقه، ويريدون من أطفالهم تحقيقه. يمضي الأطفال الأبطال وقتهم في التدريب والدراسة، دون إيلاء وقت للحياة. يكون الضغط الواقع عليهم هائلاً، ويعتقدون أن السعادة لا تتأتى إلا بالوصول إلى الهدف.
الطلاب المثاليون: تنشئة طالب مثالي هي استراتيجية شائعة، و لكنها ليست أقل خطراً. في هذه الأيام، يبدأ الوالدان بتعليم أطفالهم كل شي في عمر مبكر. وليس هذا بالأمر الصواب كونه يزيد العبء على عقول الأطفال، ولا يسمح لهم بارتكاب الأخطاء، ولا تكون عواقب ذلك جيدة في الغالب.
لا تفرض جداولاً صارمة على أطفالك فهذا سيؤدي إلى تربية أشخاص غير سعداء وذوي طفولة كئيبة. أعط طفلك بعض الوقت الحر حيث يكون باستطاعته التكاسل وعدم فعل أي شيء مهم كالدراسة. في هذا الوقت يمكنه تأمل السماء والرقص وعيش الحياة، وفيه يولد الإبداع.
الخطأ التربوي رقم (4): الرشوة
هذه الأيام، يدفع بعض الأهالي نقوداً لأطفالهم على درجاتهم الجيدة في المدرسة أو لتنظيف غرفهم أو ما شابه. هذا خطأ. الرشوة ليست الطريقة الأمثل لتربية الاطفال. بالدفع لهم على نجاحاتهم، نحن ندفعهم إلى عدم تقدير نجاحاتهم الحقيقية. العائلة ليست سوقاً، بل علاقات مبنية على الحب والاهتمام.
- أعطهم مصروفاً، هكذا يمكنك أن تظهر لهم أنك تثق في قراراتهم المالية. هذا أحد عناصر الحرية الشخصية.
- يجب أن يكون المبلغ اليومي محدداً. اختر يوماً معيناً تعطي فيه أطفالك كمية معينة من النقود يمكنهم الاعتماد عليها.
- اترك أطفالك ليقرروا كيفية إنفاق المال. يمكن للأهالي إرشاد أطفالهم ولكن القرار النهائي يجب أن يكون بين يديّ الطفل. نعم من الممكن أن يرتكبوا الأخطاء، ولكنها ستكون لتنمية تجاربهم ومعرفتهم الجديدة.
الخطأ التربوي رقم (5): الضغط باستخدام " كلمات الحكمة"
يقول بعض الأهالي أحياناً أشياء مثل " لا ينمو المال على الشجر" أو “عندما كنت في عمرك، كنت...”. سمعنا هذا من أهالينا ونقول ذلك لأطفالنا. بجعل أطفالنا يعتقدون أنه من الصعب كسب المال وأنها مهمة عظيمة، فأنت تجعلهم يطورون خوفاً غير مبرراً من خسارة المال.
لا علاقة لهذه العبارات التي نقولها بحياتنا الواقعية. ناقش كل موقف على حدة. إن لم يكن باستطاعتك شراء شيء ما، ناقش ما يمكنك التوفير فيه للشراء.
الخطأ التربوي رقم (6): أن تكون صديقاً لأطفالك
تقول إحدى الأمهات أن ابنها يناديها باسمها لأنهما صديقان. مصادقة أطفالك موضة جديدة. العائلة نظام له بنية هرمية، ولكل شخص دوره فيها. الأهالي يهتمون ويشترون الملابس ويحبون. الأطفال يطيعون الأهالي ويرتكبون الأخطاء ويراعون الحدود. يستطيع الأهالي ممارسة دورهم فقط لكونهم " أعلى". وفي محاولة مصادقة أطفالهم، يصبحون أقراناً لهم ويخسرون سيطرتهم.
ضع حدوداً واضحة: هكذا يفهم الأطفال ما يمكنهم وما لا يمكنهم فعله.
تعلّم أن تقول لا.
ضع قواعداً لا يمكن لك ولا لأطفالك كسرها. إن أعطيت طفلك حرية زائدة، فسوف يكبر بلا ثقة. من المهم جداً أن تكون واثقاً وأن تشعر بالأمان وأنت تكبر.
الخطأ التربوي رقم (7): خلافات مالية في الأسرة
ماذا يمكن للطفل أن يفهم إن لم يتفق والداه على الأمور المالية؟ يصبح الأطفال مشوشين إن كان الوالد هو من يوفر المال، ثم ينتقد الأم بسبب مشترياتها الغالية.
يجب أن يتفق أعضاء الأسرة الكبار حول كيفية إنفاق النقود على بعض الأشياء. يجب أن تكون الآراء متوافقة على الأقل فيما يتعلق بالمسائل الرئيسية. لا يجب إخفاء الأسرار. إما أن تمنعوا الأشياء، أو تسمحوا بها للجميع.
لا ترسل إشارات مختلطة. تذكر أنك إن قلت شيئاً مشابهاً لـ" يريدون التفاخر، لذلك عملوا الحفلة" أو "شراء سيارة غالية كهذه هو ضرب من الجنون"، سيعتقد الأطفال أنك غير صادق. سيفكر الأطفال: " ألم ترغبي بحفلة كهذه يا أمي؟". قد يشعر الأطفال بالغيرة. كونوا قدوة لأطفالكم، ولا تعلموهم الغيرة من نجاحات الآخرين.
الخطأ التربوي رقم (8): عدم تعليم الأطفال أن يحلموا
بالبقاء مقيدين بقواعد صارمة، يعتاد الأطفال على وجود تحكّم خارجي بهم. أولاً، يستمعون إلى الآخرين في رياض الأطفال، ومن ثم في الفصول المختلفة، وفي المدرسة. يجب عليك أن تعلمهم أن يكونوا مبادرين، وأن من المهم ألا نعيش وفقاً لتوقعات الآخرين، وأن عليهم فعل ما يريدون. عندما تقول لهم عبارات من نوع: "عليك فعل هذا أو يتوجب عليك كذا"، فإنك تقتل حماسهم و إبداعهم.
علّمهم أن يحلموا و ألّا يتبعوا الأوامر. يجب أن يكونوا قادرين على فهم ما يريدون، ولذلك فإنهم يحتاجون إلى دعمك.
أي من هذه الأخطاء قد ارتكبتها بالفعل؟ شاركنا تجربتك في قسم التعليقات في الأسفل.