الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

10 أشياء ننسى كم أننا شاكرون لوجودها في حياتنا

غالباً ما نأخذ وسائل الراحة والكماليات في حياتنا كمسلّمات بديهية، وننسى أن العديد من بني جلدتنا يعيشون بطريقة يستعصي فيها حتى الحصول على مقومات الحياة الأساسية. إن العديد من النعم البسيطة التي نتجاهلها ولا نشكر الله عليها، مثل مياه الشرب النظيفة والمسكن الساتر المريح، تعتبر رفاهية صعبة المنال في مناطق أخرى عديدة من العالم.

إننا نرغب من خلال هذه المقالة في الجانب المشرق، أن نلفت انتباهك إلى هؤلاء الأشخاص الذين قد لا يكونون محظوظين مثلك في كثير من جوانب حياتهم.

1. عائلة عطوفة

ربما شعرت في طفولتك يوماً بالغضب، أو حتى بأنك غير محبوب من طرف عائلتك، عندما كان والداك يحاولان تأديبك أو تعليمك بعض الأخلاق الحميدة. ولكن يجب أن تكون شاكراً لهما على كل الحب والرعاية والجهود الدؤوبة التي بذلاها في سبيل تربيتك لتصبح مواطناً صالحاً ومسؤولاً.

وقبل أن تعتقد أن امتلاك عائلة مُحبة هو حق طبيعي، تذكر أن أكثر من 150 مليون طفل حول العالم هم أيتام، لم يحظوا منذ نعومة أظفارهم بمثل ما حظينا به من حب ورعاية.

2. سكن مريح

مع كل الضغوط المتسارعة في عالم اليوم، ننسى أحياناً أهمية وجود سقف من فوق رؤوسنا، وسرير دافئ يسمح لنا بنوم مريح.

لكن هذا الفراش والسقف ثمينين لا ينبغي أن نعتبرهما من الحقوق الطبيعية. فحسب دراسة أجرتها جامعة ييل، يضطر أكثر من 150 مليون شخص لقضاء لياليهم ملتحفين السماء. وبينما يفتقر 1.6 مليار شخص في جميع أنحاء العالم إلى السكن اللائق، تشير التقديرات إلى أن مشكلة التشرد ستزداد تفاقماً في المستقبل.

3. كهرباء ومياه صالحة للشرب

بالنسبة للكثيرين منا، قد يكون الحصول على مياه للشرب أمراً بسيطاً كشربة ماء. وبسبب هذا الشعور الخادع، لا نلقي أي بال لكمية المياه التي نهدرها كل يوم. وينطبق الشيء نفسه على الكهرباء وخدمات الإنترنت. لقد أصبحت هذه الأمور من أساسيات حياتنا، ومن الصعب تخيل أنها لم تكن متوفرة في الماضي.

إن واحداً من كل 3 أشخاص على كوكب الأرض، لا يستطيع الحصول على مياه صالحة للشرب. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2025، سيعيش نصف سكان العالم في مناطق تعاني من الفقر المائي. أما مسألة الطاقة الحديثة فليست أفضل حالاً، حيث يعيش واحد من كل 6 أشخاص بدون كهرباء. وهكذا تغدو بعض التصرفات البسيطة مثل استخدام المياه بحرص وإطفاء الأنوار عندما لا نكون في حاجة إليها، واجباً أخلاقياً، من شأنها أن تساهم في تحسين حياتهم بشكل كبير.

4. مياه استحمام ساخنة

يعيش جزء كبير من سكان العالم بدون مياه تكفيهم للحياة اليومية العادية. فبالنسبة لهؤلاء، مازال الحصول على ما يكفي من المياه الصالحة للشرب يشكل تحدياً كبيراً، ناهيك عن امتياز الاستحمام بمياه نظيفة ودافئة.

يتعين على أكثر من 800 مليون من البشر في مناطق مختلفة من المعمورة، التنقل لمسافات بعيدة والوقوف في طوابير لا نهاية لها، لمدة 30 دقيقة على الأقل، للوصول إلى إمدادات المياه، على الرغم من كل الجهود الهائلة التي تبذل من أجل جعلها في متناول الجميع.

5. هواء نقي

لا ينبغي حرمان أي شخص من هواء نقي للتنفس. لكن سباق البشرية نحو التقدم والازدهار يجعل في الواقع هواء الأرض ملوثاً وغير صحي بالمرة. وإذا كانت بعض البلدان قد تمكنت من السيطرة على تلوث الهواء بفضل قوانينها الصارمة، فإن سكان الدول التي تتساهل في هذا الجانب، يضطرون إلى ارتداء الأقنعة في الخارج، واستخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعيش 92 في المائة من سكان العالم في مناطق ذات هواء غير صحي، وهذا التلوث الهوائي مسؤول عن وفاة واحدة من بين كل 8 وفيات تحدث في جميع أنحاء العالم. لهذا السبب، إذا كنت محظوظاً بما يكفي لتكون من بين فئة الـ 8 في المائة ممن لديهم إمكانية استنشاق هواء نقي، فيجب أن تكون شاكراً لله، وتبذل كل ما في وسعك للحفاظ على نقاوته وجودته.

6. تعليم جيد

بينما يعتبر التعليم من الطرق التي يتبعها الناس في جميع أنحاء العالم لتحسين وتطوير أنفسهم، إلا أنه في الواقع ليس في متناول الجميع، والفتيات بشكل خاص. وذلك، على الرغم من أن منظمة اليونيسف تؤكد على أن التعليم أحد أهم مرتكزات عملية تمكين المرأة.

إن أكثر من 72 مليون طفل في سن التعليم الابتدائي، لا يجدون فرصة لولوج المدرسة. كما يوجد أكثر من 750 مليون شخص بالغ غير متعلم في جميع أنحاء العالم، وذلك حسب تقديرات Humanium، وهي منظمة دولية غير حكومية تختص في رعاية الأطفال.

7. الرفقة الحسنة

لدينا جميعاً أصدقاء مقربون، أو هذا ما نعتقده على الأقل، فحتى في هذا الجانب قد تكون قناعاتنا بعيدة عن الحقيقة.

وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو غير معقول، إلا أن إحدى الدراسات خلصت إلى أن واحداً من كل 10 أشخاص في المملكة المتحدة ليس لديه صديق مقرب. كما وجدت أيضاً أن 19 في المائة من الأشخاص لم يشعروا مرة أنهم محبوبون (أو جربوا ذلك الشعور بشكل نادر)، خلال الأسبوعين السابقين لإجراء الدراسة. أما في اليابان، فيعتبر الوضع أكثر خطورة، حيث أكد 35.4 في المائة من الرجال أنهم لا يملكون أصدقاء مقربين على الإطلاق.

8. وقت للترفيه والاستجمام

من منا لا يحب الاستمتاع بوقته؟ ومع ذلك، فإننا غالباً ما ننتظر المناسبات الكبرى لكي نحتفل بها، فيما نتجاهل العديد من المواعيد الصغيرة. ولكن سواء كنت تحتفل بهذه أو تلك، فينبغي أن تشعر بالشكر والامتنان لأنك تستطيع الاستمتاع بوقتك على هذا النحو. فهناك الملايين من الناس حول العالم، لا يملكون حتى حرية الاحتفال.

وحسب البيانات الصادرة عن مؤشر العبودية العالمي، فمازال حتى اليوم أكثر من 45 مليون شخص يعيشون تحت شكل من أشكال الرق، وملايين آخرون يواجهون خطر الوقوع فيه. ووفق تقديرات المؤسسة نفسها، فإن عدد الأشخاص المهددين بالعبودية يتزايد كل عام.

9. ملابس وأحذية

قد يمنحك المشي على الشاطئ بدون حذاء شعوراً منعشاً أو حتى رومانسياً. لكن، تخيل أن عليك القيام بذلك كل يوم وفي درجات حرارة عالية، أو على دروب من الحصى والصخور! هل يبدو لك هذا الأمر ممكناً؟

لا يعدّ الحصول على الملابس والأحذية الجيدة مشكلة بالنسبة للكثيرين منا، ولكنه كذلك وأكثر بالنسبة للقسم الأكبر من سكان العالم الذين يضطرون للعمل بجد من أجل ضمان الضروريات الأساسية في الحياة. ففي أعين هؤلاء، يبدو شراء ملابس جديدة بمثابة حلم. فوفقاً لبيانات البنك الدولي، يعيش حوالي 750 مليون شخص تحت فقر مدقع، يشتغلون بأقل من 1.90 دولار في اليوم.

10. رعاية طبية وحياة صحية

إذا كنت أنت وأفراد أسرتك تتمتعون بصحة جيدة، أو لديكم الفرصة للحصول على رعاية طبية بأسعار معقولة، فيجب أن تعتبر نفسك محظوظاً وتشعر بالامتنان لذلك.

فحسب تقرير مشترك بين البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، فإن نصف سكان العالم على الأقل عاجزون عن ولوج الخدمات الصحية الأساسية. أما بالنسبة للأشخاص المحظوظين الذين يستطيعون تدبر شكل من أشكال الرعاية الصحية، فإن التكاليف باهظة للغاية، تُجبر ما يقارب 100 مليون شخص إلى الاصطفاف على خط الفقر المدقع (الاضطرار إلى البقاء على قيد الحياة بأقل من 1.90 دولار في اليوم).

هل من نعم وامتيازات أخرى في الحياة تراها موجبة للصون والامتنان في رأيك؟ شاركنا أفكارك واجعل كلماتك مشرقة في سماء تعليقات الجانب المشرق!

مصدر صورة المعاينة Depositphotos.com, Pixabay.com
Illustrated by Anastasiya Pavlova من أجل الجانب المُشرق
شارك هذا المقال