الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

6 أسباب تفسّر لماذا أخطأنا في الحكم على ميراندا من فيلم “الشيطان يرتدي برادا”

في الحياة المهنية، يُقال إن هناك رؤساء عمل جيدين وسيئين، مثلما يوجد في الأفلام أبطال وأشرار. ومع ذلك، فإننا غالباً ما نحذف السياق الحقيقي للشخصيات التي تبدو كأنها من الأشرار، ونفشل في التعاطف معها. وهذا هو حال شخصية ميراندا بريستلي.

نعتقد في الجانب المُشرق أن ميراندا لديها أسباب مقنعة وشرعية تدفعها إلى التعامل مع الجميع بتلك الطريقة الصارمة، ونرى أنها تعلّمنا دروساً قيمة طوال الفيلم.

1. كل ما تريده ميراندا هو البحث عن الكمال في الجميع، ولم تكن تحاول أن تكون رئيسة عمل “سيئة”

يمكننا أن نرى بوضوح لماذا لُقّبت ميراندا “بالشيطان” منذ بداية الفيلم، وتحديداً عندما حلّت البطلة آندي بمكتب العمل. ففي اللحظات الأولى، كان الهدوء يعمّ المكان وكانت الأجواء طيبة ومستقرة، وفجأة سادت حالة من الفزع بين جميع الموظفين عندما علموا أن رئيسة العمل ستصل قريباً. وفي هذا الموقف، يمكننا أن نرصد إحدى ميزات ميراندا ورغبتها الأساسية، ألا وهي البحث عن الكمال.

في الواقع، هناك 3 أشكال رئيسية للكمال، والشكل الذي يتجلّى في حالة ميراندا هو الكمال الموجه للآخر. هذا يعني أنها تتوقّع الكمال والتميّز من جميع أفراد فريقها.

2. كان “ميراندا” هو اسمها في رواية لورين ويسبرغر لعام 2003 التي تحمل نفس عنوان الفيلم

لم يتم اختيار اسم “ميراندا” بشكل عشوائي، إذ أن ميراندا بريستلي هي شخصية في رواية لورين ويسبرغر لعام 2003، الشيطان يرتدي برادا. في القصة، تجد بريستلي نفسها في صناعة يسيطر عليها الذكور وفي وضعٍ لا يسمح لها بإظهار ضعفها. وقد ساهمت ظروف العمل القاسية هذه في تشكيل شخصية ميراندا القوية والمتسلّطة، خاصة وأنها كانت مجبرة على إيجاد توازن بين حياتها الشخصية والمهنية.

3. نقلت ميراندا حِكماً ودروساً إلى الجميع طوال الفيلم، وخاصة إلى آندي

دخلت آندي مجال الموضة والأزياء وهي لا تعرف شيئاً عنه تقريباً، لذا فإن العمل مع مديرة تضع الكثير من المتطلبات وتبحث باستمرار عن الكمال يعلّمها العديد من الدروس، أهمّها التميز المهني (نظراً لأن العمل في مجلة رانواي يخلق تحدّيات كبيرة).

تشمل الدروس الأخرى الانتباه إلى التفاصيل وعدم ادخار أي جهد في إنجاز المهام وزيادة القدرة على الصمود إلى أقصى حد. وتتجلى هذه اللحظات التعليمية في عدة مشاهد، منها مشهد اختيار الأحزمة، حيث تلقّن بريستلي آندي درساً حول أهمية التركيز على التفاصيل. لاحقاً، بدأت تطلب منها إنجاز مهام شبه مستحيلة، مثل شراء كتاب لم يُنشر بعد، لتثبت لها أنها قادرة على تحقيق أي شيء تقريباً.

4. استُلهمت شخصيتها من مديرة عمل مرموقة

قالت مؤلفة الكتاب الذي استند إليه الفيلم، لورين ويسبرغر، في مقابلة مع مجلة كوزموبوليتان، إن عملها كمساعدة للمحرّرة آنا وينتور كان من "أهمّ اللحظات في حياتها المهنية"، حيث أتاحت لها التجربة تعلّم العديد من المهارات والتعرف على أبرز الشخصيات في الصناعة.
ولعلّ هذه المعلومة تكشف لنا أن نوايا ميراندا الحقيقية ليست في الواقع تجسيد دور مديرة العمل النموذجية وصعبة المراس، لكن الظهور في حلّة قائدة في بحث دائم عن الكمال، وهذا ليس بالأمر السلبي إطلاقاً.

5. خلف قاع المرأة الحازمة يُوجد شخص متعاطف

ترى ميراندا شيئاً من نفسها وذاتها في آندي. في بداية الفيلم، تدافع آندي عن آرائها وشخصيّتها وتُظهر قدراً كبيراً من احترام الذات. من جهتها، تقدّر بريستلي هذه الميزة في موظفتها، وترى شبهاً كبيراً بينها وبين هذه الشابة غير الخائفة من ترك بصمتها في العالم.

في الواقع، يمكننا رؤية هذا الأمر في مناسبتين. أولاً، نجد أن إميلي، المساعدة الشخصية لميراندا، قد كرّست حياتها ووقتها لإرضاء رئيسة عملها، بالإضافة إلى أنها لا تشكك في أي شيء ودائماً ما تكون منتبهة. ورغم أن هذا يجعلها تقوم بعمل استثنائي، إلا أن ميراندا لا ترى فيها تطلعات أكبر. من ناحية أخرى، تنظر ميراندا بفخر إلى آندي في نهاية الفيلم، وذلك لأنها أصبحت تجيد توظيف العديد من المهارات المهنية التي ستساعدها على تحقيق رغبتها في التميّز في الحياة.

6. منصبها متطلّب للغاية، لذا هي بحاجة إلى أن يعمل الجميع بكامل جهودهم

في النهاية، يمكننا القول إن طبع ميراندا المتزمّت كان ضرورياً لمواكبة الصناعة التي كانت تتنافس فيها مع الذكور، ولو أنها كانت رجلاً، لما كان لها مثل هذا التأثير الكبير كشخصية "شريرة“؛ حتى أنها أشارت إلى ذلك في أحد المشاهد. من ناحية أخرى، قد يكون حبيب آندي هو الشرير الحقيقي في الفيلم لأنه لم يدعمها في رحلتها إلى فرنسا، واختار إنهاء علاقتهما.

للتأكيد على المعايير والتوقعات العالية للأشخاص الناجحين، قال مخرج الفيلم، ديفيد فرانكل في مقابلة مع مجلة فارايتي: “كانت وجهة نظري أننا يجب أن نكون ممتنين للتميز. لماذا يجب أن يكون الأشخاص المتميزون لطفاء؟”

ما هي الشخصيات الأخرى التي تعتقد أنه أسيء فهمها؟ أخبرنا عنها في قسم التعليقات لمعرفة ما إذا كان هناك قرّاء يتفقون معك.

الجانب المُشرق/مثير للفضول/6 أسباب تفسّر لماذا أخطأنا في الحكم على ميراندا من فيلم “الشيطان يرتدي برادا”
شارك هذا المقال