الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

حيوانات من عصرنا الحالي لا تكاد تشبه أقاربها التي عرفت قديماً

لطالما كانت الفوارق بين مختلف الكائنات الحية أمراً يبهرنا ويثير اهتمامنا. ورغم ما تعلّمناه من دروس العلوم ومن بحوثنا الخاصة حول هذا الموضوع، إلا أنه لا يزال يصعب علينا تخيل عالم ما قبل التاريخ، والذي يختلف تماماً عما نعرفه، جنباً إلى جنب مع شكل المخلوقات الغريبة التي سكنته.

قررنا في الجانب المُشرق تقصّي مواصفات بعض الحيوانات الحديثة التي نعرفها جميعاً وتوصلنا إلى استنتاج صادم مفاده أن الحياة البرية لم تكن لطيفة مع البعض منها.

1. الحيتان

لعمالقة المحيط الأقوياء أقارب لا تضاهيها في البنية ولا الشراسة. فجميع الحيتان، بما في ذلك حيتان الأوركا والدلافين، انحدرت من حيوان بحجم القط وشكل الفأر، يحمل اسم "الهيوس الهندي"، الذي كان يأكل النبات ويعيش على اليابسة. وبالتالي، يبدو أن الحيتان ارتبطت بحيوانات أرضية ومخلوقات مائية آكلة للأسماك. والأغرب من ذلك أن الحيتان من أقارب الأبقار وتشترك معها في الكثير من الصفات.

2. الزرافات

يمكن القول إن نمو الزرافات مشابه لتحوّل كائنات البوكيمون، حيث أن كل مرحلة تبدو مختلفة بشكل كبير عن الأخرى، مع الحفاظ على بعض أوجه التشابه الأساسية. في الواقع، كان “جد” الزرافات، المُسمى بروليبيثاريوم (Prolibytherium)، حيواناً يبلغ طوله 1.80 متراً ويشبه الغزلان إلى حد كبير. كذلك، يمتلك كل من الذكور والإناث قروناً غريبة تماماً، فكانت تشبه لوحات عريضة على شكل أوراق للذكور، بينما كانت رفيعة وطبيعية أكثر بالنسبة للإناث.

3. أفراس النهر

كان الأندروساركوس هو أكبر حيوان مفترس جاب الأرض، حيث أن طول رأسه فقط بلغ حوالي المتر، ونصفه عبارة عن أنف وفكين بهما أسنان كبيرة. قد نتخيل مثل هذا الحيوان الآكل للحوم سلفاً للذئاب أو الضباع، لكن الحقيقة هي أن الأندروساركوس وفرس النهر تجمعهما علاقة أسرية وثيقة. حتى أن الحيوانين يشتركان في ضخامة وحدّة أسنانهما.

4. الكسلان

يبدو أن الظروف أخرجت الكسلان من نعمة وجعله حيواناً شجرياً بطيئاً للغاية، يقضي معظم حياته نائماً. إنه ضعيف لدرجة تجعلنا نستغرب من عدم انقراضه كجنس حيواني. أما في سابق الزمان، فكان سلفه المعروف باسم "البهضم"، حيواناً ذا قوة كاسحة، قادراً على قتال دببة الكهوف والماموث والإطاحة بهم. كذلك، كان البهضم ضخماً مثل فيلة اليوم ويمكن أن يزن أكثر من 4 أطنان.

5. آكل النمل الحرشفي

قد نعتقد أن حيوان الهاينودون (Hyaenodon) له علاقة بحيوان الضبع (hyenas) وذلك لتقارب اسميهما باللغة الانجليزية، ولكن ليس بين الحيوانين أي صلة قرابة. وعلى الرغم من مظهره الشبيه بالكلاب وأسنانه الكبيرة وعاداته الغذائية المرتكزة على اللحوم، إلا أنه ليس من عائلة الكلاب أيضاً. بدلاً من ذلك، فإن أقرب أقربائه الحديث هو آكل النمل الحرشفي، ألطف الحيوانات في العالم. ليس من الواضح متى وكيف تحولت هذه الحيوانات المفترسة الكبيرة ذات الأربع أرجل إلى كائنات صغيرة ذات غطاء جسم قشري وآكلة للنمل والحشرات الأخرى.

6. الخنازير

تتميّز الخنازير الحديثة والخنازير البرية بذكائها وقوتها وضخامتها وسرعتها، لذا يبدو أن تطوّرها كان ناجحاً. ومع ذلك، كانت الخنازير في السابق أكبر بكثير وأكثر قوة وذات مظهر مخيف. فبدلاً من الأنياب الخارجية، كان لديها أنياب داخلية كبيرة. وتماماً مثل الخنازير الحديثة، كان سلفها الإنتيلودونت (Entelodon) من الحيوانات آكلة اللحوم، ولكن نظراً لأنه يتمتع بقدرات هجومية كافية لإسقاط الفريسة بسهولة، فقد فضّل العيش كحيوان مفترس يقوم بالصيد في مجموعات. ولا عجب أنه حصل على لقب “خنزير الجحيم”.

7. الخيول

غالباً ما تُمدح الخيول لهيبتها ونبلها وسرعتها، لذا ستُذهلون لمعرفة أن “حصان” ما قبل التاريخ، المعروف باسم البرونتوثيريات (Brontotheriidae)، كان أقرب إلى حيوان وحيد القرن. لقد كان ضخماً وبطيئاً، ويتمتع بأرجل قصيرة نسبياً وقرنين غريبيْ الشكل.

8. الأرماديللو أو المُدرّع

لم يكن تأقلم هذا الحيوان جذرياً مثل بعض التحولات الأخرى في القائمة، وكان يعتمد في الغالب على الحجم فقط. كان سلف المدرع الحديث، أخدودي الأسنان (Glyptodon)، بالحجم نفسه تقريباً ووزنه يعادل وزن سيارة فولكس فاغن بيتل.

9. الكلاب والدببة

من المثير للدهشة أن الكلاب والدببة لها سلف مشترك لا يشبه أياً منها. كان السينوديكتيس حيواناً قصير القامة، يبلغ طوله حوالي 70 سنتيمتراً ويزن حوالي 5 كيلوغرامات. حتى أن صفاته هذه تجعله يبدو مثل القط أو الدلق. ومع ذلك، يعتقد علماء الآثار أن هذا الحيوان كلن يتصرف مثل الكلاب، فيعيش في مجموعات ويطارد فريسة صغيرة ذات فرو في السهول.

10. وحيد القرن

رغم أن القرون الضخمة هي أكثر ما يميز وحيد القرن إلا أن أسلافه كانوا بلا قرون تماماً. في الوقت نفسه، كان الإندريكوثيريوم أكبر حيوان ثديي وُجد على الأرض، متغلباً بذلك على الفيلة. فقد كان طوله حوالي 7.4 متراً ووزنه ما بين 15 و20 طناً.

كحقيقة ممتعة، كانت المركبات القتالية من أفلام حرب النجوم Star Wars مستوحاة بشكل كبير من الباراسيراثيريم، أحد أقارب إنديكوثيريوم.

11. الطيور

على الرغم من تجسيد الديناصورات كزواحف ذات جلد متقشر في الأفلام، فإن معظمها أقرب بكثير إلى الطيور من السحالي. في الواقع، يمكن القول إن جميع الطيور الحديثة منحدرة من الديناصورات، ولكن العكس غير صحيح تماماً، حيث لم تكن كل الديناصورات طيوراً، فقط مجموعة تسمى ثيروبودات، والتي تضمنت ديناصور تي ركس الشهير وتافيلوسيرابتور، وجميع الديناصورات الأخرى التي تأكل اللحوم. بعد كل شيء، فإن الطيور “الجارحة” تتّسم بهذه الصفة لسبب وجيه.

مكافأة إضافية: حيوانات لم تتغيّر قطّ - أسماك القرش

  • “نموذج بالحجم الطبيعي لميغالودون معلق في متحف سميثسونيان للتاريخ الطبيعي” © kcox1980 / reddit
مصدر صورة المعاينة Depositphotos.com, Walking with Beasts / BBC
الجانب المُشرق/مثير للفضول/حيوانات من عصرنا الحالي لا تكاد تشبه أقاربها التي عرفت قديماً
شارك هذا المقال