جيل ألفا: مواليد 2010 يتميزون بذكاء فريد من نوعه سيغير العالم
ما إن بدأنا الاعتياد على الجيل الذي أطلق عليه لقب (زد) حتى ظهر جيل جديد! نحن نتحدث عن مواليد عام 2010، والذين يحملون اسم الجيل ألفا (أ)، أو الجيل A. ويشير هذا الاسم إلى أن قائمة الأجيال القديمة قد انتهت، وبدأت البشرية قائمة أبجدية جديدة.
يتمتع مواليد هذا الجيل بذكاء فريد لدرجة أن خبراء علم السكان (الديموغرافيا) لا يعرفون ما سيؤول إليه الجيل ألفا وفائدته للبشرية، خاصة أنه قد ينمو بالموازاة مع طفرة في الذكاء الاصطناعي. ربما لا يزال من المبكر القفز إلى أي استنتاجات بخصوص مستقبل هذا الجيل، لكننا سنحاول فهم طبيعته في هذا المقال.
شعرنا، في الجانب المُشرق، بفضول شديد لمعرفة السمات الفريدة لأطفال الجيل ألفا. وبعد مراجعة كم هائل من المعلومات، أدركنا أن هذا الجيل قد يكون الأغرب في تاريخ البشرية جمعاء.
1. يقدر الجيل ألفا اللمسة الشخصية والنهج الفردي
لكل جيل سماته وميزاته الفريدة. وعلى هذا المنوال، يعتقد خبراء علم السكان أن جيل الألفية يتميز بهوسه بالتعبير عن نفسه، والجيل زد بتركيزه على التسامح والتعايش. لكن بالنسبة للجيل ألفا، فإن مواليد هذا الجيل يستخدمون الأجهزة الذكية بكافة أشكالها منذ نعومة أظفارهم. ونتيجة لذلك، فقد تعلموا كيفية استخدام اليوتيوب قبل تعلم القراءة والكتابة. لذا، لا عجب أن هؤلاء الأطفال تعلموا اختيار ما يشاهدونه على الإنترنت وكيفية مشاهدته. ولهذا السبب، يعلّقون أهمية خاصة على جانبي حرية الاختيار وإضفاء اللمسة الشخصية. يستوعب أفراد هذا الجيل الجديد حقيقة امتلاكهم حساباتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستطيعون تشكيل موجزات هذه الحسابات بناءً على تفضيلاتهم الشخصية. كما اعتاد أفراد هذا الجيل على وجود خوارزمية ذكية يمكنها إنشاء قائمة رسوم متحركة وأغاني تستند على ما شاهدوه وسمعوه في السابق.
وبالإضافة إلى ذلك، ضع في الحسبان حقيقة معرفة 90% من الأطفال المعاصرين كيفية استخدام الأجهزة اللوحية بعمر الثانية، وامتلاك 1 من كل 5 أطفال أجهزته الخاصة بعمر الثالثة. ونتيجة لذلك، نحن واثقون من أن الجيل ألفا سيكبر ويعيش في مجتمع فريد يكيّف كل محيطه وفقاً لاحتياجات أفراده.
2. لا يفرقون بين العالم الواقعي والواقع الافتراضي
يرى مواليد العصر الرقمي العالمين الافتراضي والواقعي كالشيء نفسه تقريباً. يمكنهم الانتقال بسهولة بين هذين العالمين لأنهم معتادون على حقيقة تشابه الصورة على الشاشة بما يرونه في عالمهم الواقعي. وفي الوقت الحالي، لا يرى الأطفال فرقاً كبيراً في تعلم المعلومات الجديدة في العالم الواقعي أو عبر شاشة جهاز ذكي. والواقع الافتراضي لا يقل أهمية عن العالم الواقعي في نظرهم. لذا، لا يعير أفراد الجيل ألفا اهتماماً كبيراً بشأن مظهرهم على الشاشة.
يمتلك العديد من الأطفال المعاصرين مدونات فيديو خاصة بهم منذ مرحلة الطفولة المبكرة، ويشاركون من خلالها يومياتهم مع المتابعين حول العالم. وتتسم مدونات هؤلاء الأطفال بالشفافية، فهم ينقلون حياتهم كما هي دون أي إضافات أو تحسينات. يقوم المدون Pat04Chek بنشر مقاطع فيديو عن حياته، ويشارك يومياته مع متابعيه. ويهتم أطفال هذا الجيل بمشاركة مشاعرهم الإبجابية والسلبية على حد سواء. ولا يقتصرون في مشاركتها مع أهلهم وأصحابهم فقط، بل حتى مع الأغراب الذين لا يعرفونهم.
3. يملكون علاقة أفضل مع والديهم
يحظى مفهوم “الأبوة الواعية” بشعبية كبيرة هذه الأيام. ويدور هذا المفهوم حول شعور الوالدين بمسؤولية كبيرة تجاه حياة أبنائهم، ومحاولة قضاء أكبر وقت ممكن معهم. وبحسب معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، فإن الآباء والأمهات المعاصرين يقضون حوالي 3 أضعاف الوقت مع أطفالهم مقارنةً بحقبة السبعينيات. ويحاولون محاورة أطفالهم بشكل مطول عند التواصل معهم. ولأن أطفال هذا الجيل على إلمام أكبر بالتقنية الحديثة، فإن آباءهم وأمهاتهم يستمعون إلى نصائحهم. وهذا يؤثر بشكل إيجابي كبير على علاقتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يتقاسم الجيل ألفا الكثير من الأمور المشتركة مع أهاليهم لتشابه تفضيلاتهم. قد يلعبون معاً ألعاب فيديو على الإنترنت، أو ينشئون مدونات رقمية معاً. ولا يمانع الآباء والأمهات الشباب من الاعتراف بأنهم أقل ثقافة من أطفالهم في بعض المجالات. وهذا يزيد من المساواة بين الكبار والصغار، بحيث لا يخضع الصغار لسيطرة الكبار وهيمنتهم. وتظهر الأبحاث أن عادة العمل الجماعي تزيد من قوة الروابط العائلية.
4. لديهم معايير أخلاقية عالية ويمكنهم كشف الخداع بسهولة
يقدّر الجيل ألفا شفافية العالم وخلوه من الأسرار والخداع. والسمعة في غاية الأهمية لهذا الجيل. إن كذب شخص مهم لهم أو لم يكن منفتحاً بما يكفي، فسيشعرون بذلك ويواجهون صعوبة في مسامحة هذا الخطأ. كل شيء مفتوح في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يمكن الاختباء خلف أي قناع، لأنه عاجلاً أو آجلاً، ستُكشف كل الأسرار. بل إن بعض المدارس تقدم دروساً خاصة حول كيفية تمييز الحقائق عن الأكاذيب.
كما يتمتع أطفال الجيل الحالي بمعايير أخلاقية عالية. منذ نعومة أظفارهم، يتعلم هؤلاء الأطفال أهمية الاعتناء بالبيئة، وحماية الحيوانات من الانقراض، وإعادة تدوير النفايات، وأساسيات الاستهلاك الواعي. ويحاولون الامتثال لهذه المعايير العالية، والتأكد من اتباع الجميع لها.
5. لا يستطيعون التركيز على شيء واحد لفترة طويلة
يعاني هذا الجيل الصغير من مشكلات خطيرة في التركيز الطويل الأمد. يستهلك هؤلاء الأطفال المعلومات لحوالي 10 ساعات كل يوم، لذا، يضطر دماغهم لفعل أي شيء لأخذ قسط من الراحة. وفي عالمهم، تستبدل الصور بالنصوص. ويبلغ متوسط وقت تركيزهم على المنشور الواحد ثانية واحدة فقط. في المقابل، يستطيع الجيل زد التركيز لحوالي 8 ثوانٍ.
في الوقت الحالي، تكفي الشخص ثانية واحدة لاستيعاب ما يثير اهتمامه أو العكس. لهذا السبب، يمتلك أفراد الجيل ألفا تفكيراً نقدياً في غاية التطور: فليس لديهم وقت لهدره على أمور تافهة أو غير مثيرة للاهتمام.
6. لن يحصل حوالي 40% من أطفال هذا الجيل على شهادة جامعية
تشير بعض التوقعات إلى أنه، بحلول عام 2030، ستختفي 67 مهنة. ستظهر مهن جديدة، لكن حتى هذه اللحظة، لا أحد يعرف هذه المهن. يتغير عالمنا بسرعة هائلة لدرجة أن لا أحد يعرف المهارات المطلوبة في السوق والتي سيحتاج إلى تعلمها للحصول على وظيفة. وهناك احتمال كبير بأن أفراد الجيل ألفا سيضطرون إلى استخدام حدسهم لتخمين المهارات التي سيحتاجونها للنجاح في مستقبلهم المهني. وفي ظل هذه الظروف، فإن قضاء 5 سنوات للحصول على شهادة جامعية، والتي من المحتمل أن تكون عديمة الفائدة، هي فكرة غريبة وغير مستحسنة. سيضطر الجيل الجديد إلى اكتساب مهارات جديدة وتغيير وظائفهم بسرعة كبيرة، لأن دخلهم سيعتمد على استيعابهم للوضع الراهن وتكيفهم مع الظروف. وبحسب توقع بعض الخبراء، فإن أطفال الجيل ألفا سيغيرون 5 مجالات مهنية و 20 جهة عمل خلال حياتهم. وسيتميز الجيل الجديد بذكاء أعلى بفضل التعليم الذاتي.
بالإضافة إلى ذلك، ستتزايد شعبية الوظائف عن بعد. في الوقت الحالي، يعمل ثلث الموظفين الأمريكيين لحسابهم الخاص. لكن بحلول عام 2025، تشير توقعات بعض الخبراء إلى أن 50% من الموظفين في الغرب لن يعملوا لشركة واحدة فقط.
7. سيعيش الجيل ألفا حياة طويلة قد يصل متوسطها إلى 100 عام
بفضل تطور الطب الحديث بسرعة هائلة، إلى جانب تحسن نوعية الحياة بشكل سنوي، قد يتمكن الأطفال المعاصرون من العيش حتى 100 عام، أو لعمر أطول. وكمثال على ذلك، تشير بيانات العلماء في معهد ماكس بلانك للبحوث الديموغرافية إلى أن فتاة واحدة من بين كل ثلاث فتيات وُلدن في ألمانيا في عام 2019 من الوارد أن تحتفل بعيد ميلادها المائة.
وبصورة عامة، يُعتقد أن الأطفال المولودين في دول متقدمة سيتمتعون بأفضل صحة وأطول عمر. لهذا السبب، من المهم بمكان غرس تقدير الصحة الجيدة في أبكر سن ممكنة.
8. سيتوجب عليهم تطوير ذكائهم العاطفي
في الوقت الحاضر، يتزايد حديث العلماء حول الذكاء الاصطناعي، الذي يتطور بسرعة كبيرة. وهناك احتمال كبير بأننا سنضطر إلى التنافس معه. والطريقة الوحيدة لمنافسة الروبوتات هي تطوير الذكاء العاطفي (EI) لأن الآلات لا تستطيع الوصول إليه. يشمل الذكاء العاطفي عدداً من المهارات التي تساعدنا على فهم مشاعر الآخرين ونواياهم، إلى جانب التحكم في مشاعرنا الخاصة لحل المهام العملية.
العديد من أصحاب العمل مقتنعون بأن بناء حياة مهنية ناجحة يتطلب امتلاك 3 مهارات رئيسية: القدرة على التكيف، وإيجاد المعلومات ومعالجتها، والتواصل مع أي شخص. وهذا السبب وراء أهمية الذكاء العاطفي. وحتى تنضم إلى فريق إيلون ماسك الحالي، عليك أن تخوص لعبة خاصة على الإنترنت يقوم فيها الذكاء الاصطناعي بابتكار مهام متنوعة. على سبيل المثال، يطلب من اللاعب معرفة المشاعر التي يمر بها الشخص في الصورة. وبعد الانتهاء من اللعبة، يتم تحليل النتائج وإرسالها إلى صاحب العمل.
9. سيكونون العجلة الدافعة للتقدم البشري
يتفق الخبراء الرائدون في علم السكان على أن أطفال الجيل الحالي هم من سينشر المهمة الإنسانية ويدفع عجلة التقدم. الجيل ألفا أكثر استقراراً وأقل عدوانية من أسلافه. وأفراده ضد أي نوع من الرسميات. وفي الواقع، يميل كل جيل جديد إلى التحرر من كل الصور النمطية بشكل أكبر من الجيل السابق له. إلى جانب ذلك، سيكون الجيل ألفا واسع الاطلاع والثقافة لأنه سيبدأ سلك التعليم في سن مبكرة للغاية وسيواصله طوال حياته.
وأخيراً، بفضل تقنية الإنترنت المتطورة، سيتم القضاء على كل الحدود الممكنة، السياسية والثقافية. وبفضل ذلك، سيركز الجيل ألفا على بناء عالم شامل أكثر مرونة، يحمل على عاتقه مسؤولية اجتماعية أكبر. وسيولي الناس اهتماماً أكبر بالمشكلات المهمة مثل الإرهاب، والبيئة، واستنفاد الموارد.
هل تملك أي خبرة في التواصل مع أطفال الجيل ألفا؟ برأيك، ما مدى اختلافهم عن الأجيال السابقة؟ أخبرنا في قسم التعليقات!