كيف تغير الحمل والولادة في كل جيل من أفراد العائلة الملكية؟
تحافظ العائلات الملكية في الغالب على التقاليد وأساليب الاحتفال القديمة. ومع ذلك، هناك بعض التغييرات في المجتمع التي، حتى أفراد العائلة الملكية، لا يمكنهم الصمود أمامها. الشيء نفسه ينطبق على الولادة والأمومة.
انبهرنا في الجانب المُشرق ببعض الحقائق التاريخية الغريبة المتعلقة بهذا الموضوع، دعونا نلقي نظرة إذاً على الأمومة في كل جيل من العائلة الملكية.
جرت العادة أن تحدث الولادات الملكية في المنزل دون الكثير من الخصوصية للأم
كانت الملكة فيكتوريا أول من طلب مسكنات للألم.
كان التخدير أثناء الولادة أمراً محظوراً حتى طلبت الملكة فيكتوريا من طبيبها تناول الكلوروفورم (مادة مخدرة) أثناء ولادتها الثامنة، في سنة 1853. انصدم الناس في ذلك الوقت بهذا الأمر بسبب الاعتقاد السائد بأن المسكنات غير ضرورية بل وحتى “خطيرة”.
فتح العصر الفيكتوري أيضاً مجرى آخر، وهو مفهوم حديث للطفولة باعتبارها “وقتاً ثميناً للأطفال والآباء”. وبدأت تظهر الكتب والدمى والألعاب المصممة خصيصاً للأطفال، وتم اعتماد التعليم الابتدائي الإلزامي.
ولدت الملكة إليزابيث الثانية في منزل جدها
دعت الملكة إليزابيث الثانية زوجها لحضور الولادة
مع انتشار أدوات الاتصال الحديثة في أيامنا هذه، أصبح من الممكن بسهولة مشاهدة صور حمل سيدات العائلة الملكية، ولكن لم يكن هذا هو الحال مع الملكة إليزابيث الثانية. عندما كانت حاملاً في سنة 1948، أصدر قصر باكنغهام بياناً جاء فيه أن “صاحبة السمو الملكي الأميرة إليزابيث لن تقوم بأي لقاءات عامة بعد نهاية يونيو”. مع الأخذ في الاعتبار أن الأمير تشارلز قد ولد بعد 5 أشهر، فمن المحتمل أن يكون هذا بمثابة إعلان حمل سري. لم تكن هناك صور عامة بعد الولادة مباشرة، مثل الصور الشهيرة التي يتم التقاطها على درج المستشفى.
احترمت الملكة إليزابيث الثانية هذا التقليد وأنجبت في المنزل طوال فترات حملها الأربع، ولكن بفارق واحد كبير مقارنة بالماضي. كان زوجها، الأمير فيليب، أول أب من العائلة الملكية يكون حاضراً عند ولادة طفله. شهد ولادة طفله الرابع في سنة 1964 بدعوة من زوجته الملكة إليزابيث الثانية. يزعم أن الملكة أرادت التأكيد على أهمية دور الرجل كوالد وإظهار أنه يجب على الآباء المشاركة في تربية الأطفال من البداية.
في ذلك الوقت، كان من الشائع تربية أطفال العائلة الملكية من قبل الخادمات والمربيات والأسرة الواسعة. نشأ الأمير تشارلز مقرباً من جدته، بينما ذهب والداه، الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب، في جولات حول العالم أبقتهما بعيداً لأسابيع وشهور في بعض الأحيان. من ناحية أخرى، قام تشارلز وديانا بتغيير هذا التقليد وغالباً ما اصطحبا أبناءهما معهما في جولاتهما الملكية.
كانت الأميرة ديانا أول من أنجبت في المستشفى
كانت أوائل الثمانينيات هي الفترة التي لوحظت فيها العديد من التغييرات في التقاليد الملكية. على سبيل المثال، تم الإعلان عن حمل الملكة إليزابيث بشكل أكثر تكتماً، بالقول إنها “لن تقوم بأي ارتباطات عامة أخرى”. من ناحية أخرى، تحدثت الأميرة ديانا بسعادة مع المراسلين حول حملها. تخلت أيضاً عن طريقة الولادة التقليدية في المنزل واختارت الولادة في المستشفى. علاوة على ذلك، كانت الأميرة ديانا أول سيدة من العائلة الملكية تناقش علناً مشكلات الصحة العقلية بعد الولادة، والتي كانت مفاجأة كبيرة في ذلك الوقت.
ألغت كيت ميدلتون كل المناسبات العامة
وكما قال المؤرخ الملكي روبرت ليسي: “عندما ولد تشارلز، كان الأمير فيليب يلعب لعبة الاسكواش هنا في القصر. وعندما ولد الأمير ويليام، غادر الأمير تشارلز للعب البولو. أعتقد أننا نرى أول ولادة ملكية حيث يكون الأب نفسه موجوداً عند الولادة ويرى طفله الجديد يأتي إلى العالم”.
أنجبت دوقة كامبريدج في المستشفى نفسه التي ولدت فيه الأميرة ديانا. يشتهر هذا المستشفى بجناح الولادة (ليندو Lindo) المعتمد من قبل العائلة الملكية حيث أنجبت عدد من نساء العائلة الملكية به. تقليدياً، يتم تقديم الأطفال حديثي الولادة من العائلة الملكية إلى حشد من المصورين ومحبي العائلة الملكية والمتفرجين الفضوليين عند مغادرتهم المستشفى.
على الرغم من أن كيت اتبعت هذا التقليد، فقد اعترفت بأن اهتمام الجماهير بعد الولادة كان “مخيفاً بعض الشيء”. على غرار حماتها الراحلة، تكرس ميدلتون جهودها لزيادة الوعي باكتئاب ما بعد الولادة، وإثبات أنه شيء يمكن أن يحدث لأي امرأة.
لكن التغيير الأكثر أهمية حدث في سنة 2013، وهو العام الذي ولد فيه الأمير جورج. وفقاً لقانون الخلافة الجديد، لم يعد الورثة الذكور الأصغر من أخواتهم يتمتعون بميزة تولي العرش.
ما نوع التغييرات التي تعتقد أننا سنراها في الجيل القادم من أمهات العائلة الملكية؟ لنتحدث عن ذلك في التعليقات.