الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

تعرّف على شلل النوم وكل ما له علاقة به وبمسبباته

تستيقظ في منتصف الليل محاولاً التحرك، لكن جسمك لا يستجيب لأوامرك. تعتقد أنك ما زلت تحلم، لكن من الواضح أنك مدرك تماماً لما حولك، فتحاول طلب المساعدة، ولكنك تعجز عن إصدار صوت. لذلك تستلقي هناك على سريرك، كغريب في جسدك!

تهانينا، لقد تعرضت لنوبة من شلل النوم. وعلى الرغم من كونها ظاهرة لم يسمع بها معظم الناس، إلا أن ما يصل إلى 7.6% من الناس يعانون من هذه الحالة مرة على الأقل في حياتهم، حتى لو لم يتذكروا حدوثها لاحقاً.

بحث الجانب المشرق عن هذه الحالة وتوصل لبعض المعلومات، وها نحن نشارك معكم ما وجدناه.

تعريف شلل النوم

شلل النوم هو حالة يكون فيها الشخص واعياً، ولكنه غير قادر على الحركة أو الكلام. يحدث هذا عادة خلال الانتقال من النوم إلى اليقظة أو العكس. في هذه الحالة، يعاني الإنسان من شعور بالشلل والثقل، وكأن شخصاً ما أو شيئاً ثقيلاً يقبع عليه. وعادة ما تكون الحالة مصحوبة بالهلوسة، مما يجعل الموقف أكثر ترويعاً.

فقدان السيطرة على جسمك

مهما حاولت بأقصى ما يمكنك، إن كنت في نوبة من شلل النوم، فليس هناك ما يمكنك فعله لإيقاظ جسمك. يستطيع بعض الأشخاص أحياناً تحريك أصابع أيديهم أو أقدامهم، مما يحفز استيقاظهم في النهاية. كثيراً ما يصف الناس الحالة بأنها تجربة شبيهة بالـ"خروج من الجسم"، وقد يستمر شلل النوم من بضع ثوان إلى عدة دقائق.

مرتبطة بالهلاوس والكوابيس

تشمل الأعراض الرئيسية لشلل النوم الهلوسة والكوابيس. ومع ذلك، فهذه الأحلام تختلف تماماً عن تلك التي تراها عند النوم. في الواقع، تحدث هذه “الهلوسة” عندما يكون دماغك متنبهاً وكامل اليقظة، وهذا ما يجعل الوضع مقلقاً أكثر لك.

عند الإصابة بشلل النوم، يميل الناس إلى رؤية شخصيات غامضة وسماع أصوات مخيفة. وفي بعض الأحيان، قد ينتاب المرء شعور بالسحب من السرير أو الطيران، أو اهتزازات تسري في جسمه. وحينها يبدأ شعور اليأس بالسيطرة عليه، ويفقد السيطرة على جسمه، ويبدأ في الهلع. ولا عجب أن الإنسان سيعاني من شعور إضافي بالقلق عندما يعجز عن الصراخ أو الحركة.

الحالة أقدم مما تظن

يبدو أن الناس لاحظوا شلل النوم في العصور القديمة. هناك العديد من القصص والأساطير من جميع أنحاء العالم التي تصف حوادث شبيهة بهذه الحالة، لكن الناس فسّروها على أنها نوع من الاستحواذ الشيطاني أو حتى اختطاف من قبل فضائيين.

من الأمثلة المهمة المتعلقة بشلل النوم لوحة من عصر النهضة للفنان السويسري هنري فوسيلي، ويظهر فيها شيطان يجلس على صدر امرأة متأثرة بشلل النوم، وذلك للترميز إلى الضغط الشديد.

سبب الحدوث

عندما ننام، يدخل جسمنا ويخرج من مرحلة نوم حركة العين السريعة REM. يرسل الدماغ أمراً إلى العضلات بالاسترخاء، لندخل بعدها حالة من الارتخاء العام الذي يـحد من تحركاتنا الجسدية، حتى لا نتصرف تبعاً لما نراه في أحلامنا. يحدث شلل النوم عندما يواجه الجسم مشكلة في إجراء هذا الانتقال. نكون مستيقظين، لكن عضلاتنا تفشل في الخروج من مرحلة الارتخاء النومي.

هناك بعض التفسيرات المحتملة لحدوث الهلوسة. أحدها يفيد بأن الجزء المسؤول عن الخوف والعواطف من الدماغ يكون نشطاً في فترة حركة العين السريعة، ويعمل هذا الجزء حينها رغم عدم وجود ما يوحي بالخطر حولنا. لذلك فإن الدماغ يصنع وهم وجود ظلال وأصوات مخيفة تستدعي هذا الشعور.

عوامل قد تقود إلى شلل النوم

شلل النوم حدث طبيعي في مجمله. يمكن أن يحدث لأي شخص، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الحالة الصحية. لكن العلماء حددوا بعض الظروف التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة به، ومن بينها:

قلة النوم: وهذا يشمل أنماط النوم غير المنتظمة واضطرابات النوم المختلفة، من قبيل الأرق ومرض النوم القهري أو الحرمان من النوم. كما لوحظ أن شلل النوم شائع لدى العاملين في المناوبات أو الورديّات.

النوم في وضعية الاستلقاء: من المثير للدهشة أن النوم على ظهرك عامل بارز في الإصابة بشلل النوم، وذلك يرجع إلى أنه يزيد الضغط على الرئتين والمجاري الهوائية.

الجينات: نعم، من الممكن لشلل النوم أن يكون موروثاً.

المشاكل العقلية: العلاقة بين شلل النوم والصحة العقلية لا تزال غير مستكشفة، لكن الإحصائيات تظهر أن من يعانون من الصدمة، واضطراب ما بعد الصدمة، وأسباب القلق الأخرى، يميلون إلى الإصابة بشلل النوم.

كيفية التعامل معه

لا أحد ينكر أن شلل النوم تجربة مزعجة وغير سارة، لكنه لا يحمل أيّ خطر حقيقي، ولا يتسبب بأيّ ضرر للجسم. وبقدر ما قد يبدو الأمر مزعجاً، لا يوجد حتى الآن علاج لهذه المشكلة. بشكل عام، يوصي الأطباء باتباع عادات نوم صحية. على سبيل المثال:

• الخلود للنوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم

• تجنب الكافيين قبل النوم

• تجنب النوم على الظهر أو المعدة

• ابقاء الأجهزة الإلكترونية خارج غرفة النوم

ولكن الشيء الأكثر أهمية هو أن تظل هادئاً وأن تترك النوبة تنتهي من تلقاء نفسها في حال حدثت. الهدوء وعدم الهلع هما المفتاح!

ما هي طريقتك في التعامل مع قلة النوم؟ وإذا كنت قد عانيت من أي وقت مضى من اضطراب في النوم، شارك قصتك معنا!

شارك هذا المقال