الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

لماذا ننام؟ (وبعض الحقائق الأخرى عن الأحلام)

يقضي معظم الناس حوالي ثلث حياتهم في النوم، أو محاولة النوم. وفقاً للخبراء، عندما ننام فإننا نمر بمراحل مختلفة ولا تشتمل جميعها على الأحلام. لكن هذا يثير تساؤلات من نوع “لماذا ننام ولماذا نحلم؟”. يفسر البعض ذلك في ضوء نظريات التطور البشري وعلم النفس ويقولون أن النوم يساعدنا في حل المشكلات. بينما يشير البعض الآخر إلى أن هذه العملية تساعد الجسم على بناء وتجديد خلاياه.

بحث الجانب المُشرق في بعض النظريات لمحاولة تفسير أسباب النوم ورؤية الأحلام. وفي القسم الإضافي للمقال، ستجد بعض الأحلام التي غيرت التاريخ.

بناء وتجديد الجسم

يقوم الجسم بتجديد وبناء نفسه في المقام الأول أثناء النوم. ومن الأمثلة على ذلك نمو العضلات، وإصلاح الأنسجة، وإنتاج البروتينات، وإفراز هرمونات النمو. لذلك، فإن أحد الأسباب المحتملة لنومنا مرتبط ببناء الجسم وتجديد شبابه.

معلومة إضافية: عندما لا ننام جيداً، غالباً ما تظهر هالات سوداء حول العينين. يمكنك تخفيف الهالات السوداء باستعمال خدعة تدليك العينين برفق لزيادة تدفق الدم إليهما. يمكنك أيضاً إخفاء الهالات السوداء بالمكياج باستخدام خافي العيوب (كونسيلر).

العمل على حل المشكلات

هناك نظرية تقول إن الأحلام قد تطورت لحل نوعين رئيسيين من المشاكل. الفئة الأولى هي المشاكل التي يجب تصوّرها في العقل (مثل مخترع يتخيل جهازاً جديداً)، والفئة الثانية مرتبطة بالمشاكل التي تتطلب مقاربات غير تقليدية.

طلب عالم نفس في جامعة هارفارد من بعض الطلاب اختيار مشكلة ومحاولة حلها أثناء النوم. وبعد أسبوع، حلم نصفهم تقريباً بالمشكلة، ونجح ربع الطلاب في حلها. نستنتج من ذلك أن المشاكل إذا كانت سهلة نسبياً، فيمكن لبعض الأشخاص حلها أثناء نومهم.

ترسيخ وتثبيت الذكريات والتعلم

يقترح آخرون أن النوم يلعب دوراً مهماً في بناء الذاكرة قبل تعلم مهارة جديدة وبعدها. وفقاً للبحث، تتم عملية ترسيخ وتثبيت الذاكرة أثناء النوم عن طريق تقوية الروابط العصبية التي تشكل الذكريات.

وبالمثل، قلة النوم والحرمان من الراحة يؤثران في عمل الخلايا العصبية، فتعمل بشكل غير فعال عند تنسيق المعلومات. وبالتالي، قد تتضاءل قدرتنا على استرجاع واستذكار ما تعلمناه. ويمكن أن يؤثر ذلك على مزاج الشخص ودوافعه، وحتى إدراكه وقدرته على اتخاذ القرارات.

“وردية تنظيف” للدماغ

خلال حياتنا، نتلقى باستمرار الكثير من المعلومات، والكثير منها غير ضروري. لفهم كيفية الاحتفاظ بهذه المعلومات، قامت مجموعة من العلماء بتحليل عمليات الدماغ المتعلقة بحفظ الذاكرة (خاصة أثناء مرحلة النوم التي تتسم بقدر أكبر من الاسترخاء والراحة العميقة).

أشارت النتائج إلى أن الروابط العصبية التي تجمع المعلومات المترابطة تصبح أقوى عند النوم. وبالمثل، الروابط العصبية التي تم إنشاؤها من معلومات غير مترابطة تضعف وتضيع.

النوم بمثابة محاكاة للأحداث

يمكن أن تكون الوظيفة البيولوجية للحلم هي محاكاة الأحداث الخطيرة والتخطيط لتجنبها. لذلك من الممكن أن يكون محتوى الأحلام منظماً وانتقائياً.

هذا يعني أن الدماغ يبني عند النوم نموذجاً معقداً للعالم تتمثل فيه بعض العناصر بشكل ناقص فيما يجري تمثيل عناصر أخرى بشكل مفرط، ثم تعديل هذه العناصر من خلال تجارب حالة اليقظة.

الأسباب التي تجعلنا ننام تتغير على مر السنين

قد تتغير وظائف النوم مع تقدمنا في العمر، أو على الأقل هذا ما تقترحه الأبحاث. ركزت هذه الدراسة على فهم النوم لدى الأطفال، واتضح أن أدمغة الأطفال تبني روابط جديدة بين الخلايا العصبية، فهم يقضون معظم وقت النوم في مرحلة “نوم حركة العين السريعة.”

قبل بلوغ الطفل العامين ونصف، يتراجع عدد ساعات نوم حركة العين السريعة، ويتحول الدماغ إلى وضع الصيانة، حيث يتم استخدام وقت النوم بشكل أساسي للتنظيف والإصلاح.

كما يتأثر مقدار وقت النوم الذي يحتاجه الشخص بعدة عوامل، بما فيها المرحلة العمرية. لذلك يُوصي الأطباء بالتالي من ساعات النوم:

• حديثو الولادة: 16-18 ساعة في اليوم

• الأطفال في سن ما قبل المدرسة: 11-12 ساعة في اليوم

• الأطفال في سن المدرسة: 10 ساعات على الأقل في اليوم

• المراهقون: 9-10 ساعات في اليوم

• الكبار (بما في ذلك كبار السن): 7-8 ساعات في اليوم

إضافة لما سبق، فإننا نحلم في مراحل محددة!

يمر البشر بمراحل مختلفة من النوم. تنقسم المرحلة الأولى، المعروفة باسم نوم حركة العين غير السريعة (NREM)، إلى 3 مراحل.

في البداية، يكون الشخص في حالة ما بين اليقظة والنوم وقد يدخل في نوم سطحي. في المرحلة الثانية، يصل إلى النوم الخفيف (مع انخفاض درجة حرارة الجسم وتباطؤ الموجات الدماغية).

في المرحلة الثالثة، يتحقق النوم العميق والمنعش مع تباطؤ في التنفس ومعدل ضربات القلب. في هذه المرحلة أيضاً تسترخي العضلات وتحصل على إمداد دم متزايد، مما يساعد على استعادة الطاقة وإفراز الهرمونات.

لكننا نمر في المرحلة الثانية أيضاً بما يسمى “نوم حركة العين السريعة”. يحدث ذلك بعد 90 دقيقة تقريباً من بدء النوم، ويصبح هذا النوم أطول في وقت لاحق من الليل. خلال هذه المرحلة، يكون الدماغ نشطاً ويرى الأحلام، فيما يرتاح الجسم ويبقى ساكناً ليستعيد الجسم طاقته.

معلومات إضافية: أحلام سطّرت التاريخ

1. بول مكارتني حلم بلحن ناجح

وفقاً لكتاب السيرة الذاتية، قام بول مكارتني بتأليف لحن “Yesterday أثناء حلم كان قد رآه عند مكوثه في منزل صديقته.

2. نيلز بور رأى بنية الذرات في منامه

اكتشف نيلز بور بنية الذرة، ويقال أنه رأى الإلكترونات تدور حول النواة (كما هو الحال في النّظام الشمسي) في أحد أحلامه. وفي النهاية، سعى إلى اختبار هذه الفرضية واكتشف أن التركيب الذريّ كان، في الواقع، مشابهاً لتلك الموجودة في حلمه.

ماذا تعني لك الاحلام؟ هل سبق لك أن حلمت بحلم ساعدك في حل مشكلة ما؟

شارك هذا المقال