الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

أفلام مستوحاة من قصص حقيقية تم تغييرها قليلاً لأغراض درامية

عادة ما تكون الأفلام التي تستند إلى أحداث واقعية ممتعة للغاية، وتقربنا قليلاً من حياة أشخاص حقيقيين نعجب بسيرهم، أو أحداث تاريخية نتشوق لمعرفة المزيد عنها. ومع ذلك، يجب أن نضع في اعتبارنا أن الخيال في بعض الأحيان يتجاوز حدود الواقع، فمن أجل خلق المزيد من الأحاسيس الدرامية، أو جعل الحبكة أكثر قوة أو متعة، تتم المبالغة في ما يحدث في الفيلم في كثير من الأحيان، حتى يصير بعيداً كل البعد عما حدث في القصة الأصلية.

عثرنا في الجانب المًشرق على سلسلة من الأفلام تم فيها إما تغيير الحقائق أو ارتكاب أخطاء تاريخية، رغم أن ذلك لم يمنعها من أن تحقق نجاحاً كبيراً وتخلد في عيون وأذهان المشاهدين.

1. The Theory of Everything
تم تغيير تفاصيل قصة حب ستيفن هوكينغ

يروي هذا الفيلم قصة حب عالم الفيزياء الفلكية ستيفن هوكينغ وعلاقته مع زوجته جين، بالإضافة إلى رصد مختلف التحديات الصعبة التي واجهها الزوجان لمدة 30 عاماً بسبب مرض ستيفن المتفاقم. في الفيلم، يلتقي ستيفن وجين في جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، لكن هذا لم يكن صحيحاً في الواقع، فقد كشفت جين بنفسها أن الاثنين التقيا قبل ذلك في سانت ألبانز عندما كانا في المدرسة الثانوية، ومن هناك تطورت علاقتهما الرومانسية. كما صرحت أن الفيلم لم يصور العديد من الرحلات المستمرة والمرهقة للخارج، وبالكاد اقترب من إلقاء نظرة على مدى الصعوبات التي واجهت المرأة أثناء التحضير لهذه الرحلات والاهتمام بتجهيز كل شيء.

2. في فيلم Rush تمت المبالغة في حدة تنافس المتسابقين

يصور هذا الفيلم حياة السائقين نيكي لاودا وجيمس هانت، اللذين تنافسا على بطولات الفورمولا 1 خلال فترة السبعينيات. في الفيلم، ينتقل التنافس والكره المتبادل بين الطرفين إلى مستويات مبالغ فيها، رغم أن صداقة قوية ودائمة كانت تجمع السائقين في الحياة الواقعية، بل إنهما تقاسما السكن في المنزل نفسه ذات مرة.

3. كانت هناك العديد من الأخطاء في الحقائق التاريخية لفيلم Gladiator

يعتبر فيلم المصارع Gladiator تحفة سينمائية من عام 2000 أثارت إعجاب الآلاف من المتفرجين. لكن الفيلم وقع في بعض الأخطاء مع ذلك، ففي أحد المشاهد، تم توزيع منشورات ورقية مطبوعة على المتفرجين في الكولوسيوم، وهو أمر لا يمكن تصوره في ذلك الوقت.
علماً أن اسم “الكولوسيوم” نفسه خطأ آخر، فقد كان هذا المسرح يعرف خلال عصر الإمبراطورية الرومانية، باسم "مدرج فلافيان"، ولم يشع استعمال اسمه الحالي إلا بداية من العصور الوسطى.
لكن الخطأ الأكبر كان وفاة الإمبراطور ماركوس أوريليوس وعلاقته المعقدة مع ابنه كومودوس، الذي لعب دوره خواكين فينيكس. ففي الحياة الواقعية، مات الإمبراطور الروماني بمرض طبيعي، وظل ابنه برفقته حتى يومه الأخير، بعد أن حكم إلى جانبه بلا مشكلات، عكس ما عرضه الفيلم.

4. في The Imitation Game قاموا بتغيير اسم الآلة

يروي هذا الفيلم جانباً من حياة العالم البريطاني آلان تورينغ الذي تمكن من اختراع الآلة التي فككت رموز الشفرة الألمانية وساهمت بالتالي في إنهاء الحرب. في الفيلم، تم إطلاق اسم “كريستوفر” على الآلة، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة.
كان الاسم الحقيقي للآلة هو “القنبلة” The Bomb . أما كريستوفر فقد كان مجرد صديق مقرب للعالم الألماني، وقد أثرت عليه وفاته بشدة. وهناك حقيقة أخرى لم يتم ذكرها في الفيلم وهي أن تورينغ لم يقم ببناء الآلة بمفرده، بل تم ذلك بمساعدة عالم الرياضيات غوردون ويلشمان.

5. لم يكن ويليام والاس هو البطل الشجاع الحقيقي في Braveheart

على الرغم من أن ويليام والاس، الشخصية الأسطورية التي قدمها لنا في الفيلم الممثل ميل غيبسون، كانت موجودة بالفعل في الحياة الواقعية، إلا أن أهميته التاريخية هنا كانت مبالغاً فيها بشكل واضح، وقد تم تأليف قصة فقدانه لزوجته لإضفاء لمسة درامية على الأحداث.
في الحقيقة، أطلق لقب “القلب الشجاع” على الملك روبرت الأول حاكم اسكتلندا، ولعب دوره في الفيلم الممثل أنغوس ماكفادين.

6. Django Unchained كان يسبق عصره بكثير

لجيمي فوكس لمسته الواضحة على السينما بلا شك، والتي تعززت أكثر من خلال لعبه دور “جانغو” الحرّ في هذا الفيلم، ولن ينسى المشاهدون أسلوبه الفريد في الحركة والحديث. لكننا رأيناه خلال الفيلم بأكمله تقريباً، وهو يضع نظارة شمسية لم يكن من الممكن في الحقيقة أن يمتلكها في ذلك الوقت، إذ لم ينتشر استعمال النظارات إلا في عشرينيات القرن الماضي، بعد 60 عاماً على الأقل من زمن قصة الفيلم.

7. أثناء العمل على قراصنة الكرايبي Pirates of the Caribbean
حدثت مجموعة أخطاء تتعلق بخزائن الملابس ومواقع التصوير

بفضل مغامراتها المثيرة وحواراتها الكوميدية، حققت أفلام هذه السلسلة نجاحاً عالمياً يثير الإعجاب. لكن التصوير في الحقيقة لم يكن سهلاً على الإطلاق، وتم ارتكاب بعض الأخطاء المتعلقة بمسارح الأحداث وأزياء الممثلين.

خلال التصوير، تحول ميناء “بورت رويال” إلى مدينة بريطانية مزدهرة من عام 1720. لكن الحقيقة هي أن هذه المدينة دمرها زلزال شامل عام 1692، ولم تنجح إعادة بنائها على الرغم من المحاولات.
من ناحية أخرى، فإن الزي الرسمي الذي منح لضباط البحرية الملكية لم يكن موجوداً في الزمن المفترض للقصة. بل بدأت لوائح تجديد الزي وتنظيم ارتدائه عام 1748 بعدما فرضها الأدميرال جورج أنسون.

8. ماري الاسكتلندية وإكسسواراتها الغريبة في فيلم Mary Queen of Scots

في العديد من المشاهد، نرى الملكة ماري ستيوارت بأقراط متعددة في ثقوب أذنيها، وإكسسوارات أكثر حداثة من غير المعروف ما إذا كانت موجودة بالفعل في القرن السادس عشر، حيث تدور أحداث الفيلم. في الواقع، لم نستطع رؤية ماري الأولى ملكة اسكتلندا في أي لوحة أو كتاب وهي ترتدي الأقراط كما في الفيلم، لكننا لا نستطيع إنكار أن بعض الخيال منح هذه الشخصية لمسة لا مثيل لها من الجمال وقوة الشخصية.

9. لم يكن الحب هو ما ألهم شكسبير كتابة مسرحية روميو وجولييت

لا نعرف سوى القليل جداً عن الحياة الشخصية لويليام شكسبير، لذلك من الطبيعي أن تكون كل تلك الرومانسية التي وردت في فيلم Shakespeare in Love مجرد تأليف خيالي. وليس من الدقيق تماماً أن قصته الحقيقية ألهمته إبداع تحفته الفنية، روميو وجولييت.
ففي الواقع، اقتبس شكسبير الفكرة من مسرحية شعبية كانت موجودة بالفعل تركها الكاتب الإيطالي لويجي دا بورتو Luigi Da Porto.
وعلى عكس ما رواه الفيلم، لن يكون من الممكن للملكة السفر لمشاهدة مسرحية في ذلك الوقت، بل كانت فرق المسرح هي التي تأتي لتقديم عروضها أمام علية القوم.

10. Apollo 13 والبطل المنسي الذي لا يتحدث عنه أحد

يكشف هذا الفيلم العديد من المواجهات والمناقشات التي دارت بين رواد الفضاء وخبراء ناسا الآخرين أثناء الرحلة. لكن هذا لم يحدث أبداً في الواقع. وبالإضافة إلى ذلك، بدت حلول المشكلات المعروضة في الفيلم مرتجلة تماماً، من أجل الحفاظ على توتر المشاهدين أثناء متابعة الأحداث، ولكن في الحياة الواقعية، هناك خطط طوارئ جاهزة تأهباً لأي حدث غير متوقع.
ولا نعرف كيف نسي الفيلم ذكر شخص مهم جداً لم يكن طاقم Apollo 13 بدونه لينجح في مهمته: وهو غلين ليوني Glynn Lunney المهندس ومدير الرحلة. فقد كانت قراراته السريعة أحد مفاتيح عودة رواد الفضاء بأمان إلى ديارهم.

11. في فيلم The Pursuit of Happiness لم يذكر المبلغ الحقيقي لراتب كريس

في هذا الفيلم الذي يحكي قصة كفاح كريس غاردنر وتخطيه لظروفه الصعبة، يوافق بطل الرواية على الخضوع لتدريب داخلي في شركة وساطة بدون راتب. لكن هذه الفكرة كان مبالغاً فيها تماماً لزيادة منسوب التشويق في الفيلم.
فقد حصل كريس في الواقع على على مبلغ ألف دولار. وعلى الرغم من أنه ليس مبلغاً كبيراً لأب يعتني بابنه في سان فرانسيسكو، إلا أنه يبقى بعيداً كل البعد عن النسخة التي دفعنا الفيلم إلى تصديقها.

ما هي أفلامك المفضلة التي اقتبست قصصها من أحداث حقيقية؟ أخبرنا عن سبب إعجابك بها في التعليقات.

الجانب المُشرق/أفلام/أفلام مستوحاة من قصص حقيقية تم تغييرها قليلاً لأغراض درامية
شارك هذا المقال