الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

قواعد صارمة تحكمت بها شركات الإنتاج الفني في حياة نجوم هوليود القدامى

قال لويس بي ماير، الشريك المؤسس في شركة إنتاج مترو غولدوين ماير (MGM): “نحن نصنع النجم؛ إذ يجري بناؤه من الصفر بكل عنايةٍ ودمٍ بارد”. وقد كان ذلك صحيحاً. إذ تمتعت شركة الإنتاج التي تصنع النجوم بسيطرةٍ كاملة على حياتهم؛ فقد كانت تُملي على الممثلين مظهرهم، وملبسهم، وسلوكهم، وكانت تتخذ القرارات المتعلقة بالعلاقات العاطفية للممثلين وحتى أفراد أسرهم. وقد أدت تلك الضغوطات أحياناً إلى مأساة؛ إذ حولت حياة الممثلين إلى مسرحٍ يؤثر بالسلب على اتزانهم النفسي.

بحثنا، في الجانب المُشرق، عن المعايير التي وضعتها هوليوود الكلاسيكية لنجومها. وسندع الأمر لك حتى تقرر ما إن كانت الشهرة تستحق التضحيات العديدة التي تكبدوها أم لا.

كانت شركات الإنتاج تتحكم في حياة الممثلين بالكامل

  • لم تكن لدى الممثلين، الذين وقّعوا عقوداً طويلة الأجل مع شركة إنتاج، الفرصة لاختيار أدوارهم. لذا كانوا مجبرين على أداء الشخصيات التي تعرض عليهم. وإذا رفض ممثلٌ المشاركة في أحد الأفلام، فقد يتعرض للإيقاف عن العمل لفترةٍ محددة من الوقت، ولن يتمكن من العمل في مكانٍ آخر. لكن أوليفيا دي هافيلاند، التي لعبت دور ميلاني هاميلتون في فيلم ذهب مع الريح (Gone With the Wind)، كانت أول من هزم نظام شركات الإنتاج. إذ أصبحت شركات الإنتاج ملزمةً بعدم إبرام عقود أطول من 7 سنوات مع الممثلين، وذلك بعد قضيتها الشهيرة.
  • كانت شركات الإنتاج توظف مساعدين للممثلين من أجل الاعتناء بهم، وكأنهم أطفالٌ رضع. وفي الواقع، كان هؤلاء المساعدون يتجسسون على كل خطوات “مديريهم” ويعدّون تقارير مفصلة عن سلوكهم.

محاولة الظهور بصورةٍ مثالية من خلال القيود

  • كانت انحناءات جسد مارلين مونرو تحت دائرة الضوء طوال الوقت. لهذا كانت تضع كرات زجاجية في حمالات صدرها، أو تخيط ثلاثة أزرارٍ معاً وتضعها داخل فستانها حتى تبدو بمظهرٍ أكثر روعة.
  • اعتادت الممثلة كاثرين هيبورن على ارتداء الجينز الأزرق داخل استوديو الإنتاج، لأنها كانت تفضل السراويل على التنانير. وذات مرةٍ صادروا محتويات غرفة تبديل الملابس الخاصة بها أثناء وجودها في موقع التصوير. إذ كانت هذه هي طريقة مصممي الملابس لمحاولة إقناعها بارتداء تنورة. لكنها عادت إلى موقع التصوير مرتديةً ملابسها الداخلية فقط بدلاً من ذلك، ورفضت تغطية نفسها قبل أن يعيدوا لها سروالها الجينز.
  • كان اكتساب الوزن أمراً محظوراً بموجب الكثير من العقود. لهذا كان يتعين على الممثلة أن تخضع لحميةٍ قاسية في حال زاد وزنها. فقد اضطرت غريتا غاربو إلى تناول السبانخ فقط لمدة ثلاثة أسابيع حين انتقلت إلى هوليوود، بينما ظلت مارلين ديتريش تتناول عصير الطماطم ورقائق البسكويت لمدة أسبوع حين أرادت فقدان بعض الوزن.

لم يكترث مديرو شركات الإنتاج لصحة الممثلين

  • اضطر الممثلون للعيش داخل مواقع تصوير الأفلام حرفياً. إذ اضطرت فيفيان لي للعمل 16 ساعة على مدار 6 أيام في الأسبوع لمدة 125 يوماً، أثناء تصوير فيلم ذهب مع الريح (Gone With the Wind).
  • كان الحصول على إجازةٍ مرضية أو عرضية أثناء التصوير أمراً مستحيلاً. إذ تُخصم أي تأخيرات في التصوير من أجر الممثل. وقد اعتذرت جودي غارلند عن حضور تصويرٍ ذات مرة بداعي المرض؛ فوجدت نفسها في النهاية مدينةً لشركة الإنتاج بـ 100 ألف دولار.

كانت الإهانات جزءاً لا يتجزأ من المهنة

  • خضعت جودي غارلند لرقابةٍ صارمة في ما يتعلق بتناولها للطعام. لكن مديري شركة الإنتاج كانوا يشعرون بالقلق إزاء أي زيادةٍ في وزن النجمة الصغيرة، التي اعتادوا الإشارة إليها باسم “الخنزيرة الصغيرة السمينة ذات الضفيرتين”.
  • في عام 1938، أُدرجت أسماء بعض الممثلات على قائمةٍ بعنوان “سم شباك التذاكر” بعد مشاركتهن في أكثر أفلام العام إخفاقاً. وتضمنت قائمة الممثلات مارلين ديتريش، وغريتا غاربو، وكاثرين هيبورن، وجوان كراوفورد.
  • حين اجتمعت كارول لومبارد للمرة الأولى بمالك شركة إنتاج كولومبيا بيكتشرز، هاري كون؛ قال لها إن شعرها أبيضٌ أكثر من اللازم وإنها تشبه بغايا الهاتف. لكن الممثلة لم تكن من النوع الذي يسهل تخويفه، وتمكنت من الرد على هذه الإهانة ببراعة.

لم تكن الأمومة أمراً جيداً لصورة الفنانة

  • اضطرت الممثلات لـ"تبني" أطفالهن أحياناً حتى لا تنهار مسيرتهن الفنية. وحين حملت لوريتا يونغ؛ ساعدها موظفو شركة الإنتاج على التخفي عن الأنظار ورتبوا لها عملية “تبني” طفلها ظاهرياً أمام العامة.
  • لم ترحب شركات الإنتاج بفكرة الأمومة لأن الحمل غير المتوقع لممثلة قد يتسبب في تأخير إنتاج الأفلام وإثارة فضيحة. ناهيك عن ضرورة أن تحافظ الممثلة على صورتها كأكثر امرأةٍ مرغوبة، وإنجاب طفلٍ قد يدمر هذه الصورة.

كان الأطفال ملزمين بالعمل لعدد الساعات نفسه كالبالغين

  • إبان عصر هوليوود الذهبي، كان الأطفال يضطرون للعمل عدد ساعات كزملائهم البالغين. إذ عملت جودي غارلند في صغرها لستة أيامٍ في الأسبوع، وكانت تستمر في الغناء والرقص لمدة 18 ساعة متواصلة أحياناً. كذلك اعتادت البدء في تصوير فيلمٍ جديد فور انتهائها من تصوير العمل الذي يسبقه.
  • لم يتعامل أحدٌ مع الممثلين الأطفال بطريقةٍ خاصة. إذ كتبت شيرلي تيمبل في سيرتها الذاتية: “الوقت يساوي المال. وضياع الوقت يعني ضياع المال، مما يضعنا في مشكلة”.

كان النجوم يتصرفون باحتشام أثناء التصوير

  • شهدت الفترة ما بين عامي 1934 و1968 تطبيق قانون هايز داخل هوليوود. وقد منع تبادل القبلات العاطفية أمام الشاشة، إضافة إلى أشياء أخرى. لهذا كان على الممثل والممثلة أن يتبادلا القبلات بموجب قواعد صارمة؛ فلا يجب أن تدوم القبلة لأكثر من ثلاث ثوان.
  • ولم تقتصر القواعد الصارمة على الشخصيات الواقعة في الحب فقط، بل امتدت إلى الشخصيات المتزوجة في السيناريو. وكان على الأزواج في الأفلام أن يناموا في أسرةٍ منفصلة. وهكذا كان يُروّج للحشمة آنذاك.
  • وألزم قانون هايز النساء أيضاً “بوضع إحدى القدمين على الأرض” طوال الوقت أثناء المشاهد الرومنسية سواءً على الأريكة أو السرير.

ترى ما هي الشروط التي كانت الأكثر غرابة من بين هذه الأشياء في رأيك؟ أخبرنا في التعليقات.

مصدر صورة المعاينة East News
الجانب المُشرق/أفلام/قواعد صارمة تحكمت بها شركات الإنتاج الفني في حياة نجوم هوليود القدامى
شارك هذا المقال