شخصيات روائية شهيرة لعب أدوارها نجوم مختلفون بنجاح مبهر أو فشل ذريع
لا يتفق اثنان تقريباً عندما يتعلق الأمر بالأعمال الفنية المقتبسة من الكتب والروايات. إذ لا يروق لبعض القراء أن تبدو شخصية الفيلم مختلفة عن الرواية، بينما ينسب بعضهم كل الفضل للممثلين والممثلات في تشجيعهم على قراءة القصة الأصلية. وربما يزداد الجدال حدة اليوم ونحن نرى معظم الروايات الشهيرة تتحول إلى أعمال فنية في إصدارين مختلفين أو أكثر، مع ما يتبع ذلك من مقارنات وتفضيلات بين الأشكال المختلفة للشخصية الواحدة في الأفلام والمسلسلات المتنوعة.
نحب، في الجانب المُشرق، قراءة الروايات ومشاهدة الأفلام، ونستمتع كثيراً بمقارنة الشخصيات الخيالية كما وصفت في الروايات، بتلك التي يتقمصها ممثلون متميزون وممثلات موهوبات.
بين هور — Ben-Hur
حصد الفيلم الملحمي Ben-Hur ـ (1959)، المستوحى من رواية للمؤلف لو والاس، أعلى الإيرادات في ذلك العام، ونال 11 جائزة أوسكار، بما فيها جائزة أفضل ممثل، إذ أحب المشاهدون أداء تشارلتون هيستون إلى حد بعيد.
في ما بعد، قدم المخرج تيمور بيكمامبيتوف نسخته الخاصة من القصة، فمنح البطولة لجاك هيوستن. غير أن هذا الفيلم اعتبر للأسف أحد أسوأ الأفلام في عام 2016 وحصل على الكثير من المراجعات السلبية. قال النقاد إن جاك هيوستن بدا أشبه بأحد أمراء ديزني ولم تكن لديه صفات البطولة التي أظهرها تشارلتون هيستون من قبل، مع أن المشاهدين لم يكونوا بهذا القدر من القسوة في أحكامهم.
جوردان — The Great Gatsby
اقتُبست رواية الكاتب الأمريكي ف. سكوت فيتزجيرالد للعرض على الشاشة الكبيرة عدة مرات، وكانت لويس تشيلز هي من أدت دور جوردان في نسخة عام 1974. رأى المشاهدون آنذاك أنها كانت جذابة بنوع من التحفظ، وأكد آخرون أنها كانت مثالية في هذا الدور.
أُنتج أحدث فيلم عن هذه القصة عام 2013، وكان من بطولة ليوناردو دي كابريو، وأدت إليزابيث ديبيكي دور جوردان. وقال أحد مستخدمي Twitter: “لقد أعجبت جداً بإليزابيث ديبيكي، إنها رائعة في هذا الدور...”.
كامراد — Çalıkuşu
أُنتجت أعمال تلفزيونية عديدة عن هذه الرواية التركية التي تحكي قصة حب فريدا وكامراد. ففي مسلسل عام 1986، أدى كنان كالاف الدور الرئيسي، الذي برع حسب رأي المشاهدين، في “إحياء” الشخصية الروائية الكلاسيكية.
في عام 2013، ظهر اقتباس جديد من بطولة بوراك أوزجيفيت. أعجب المشاهدون بمظهره ووصفوه بأنه مثير، بينما كان أداؤه مملاً. لكن بشكل عام، يقول بعض المشاهدين إن أياً من الممثلين لا يشبه الشخصية كما وصفت في الرواية، وكلاهما كان مخيباً لآمال للقراء.
السيد سترينجر — The Witches
في فيلم الساحرات The Witches ـ 1990 الذي اقتُبس من رواية رولد داهل، أدى روان أتكينسون دور مدير الفندق. ولأن هذا الممثل البريطاني كان أكثر شهرة بدوره الكوميدي (مستر بين) فقد وجد المشاهدون صعوبة في رؤيته يجسد شخصية مختلفة.
في نسخة جديدة عام 2020، أدى ستانلي توتشي الشخصية نفسها، ويتفق معظم من شاهدوا الفيلم على أنه كان مذهلاً.
الساحرة البيضاء — The Chronicles of Narnia
الشخصية الشريرة الرئيسية في سجلات نارنيا The Chronicles of Narnia هي جاديس العبقرية الماكرة. وقد أدت دورها باربرا كيليرمان في المسلسل الذي استمر عرضه بين عامي 1988 و1990. وصفها البعض آنذاك بأنها كانت مثالية، بينما رأى آخرون أنها بالغت في الأداء.
وفي سلسلة الأفلام الأكثر شهرة على الشاشة والتي اقتبست القصة تحت عنوان TCN: The Lion, the Witch, and the Wardrobe تقمصت تيلدا سوينتون دور الساحرة، فكانت بارعة لدرجة أخافت المشاهدين.
هنري الخامس — Henry V
تقمص العشرات من الممثلين شخصية هنري الخامس على مدار السنوات، وقد كان من أشهرهم كينيث براناغ الذي لم يؤد دور الملك فحسب، بل أخرج الفيلم أيضاً. وعنه قال أحد مستخدمي تويتر: “أحببت كينيث براناغ! إنه ممثل ومخرج رائع، ولديه إحساس حقيقي بما يريد الناس رؤيته”.
حاول توم هيدلستون أيضا وضع هذا التاج الإمبراطوري على رأسه في فيلم أنتج عام 2012 وقد أحب جمهوره مظهره وموهبته.
في عام 2019، صدرت نسخة أخرى من بطولة تيموثي شالاميت. وقد تباينت الآراء بشأنه؛ إذ رأى البعض أن شخصيته كانت مملة، بينما أحبه آخرون. “لقد استمتعت بشدة بأداء تيموثي شالاميت في فيلم The King، فقد أضاف جاذبية غير متوقعة لدور الأمير هال/ هنري الخامس. لكنني الآن أشاهد The Hollow Crown وأرى أنه لا يقارن بأداء توم هيدلستون للشخصية”.
ريتشارد الثالث — Richard III
في مسرحيته الشهيرة، صور ويليام شكسبير الملك الإنجليزي ريتشارد الثالث على أنه رجل شرير أعرج أحدب الظهر سليط اللسان، ومستعد لفعل أي شيء للاستيلاء على العرش. تمكن لورنس أوليفييه من أداء هذه الشخصية ببراعة في فيلم أنتج عام 1955. ويقول أستاذ التاريخ، ريتشارد هاريسون: “من الصعب العثور على شخصية أكثر تعقيداً من ريتشارد الثالث، وقد كان تركيبها الفني في المسرحية مقنعاً جداً لدرجة أن كل من يفكر في الملك يتخيل تجسيده المشوه ذلك على الفور، وربما كان هذا الدور أفضل أداءٍ في مسيرة لورنس أوليفييه”.
في واحد من أحدث الاقتباسات عن المسرحية، أدى بنديكت كومبرباتش دور الملك ريتشارد، وقد أحب المشاهدون الشخصية التي قدمها أيضاً.
أوليفيا — Twelfth Night
في مسرحية الكوميديا الرومانسية، Twelfth Night، لشكسبير، والتي اقتُبست في التليفزيون والسينما أكثر من 50 مرة، تعد شخصية أوليفيا مهمة للغاية، فهي أرملة ثرية وامرأة جذابة للغاية يحيط بها الكثير من الرجال.
في فيلم من إنتاج 1955، أدت آلا لاريونوفا هذه الشخصية، ووجد المشاهدون أنها كانت أنيقة للغاية ومتميزة في هذا الدور. وفي النسخة الإنجليزية التي صدرت عام 1996، كانت هيلينا بونهام كارتر هي صاحبة الشخصية. وعنها قال أحد المشاهدين: “لقد كانت رائعة في التعبير المتقن والتحول بين مختلف حالاتها العاطفية”.
جاك كارتر — Get Carter
لا شك أن أول اقتباس لرواية تيد لويس كان أحد أعظم الأفلام البريطانية على الإطلاق. ويقال إن مايكل كين الذي تقمص الدور الرئيسي كان مذهلاً إلى حد بعيد. أما المحاولة الثانية لتشخيص دور جاك كارتر على الشاشة الكبيرة فقد كانت فاشلة لا ريب. قال أحد مستخدمي تويتر عن ذلك: “بعد مشاهدة نسخة جديدة من بطولة سيلفستر ستالون لفيم Get Carter يمكن القول إنه أغفل الكثير من التفاصيل مقارنة بتألق نجم النسخة الأصلية”. ووفقاً لرأي آخر، فقد كان ذلك العمل مجرد “فشل” صريح.
كاثرين — The Taming of the Shrew
كان من المفترض أن تؤدي صوفيا لورين الدور الرئيسي في نسخة هذا فيلم الصادرة عام 1967 لكنه آل في النهاية إلى إليزابيث تايلور. أصبح الفيلم من كلاسيكيات السينما، وأشاد المشاهدون كثيراً بعمل الممثلة.
في عام 2005، أُنتج اقتباس تليفزيوني جديد للقصة ذاتها، أدت فيها دور كاثرين، شيرلي هندرسون، المعروفة بشخصية ميرتل الناحبة في أفلام هاري بوتر. وهذه المرة أيضا، وصفها المشاهدون بأنها مذهلة ومبدعة للغاية.
جوليان سوريل — Le Rouge et le Noir
في الفيلم الأول المقتبس من هذه القصة، كان الممثل جيرارد فيليب هو الذي تقمص دور جوليان سوريل، الشاب العابث والطموح. قال النقاد إن الممثل جعل جوليان يظهر كرجل جذاب ومتزن. في إصدار لاحق أنتج عام 1997، وقع الاختيار على الممثل الإيطالي كيم روسي ستيوارت لتقديم الشخصية، فأحب المشاهدون براعة الممثل الشاب وقالوا إن هذا الدور كتب من أجله.
سيرانو دي برجراك — Cyrano
في عام 1987، أدى الممثل الكوميدي ستيف مارتن بطولة فيلم بعنوان Roxanne، وكان مقتبساً عن رواية الشاعر سيرانو ديبرجراك لمؤلفها إدموند روستان. في الحقيقة، مازال المشاهدون يعتقدون أن تلك النسخة كانت مثالية، لكن فيلم Cyrano الذي أدى بطولته الممثل الفرنسي جيرار ديبارديو، عام 1990، كان بدوره مثيراً للإعجاب. وقبل وقت قريب، صدر فيلم ثان بالاسم نفسه، لكن هذه المرة من بطولة بيتر دينكلاج، ووصف المشاهدون أداءه بأنه كان قوياً ومذهلاً.
تيـــس — Tess of the d’Urbervilles
نُقلت هذه الرواية التي أبدعها الكاتب الإنجليزي، توماس هاردي، لأول مرة إلى عالم السينما في عام 1913 (لكن نسخة هذا الفيلم الصامت قد ضاعت) ثم لحقته محاولات اخرى أشهرها إصداري عام 1979 وعام 2008. كانت ناستازيا كينسكي رائعة في دور تيس في الفيلم الذي أخرجه رومان بولانسكي، بينما لم تحظ الممثلة الإنجليزية جيما أرتيرتون بدعم المشاهدين وبدت مزعجة في نسخة عام 2008.
إذا كان بإمكانك اختيار ممثل أو ممثلة لأداء شخصية ما في الفيلم المقتبس من روايتك المفضلة، فمن ستختار؟