الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

وأخيراً عرفت الأشياء التي يمكنني التوقف عن القيام بها بعدما تجاوزت 30 عاماً

ذهبت مؤخراً إلى مصفف الشعر وأثناء تصحفّي لبعض المجلات، صادفت مقالاً بعنوان 10 أشياء على كل امرأة فعلها لتكون سعيدة. أصرّ المؤلف على أن المرأة لن تستطيع النجاح في الحياة إذا لم تكن ترتدي أحذية عالي، ولا تبذل قصارى جهدها في التدبير المنزلي. لقد تمت كتابة هذا الكلام خصيصاً لمن هن فوق سن الأربعين.

في الوقت نفسه، أدركت أنني لا أدين بأي شيء للآخرين بعد أن بلغت الثلاثين من عمري. أود أن أخبر قراء “الجانب المشرق” عن الأشياء التي أصبحت “أكبر من أن أفعلها” ولكني أشعر بالسعادة حيالها.

1. القيام بالأعمال المنزلية التي لا تحبينها ولا تستطيعين القيام بها

في سن السابعة والثلاثين، اعترفت لنفسي أخيراً أني لا أحب الطهي ولا أقدر عليه، فقمت بتعيين مدبّرة منزل. لم تعجب هذه الفكرة صديقتي ورفضتها موضحة ذلك بـ “حقيقة” أن الطعام الذي يطبخه الغرباء يتضمن طاقة سيئة. لكن الأهم من ذلك كله أنني فوجئت بوالدتي تقول لي أنها سعيدة جداً بذلك. لماذا؟ لأني سأتوقف أخيراً عن تناول الوجبات السريعة، وأني سأحصل دائماً على طبق رئيسي متوازن.

لو كنت اعترفت من قبل أني لا أستطيع الطهي ولم أهتم برأي من حولي، لكانت حياتي أسهل. لم يجلب لي هذا القرار الراحة فحسب، بل ساعدني أيضاً في توفير المال لأني الآن لا أنفق المال على الوجبات الخفيفة وغيرها من المنتجات شبه المصنعة. أنا فتاة كبيرة، ولست مضطرة لفرض أشياء لا أحبها على نفسي.

2. الشعور بالخجل من حالتك الاجتماعية

الشعارات التي تقول أن “كل امرأة تسعى للزواج” و “أن حياة المرأة تضيع إذا لم تنجب طفلاً” قد عفا عليها الزمن دون رجعة. للجميع فهمهم الخاص للسعادة والأشياء الجيدة بشكل عام، والوضع العائلي ليس استثناء. كما أن المتزوجة ليست مضطرة لتبرير عدم رغبتها في إنجاب طفل ثان، يحق للنساء العازبات في الثلاثين من العمر عدم الاستماع إلى كل التعليقات الوقحة التي تقول “ستصبحين إمراة كبيرة في السن قريباً ‘أو’ يبدو أنك أصبحت على الهامش”.

3. مقارنة نفسك بالآخرين

“ستبدأ جين عملاً تحت التدريب في بريطانيا، وأنجبت زوي طفلها الثالث، واشترت إميلي شقة في وسط المدينة”.. هكذا تطلعني صديقتي ليلي على آخر الأخبار عن زميلاتنا في الدراسة. ربما في وقت سابق، كنت سأجد سبباً للشعور بالغيرة من هذه الأخبار، لأن زميلاتي السابقات رائعات حقاً. لكني أشعر بالسعادة من أجلهن لأن كل منهن حصلت على ما أرادته وعملت بجدّ من أجله.

أرفض المشاركة في هذا السباق، ولن أتنافس مع الآخرين حول من ستتزوج بنجاح أكبر، أو من ستحصل على إجازة أفضل، أو من ستجني راتباً أكثر. لا جدوى من إضاعة الوقت والطاقة في هذا الأمر. صرت أقارن حياتي بحالي قبل 5 سنوات، ويمكنني أن أرى التقدم الذي حققته. هذا يكفيني لأشعر بالسعادة.

4. ارتداء أحذية غير مريحة

في الثانية والعشرين، كنت أرتدي أحذية كعوب عالية، ثم أذهب للعمل في حافلة لمدة ساعة، وأقوم بعدة رحلات (مما يعني أني كنت أقف على قدمي طوال اليوم)، معتقدة أن هذا طبيعي. أردت أن أبدو مذهلة في كل موقف، ولهذا السبب كنت أرتدي ملابس غير دافئة في البرد، ولا أرتدي قبعة حتى في الرياح العاصفة حتى لا أفسد تسريحة شعري.

اليوم أرتدي القطع المريحة في المقام الأول، ثم الجميلة والأنيقة، وما إلى ذلك. إذا نظرت إلى قطعة ملابس وأعجبت بها، ألمسها أولاً للتأكد من جودة المواد التي صنعت منها. وبغض النظر عن مدى عصرية المنتج ونسبة الخصم، لن أشتري أي ملابس من مواد غير مريحة. من الطبيعي تماماً أن تحبي نفسك وأن تهتمي براحتك.

5. التكيف مع معايير الجمال

كنت في السابق أتمنى الحصول على جسم ممشوق القوام، لكن الحقيقة هي أني لم أمتلك المقاييس لذلك. ولا داعي للقلق حيال ذلك، فقد قبلت نفسي كما أنا، بمقاسي المناسب والمريح لي، وأحاول إبراز مزاياي بالملابس، ولا أضيع وقتي على أحلام لا يمكنني تحقيقها.

صديقتي سارة ممتلئة، واعتاد زوجها السابق تسميتها "بقرة"، وإلزامها بنظام غذائي صارم. لكنها أدركت في لحظة ما أنها تحب أكل الطعام اللذيذ أكثر مما تحب زوجها المتسلط. وبعد طلاقها، اشتركت في دورات الرقص الشرقي التي طالما حلمت بها، وغيرت لون شعرها وتوقفت عن ارتداء ملابس عديمة الشكل.

أصبح لسارة الآن الكثير من المعجبين، وكل هذا لأنها بدأت تحب نفسها كما هي. إنها شخصية ساحرة تحب الضحك، وتجعل الناس من حولها يشعرون بالدفء والراحة. إنها تجذب الآخرين مثل المغناطيس. كل امرأة ستبدو جميلة إذا كانت تحب انعكاس صورتها في المرآة، أما الأرقام التي تظهر على الميزان فهي مجرد شيء ثانوي.

6. إنهاء الأشياء التي لا أستمتع بفعلها

لطالما أخبرتني أمي ومعلمتي في روضة الأطفال أني لا أستطيع القيام عن الطاولة بدون إنهاء وجبتي. كنت فتاة مطيعة وكنت أنهي الطعام، حتى ولو كرهته. في مرحلة البلوغ، بدأت أسمح لنفسي بعدم تناول الكيكة التي لا أشعر برغبة في أكلها، حتى لو كانت تكلف الكثير من المال. ثم أصبح بمقدوري التوقف عن حضور دروس الرسم لأني فقدت الاهتمام بها. التراجع لا يعني الخسارة، وليس أمراً مخجلاً.

7. القيام بعمل بطولي

صديقتي ليزي تشغل منصب كبيرة المحاسبين في شركة كبيرة. تلقت مكالمة من والدتها، التي تعيش بعيداً، تقول لها “تعالي، نريد حرث الحديقة لزرع الثوم!”. ردّت ليزي “سأرسل لك بعض المال، ويمكنك أن تدفعي للجار للقيام بذلك”. لكن والدتها رفضت. كاننت ليزي تسارع قبلاً إلى حرث الحديقة، وتنسى التزاماتها الخاصة. لكنها أصبحت تدفع للجار لكي يساعد والدتها في أعمال الحديقة في الخريف.

بشكل عام، لن يقدّر أحد ذهابك إلى العمل في وقت العطلة، أو أخذك الأطفال في نزهة 3 مرات في اليوم بغض النظر عن الطقس، أو قضائك الكريسماس أمام الفرن من أجل مفاجأة ضيوفك. عليك التوقف عن بذل أكثر ما بوسعك. وبدلاً من ذلك، يمكنك اختيار الاستمرار في المهام التي تحبينها فقط والتي يمكنك القيام بها، لأنك تقدّرين نفسك ووقتك.

8. الخجل من التغيرات المرتبطة بالعمر

على مدى قرون، تم تعليم النساء إخفاء أعمارهن والخجل من علامات التقدم في السن. إذا كنت أرغب في متابعة الموضة، فسأحاول أن أبدو أصغر بعشر سنوات، وأصبغ شعري، وأضع طبقة سميكة من الماكياج لإخفاء تجاعيدي. لكن لماذا؟ أشعر بالراحة كما أنا، ولا أرى سبباً يخجلني منه.

في السابعة والثلاثين من عمري، توقفت عن صبغ شعري ولم أمانع وجود الخصل الرمادية. قلت لنفسي، إنها ليست واضحة للعيان. فوجئت عندما علمت أن بعض الناس منزعجون من الشعر الرمادي. ذات مرة، قال لي بائع التجزئة مازحاً: “أسعارنا جيدة لصبغة الشعر. هل ترغبين في الحصول على بعض منها؟” أجبت بالنفي. لا أعتقد أن الشعر الرمادي (أو التجاعيد) سبب للخجل، ماذا عنك؟

9. الاستمرارية

مع تقدمي في العمر، أدركت أن القدرة على تجاوز الظروف الصعبة ليس فضيلة. إذا كنت تعانين من ألم في الأسنان، فلا تخفي الأعراض بتناول المسكنات، بل اذهبي إلى طبيب الأسنان في أسرع وقت ممكن لحل المشكلة. قد يغضبك تسريب صنبور الماء لسنوات، ولكن لماذا؟ إذا استطاع السباك إصلاحه في غضون 30 دقيقة، فدعيه يقوم بذلك.

مضي عليّ وقت كان يتصل فيه مديري بي في أي وقت (بعد الساعة 10 مساء) ويصرخ في وجهي. كان عمري 20 عاماً، وبعد شهر واحد، بدأت أرتجف من أي اهتزاز من هاتفي. ذات مرة، لم أستطع كبح جماح نفسي، وأخبرت مديري بشعوري، فتمّ فصلي.

الآن، أنا في الثلاثينيات من عمري، وسأترك مثل هذه وظيفة بعد أول حادثة من هذا النوع. وأنا لا أتباهى بذلك فقط. الأمر يتعلق بإدراكي أن السماح لشخص ما بعدم احترامي لا يساوي أي مبلغ من المال. وفي عمري هذا، يمكنني تحمل عواقب رفض مثل هذه السلوكيات.

10. اعتبار اهتمامات الآخرين أولوية أكبر

في وقت سابق، كنت أذهب إلى المتجر لشراء جينز، وأعود حاملة القمصان والفساتين والأحذية (لأطفالي). كان زوجي يسأل “أين الجينز؟” وكنت أدرك ساعتها أني نسيت نفسي. أنا الآن أذكى، حيث أذهب للتسوق، وأشتري لنفسي كعكة بدلاً من شراء الدمية رقم 100 لابنتي. لا أخجل لأني بهذه الطريقة ما زلت أماً لطيفة مع طفلتي.

عندما كنت أصغر سناً، بدا لي أن عليّ حل مشكلات الآخرين أولاً، فيما سأحل مشاكلي الخاصة إذا تبقى لدي وقت. كنت أوافق على مساعدة زملائي في العمل والبقاء لساعات إضافية، أو إعطاء آخر 20 دولاراً معي لصديقتي لشراء ملابس جديدة وأكمل الشهر في انتظار راتبي التالي. لكنني أدرك الآن أن أولوياتي مهمة، فيجب أن تضع قناع الأكسجين أولاً لنفسك قبل أن تعتني بالآخرين. لهذا السبب توقفت عن إهمال مصالحي.

11. إظهار “النجاح” على وسائل التواصل الاجتماعي

أظهرت أبحاث علماء النفس أن معظم الناس يكذبون على وسائل التواصل الاجتماعي لكي يظهروا بمظهر مرغوب ومحبوب أكثر، ويبدون بنشاط أكثر. ولكن في الواقع، من المرهق جداً أن تصطنع واقعاً وردياً، وتستمر في إبراز هذه الصورة غير الموجودة. لماذا تضيع الوقت والطاقة عليها؟

قمت مؤخراً بتجربة كتبت فيها الحقيقة فقط على صفحتي لمدة شهر واحد. اضطررت إلى التخلص من صداقاتي مع العديد من الأشخاص الذين لم يكن لديهم الاستعداد لتقبل صدقي. قمت بتنظيف قائمة جهات الاتصال، واحتفظت فقط بمن تهمني آراؤهم. هؤلاء هم أصحاب التفكير المشابه لي، والذين لا يتعين عليّ أن أقوم بتجميل حياتي أمامهم. فيما يتعلق بالباقين، فليس من الضروري أن يعرفوا شيئاً عن حياتي.

12. الانتظار حتى تكبري لتحقق أحلامك

لطالما حلمت بالغناء، لكن والدتي كانت تغلق أذنيها دائماً عندما تسمعني أغني. عندما كنت طالبة، كنت أشعر بالخجل من صوتي، ولم أستطع الاستمتاع بالغناء، والعزف على الغيتار مع أصدقائي. وعندما بلغت من العمر 32 عاماً، دفعت مقابل أول درس غناء لي. الطريق طويل للوصول إلى مستوى محترف، ولكني صرت أغني جيداً.

إذا كنت تحلمين بتجديف الكاياك أو صبغ شعرك باللون الأزرق أو تبني كلب، فلا تنتظري الوقت “المناسب” وحققي أحلامك اليوم. عندما تبلغين مرحلة الثلاثينيات من العمر، لا يهم ما يقوله جيرانك أو زملاؤك أو والدتك. كل واحد منا يعيش حياته، ولا يجب تأجيل ما يريد إلى الغد.

ما الأشياء التي كنت تعتقدين أنها واجبة عليك في شبابك؟

شارك هذا المقال