عارضة الأزياء ميا كانغ تكشف كيف زادت وزنها لتعثر على السعادة
تُغرس معايير الجمال في النساء على مدار حياتهن، وتؤثر فينا جميعاً بدرجةٍ كبيرة. حيث تضطر النساء بسببها أحياناً إلى اللجوء لعمليات التجميل الجراحية، وتفتيح البشرة، وربط القدم، وحلقات العنق، وإزالة الشعر، والمكياج، وتركيب الشعر المستعار، وتبييض الأسنان، وتسمير البشرة، وارتداء المخصر أو الكورسيه، وغيرها من الوسائل. لكن بطلتنا اليوم هي ميا كانغ التي اختارت أن تسلك مساراً مختلفاً تماماً، إذ واجهت مخاوفها وتحدّت تصنيفات الجمال التي وضعتها صناعة التجميل في وجهها.
ونود في الجانب المُشرق أن تلقوا نظرةً على كيفية انتصار ميا كانغ على نفسها حرفياً، عندما تخلت عن المعتقدات الخاطئة المرتبطة بشكل الجمال الحقيقي. ونحن على قناعة بأن أي امرأة ستمدها قصة ميا بجرعة ولو صغيرة من الإلهام.
بدأت الحياة تُلقِّن ميا دروسها في سنٍ مبكرة
نشأت ميا في هونغ كونغ، حيث تعلمت الكثير من وجهات نظرها في الحياة. إذ كانت تؤمن بالعمل الجاد أولاً وقبل كل شيء، لأن هونغ كونغ لطالما كانت مكاناً مزدحماً يعبق بروح النجاح. كما تمتلئ المدينة بأشخاصٍ من جميع أنحاء العالم، ولهذا تعلمت الفتاة الصغيرة أن تتحلى بعقليةٍ منفتحة وحبٍ للاستطلاع بفضل نشأتها هناك. وأصبحت مصطلحات مثل “التعدد الثقافي” مألوفةً بالنسبة لها في سنٍ مبكرة.
وبعيداً عن ذلك، تأمل ميا اليوم لو كان بإمكانها العودة في الزمن حتى توجه بعض النصائح لنفسها في عمر 13 عاماً. فعندما تنظر للوراء الآن، لا تندم ميا سوى لأنها لم تحتفل بسماتها المميزة. إذ كانت ستقول لنفسها: “لا تهدري طاقتك في محاولة التكيف. لا بأس في الاختلاف. أنتِ مميزة”.
حملت حياة عارضات الأزياء تحدياً كبيراً
عانت ميا كثيراً منذ بدأت المشاركة في عروض الأزياء في عمر 13 عاماً. إذ لطالما حاولت الامتثال لمعايير الأزياء والحفاظ على قياس 2 أو أصغر. ونتيجةً لرغبتها في مواكبة تصنيفات الجمال، مرت ميا “بكل اضطرابات الأكل التي يمكنك تخيلها” بما في ذلك فقدان الشهية والنهام، واستخدمت الملينات ومختلف المكملات الغذائية.
واعترفت ميا أنها كانت مهووسةً بوزنها قائلةً: “كنت مهووسةً بإظهار عظام ترقوتي، وأضلاعي، وعظام حوضي”. كما كرست حياتها لنظامها الغذائي. إذ تقول: “تمحورت حياتي حول العصائر الخضراء، والكرنب، والتدريب قدر المستطاع على مدار اليوم بسبب اعتقادي أنه السلوك ’الصحي’”.
لكنها صادفت في النهاية فرصةً سعيدة غيرت حياتها وتفكيرها بحق. حيث سافرت في عطلة إلى تايلاند واكتشفت رياضة الموياي تاي هناك، وهي رياضة مخصصة للرجال في المقام الأول. ومن الصعب تخيّل عارضة أزياء وهي تمارس رياضة عنيفة مثل الملاكمة، لكن ميا نجحت في كسر القوالب النمطية حتى في رياضةٍ كهذه.
الملاكمة أقنعت ميا بتغيير حياتها ولم تندم على ذلك مطلقاً
تبيّن أن ممارسة الموياي تاي كانت الحل لتوتر ميا. إذ علمتها الملاكمة أن تكون سعيدةً بجسمها، الذي أصبح بقياس 8 اليوم، وأن ترضى عن شكلها وهي بصحةٍ جيدة. وكتبت ميا رسالةً قوية لجميع متابعيها في منشورٍ على إنستغرام يقول:
“كنت مهووسةً بفجوة الأفخاذ. وكنت على وشك إجراء جلسة تصوير ملابس سباحة مع مجلة سبورتس إليستريتد للمرة الأولى، وأردت أن أشبه عارضات فيكتوريا سيكريت. وأخبرني العاملون في الصناعة بأنني أبدو في أبهى صوري حتى الآن، لكنني بحاجةٍ لفقدان القليل من الوزن الإضافي. فكرهت مظهري بشدة لدرجةٍ ظننت معها أنني سمينة، وكنت أعيش في قلقٍ دائم. لكنني أشعر اليوم أنني صرت امرأةً أخيراً بعد أن أصبحت أرتدي مقاس 8. أحب فخذاي وانحناءات جسمي. وما زلت أشعر بعدم الأمان بينما أتكيف مع جسمي الجديد، كما هو الحال مع الجميع. لكنني أعرف جسمي، وأحترمه، وأحبه”.
تتحدث عارضة الأزياء بانفتاح عن شعور المرء بأن المعايير تُقيّده
تعتبر ميا واحدةً من عارضات الأزياء اللواتي تحلين بالشجاعة لكشف الوجه الآخر للصناعة أمام الجمهور. إذ اعتدنا على مشاهدة عارضات الأزياء يقدمن أداءً رائعاً في جلسات التصوير المثالية، وكنا نفترض أنهن سعيدات للغاية بحياتهن المهنية. لكن ميا تريد أن تظهر لنا أن هذا الافتراض ليس حقيقياً دائماً.
حيث كشفت ذلك في منشورٍ آخر قائلةً: “التقطت الصورة على اليمين قبل 4 سنوات عندما كنت عارضة أزياء شهيرة في هونغ كونغ. وأبدو فيها وكأنني أعيش حياتي المثالية في الظاهر، لكنني كنت أكره حياتي في الواقع. حيث كرهت نفسي، ونادراً ما كنت آكل الطعام. وعشت في قلقٍ متواصل لخوفي من آراء الناس في شكلي، وخشيتي أن يكتشفوا معاناتي من اضطرابات الأكل، ورعبي من فكرة ألا أُعتبر جميلةً بعد الآن”.
ثم مضت لتصف حالتها الآن قائلةً: “أما الصورة على اليسار فهي تمثلني اليوم. ما أزال نفس المرأة، لكنني أعرف قيمتي. وأحترم نفسي. وأصبحت أتمتع الآن بالصحة والسعادة. لطالما أردت أن أكون امرأةً قوية وواثقة، وهذا ما أصبحت عليه اليوم”.
تحمل ميا رسالةً جليلة وقوية للعالم بأسره
عند المقارنة بين شكل وجهها وجسمها في الماضي والحاضر، ليس بوسع ميا سوى أن تشارك نصيحةً ورسالةً واحدة مع النساء من جميع أنحاء العالم.
إذ كتبت بأسلوبٍ عاطفي عبر إنستغرام: “حاولت أن أواجه كل فكرةٍ سلبية تراودني عن نفسي بأخرى إيجابية. ولملمت شتات نفسي ثم اصطحبتها لتناول وجبةٍ صحية. وكان تناول الطعام هو آخر شيء أريد فعله وقتها. لكنني أجبرت نفسي وذكرتها بأننا نحظى بنعمة امتلاك أجسام دائمة التقلب والتغيير. وربما يتقلب وزني باستمرار، لكن قيمتي ستظل ثابتة”.
ما معيار الجمال الذي عانيت منه شخصياً؟ وهل ألهمتك تجربة ميا لتغيير طريقة نظرتك إلى نفسك؟