الحياة بدون أطراف لا تخلو من الحب.. قصة نيك وكاناي فوجيتشيتش شعاع أمل لنا جميعاً
ربما اعتدنا جميعاً على قراءة قصص الحب حيث يلتقي الأمير بأميرة جميلة ويقعان في حب بعضهما بجنون ثم يعيشان في سعادة دائمة. لكن قصة اليوم فريدة من نوعها، وبطلاها هما شابة جميلة وشاب يعاني من إعاقة نادرة وقعا في الغرام وتحديا كل الصعاب ليتمكنا من بناء أسرة سعيدة. نيك وكاناي زوجان كانا مصدر إلهام للكثيرين حول العالم ليتبعوا قلوبهم عندما يتعلق الأمر بأسمى المشاعر وأكثرها نقاء.
واجه نيك تحديات كثيرة منذ لحظة ولادته
نيكولاس جيمس فوجيسيتش، المعروف أيضاً باسم نيك فوجيتشيتش البالغ من العمر 39 عاماً، هو محاضر تحفيزي شهير من أصل صربي. ولد مصاباً بمتلازمة فقدان الأطراف الأربعة، وهو اضطراب نادر يعني عدم امتلاك الشخص لذراعين أو ساقين. وفقاً للسيرة الذاتية لنيك، رفضت والدته رؤيته أو حمله بعد ولادته وتركه والداه في المستشفى وغادرا ببساطة.
في البداية، كانت أصابع إحدى قدميه ملتصقة فخضع لعملية جراحية لفصل أصابع القدم ليتمكن من استخدامها بدلاً من أصابع يديه للإمساك بها. يطلق نيك على أصابعه اسم “أرجل الدجاجة”.
كان على نيك فوجيتشيتش مواجهة العديد من المصاعب منذ ولادته. كان أول طالب من ذوي الإعاقة سُمح له بالالتحاق بمدرسة عادية في أستراليا. ومع ذلك، كان مختلفاً في نظر زملائه. لكنه لم يستسلم أبداً، ويحب الآن مظهره الفريد. كان والد يقول له: “أنت هدية من الله، لكن بشكل مختلف” ويعيش نيك اليوم حاملاً هذا الشعار.
تغيّرت حياته عندما التقى بكاناي
التقى نيك وكاناي لأول مرة في عام 2010، وأدرك فوراً أنه وقع في الحب. كان هناك حدث صغير في دالاس، حيث كان نيك ضيفاً متحدثاً وكانت كاناي بين الحضور برفقة أحد أصدقاء نيك. عندما قابلت كاناي نيك أدركت أنها وجدت فيه كل ما تريده في الرجال.
بالنسبة إلى نيك، كان الحب من النظرة الأولى. تتذكر كاناي أنها شعرت بقوة غريبة تجذبها نحو نيك عندما رأته أول مرة وشعرت نحوه بالألفة.
بعد انتهاء الحدث، أرسك نيك رسالة إلى صديقه تامي، وطلب منه مساعدته في التقرب من كاناي. ومنذ ذلك الحين، تطورت الأمور بسرعة كبيرة بين الحبيبين. وبعد فترة من المواعدة والمكالمات الهاتفية الطويلة، نشر نيك على حسابه على فيس بوك نبأ خطبته لكاناي. حدث هذا في الأول من أغسطس عام 2011 على متن قارب في سانتا باربرا، ووضع نيك خاتم الخطوبة في إصبع كاناي مُستخدماً فمه. ثم تزوج العاشقان في 12 فبراير 2012.
أثمر حبهما مع مرور الوقت
أصبح الزوجان السعيدان لا ينفصلان منذ عقد قرانهما. أما أسرتهما فقد كبرت بسرعة، ونيك الآن أب لأربعة أطفال رائعين وسعداء. يربي الزوجان معاً ولدين وبنتين، ويمكن رؤية علاقتهما ببعضهما البعض وبأطفالهما في الصور التي تجمع الأسرة. يفتقد نيك زوجته دائماً عندما يسافر إلى المؤتمرات بمفرده، ولا يمل من التعبير عن مشاعره لها في منشوراته.
كاناي زوجة مخلصة وأم محبة. كتبت في إحدى منشوراتها على إنستغرام: “تحصل الأم على كل ما قد تتمناه. يمكنني القول بثقة إن أطفالي يعشقونني، وحبي لهم يفوق العشق”.
يريد الزوجان أن يكونا قدوة لكل متابعيهم
لا يمكن للزوجين منع أنفسهما من الوقوع في حب بعضهما البعض كل يوم. كتبت كاناي منشوراً وصفت فيه علاقتهما بصدق في واحدة من ذكرياتهما السنوية.
أريد التعبير عن فخري بزوجي. مع أن لديه الكثير من المشاغل، إلا أن أول ما يفعله هو أن يقدم لي الزهور في الصباح ليقول: “ذكرى سنوية سعيدة يا حبيبتي!” أحبه كثيراً. لقد واجهنا الكثير من الصعاب وفقد بعضنا الأحبة واستقبلنا حياة جديدة. نحن معاً في لحظات النجاح والفشل".
كيف تشعر بعد قراءة قصة هذا الثنائي الرائع؟ وكيف تقيّم نجاح العلاقات؟