باولا أنتونيني عارضة أزياء تعامل قدمها الاصطناعية كقطعة أكسسوار جميلة
كل إنسان يتذكر الحدث الذي شكل نقطة تحول في حياته وتغيرت بعدها الأمور إلى حد ما. بعض هذه الأحداث تكون إيجابية مُفرحة، مثل الزواج أو الإنجاب بعد طول انتظار. بالمقابل، تباغثنا أحداث أخرى بما لا نشتهيه وتُحزننا، لكنها في الحقيقة قد تجعلنا أقوى. وهذا ما حدث مع عارضة الأزياء الشهيرة باولا أنتونيني، التي يبدو أنها منشبثة بالحياة بقوة، لدرجة أنها تواصل شق طريق النجاح ونشر الإيجابية، على الرغم من تعرضها لحادث مأساوي.
تغيّرت حياة باولا تماماً في يوم واحد
أصبحت باولا عارضة الأزياء البرازيلية نموذجاً ملهماً للناس ورمزاً للإيجابية والتفاؤل على إنستغرام، حيث يتابعها أزيد من 2.5 مليون شخص.
وقعت باولا ضحية لحادث سير مؤلم، إذ صدمتها سيارة بينما كانت تضع أمتعتها داخل صندوق سيارتها. وجراءذلك، خضعت لعمليتين جراحيتين وبُترت ساقها اليسرى.
تعلمت باولا كيف تعيش حياتها على نحو جديد تماماً بعد الحادثة، وكأنها طفل صغير. كتبت باولا على إنستغرام في منشور مشحون بالمشاعر الصادقة: “صورتان قبل الحادث وبعده! الفارق بين الصورتين 7 سنوات تغيرت فيها الأمور تماماً! لا يمكنني إلا شكر الرب بشدة على منحي الفرصة للعيش وعلى هذه الحياة الجميلة!”
بالرغم من تفاؤل باولا الكبير، لكنها عانت من التردد الشديد في البداية. وقالت عن هذا: “حين بُترت ساقي قبل 7 سنوات، ساورتني شكوك عديدة. ودارت ببالي بضعة أسئلة من قبيل كيف ستصبح حياتي؟ وكيف ستصبح علاقتي بجسدي من الآن فصاعداً؟”
العيش بساق اصطناعية وبناء مسيرة مهنية بطموح جامح وأهداف جديدة
اعترفت باولا أنها لم تعتد على مظهرها الجديد بسهولة. وقالت بهذا الخصوص: “حين نظرت إلى نفسي في المرآة كانت لحظة خاصة للغاية. لدرجة أنني استغرقت وقتاً لكي أفهم حقاً ما حدث، ولكي أفهم كيف ستصير (شخصيتي) الجديدة. كيف ستصبح حياتي الجديدة مع امتلاء جسدي بالندوب وبساق واحدة، لم أكن أقل جمالاً من ذي قبل. لكن الأمر كان مختلفاً”.
تعرف باولا من خلال تجربتها الشخصية أهمية حب وتقدير الذات. وقد وصفت ما فعلته بالمجهود الشجاع الذى آتى ثماره، فصارت تشعر بسلام تام وانسجام مع ذاتها.
فسرت باولا ذلك بقولها: “كان من الجميل أن أعيد اكتشاف نقسي بصفتي ’امرأة‘ وأن أكتشف أن جمالنا يتجلى في ذواتنا كلها، وأن شكل الجسد هو أدنى درجات الجمال. كان من الجميل أن أتعلم الاتزان مرة أخرى في سن 20 عاماً، بالرغم من صعوبة الأمر. كان من الجميل أن أخطو أولى خطواتي مرة أخرى. حين أسترجع ما حدث، أعلم أنني لطالما شعرت بالخوف وعدم اليقين، لكن شجاعتي انتصرت على ذلك كله”.
باولا الجديدة تنشر الإيجابية والتفاؤل للباحثين عن الأمل في الأوقات الصعبة
خضعت باولا للعديد من جلسات العلاج الطبيعي قبل الوصول إلى شكلها الحالي. كما تواصل نشر صورها بالبيكيني على إنستغرام، ولم تفكر قط في إخفاء ساقها الاصطناعية لأنها تريد أن تكون “قدوة لمن فقدوا أطرافهم”.
لكنها تشحن الآخرين بطاقتها الإيجابية وحبها للحياة، وتتلقى مقابل ذلك امتناناً كبيراً من المتابعين. يُطلق عليها هؤلاء لقب “المحاربة” ولا ينفكون يعبرون عن انبهارهم بطاقتها الإيجابية التي لا تنضب. في حين لا يستطيع آخرون كتم مشاعرهم وشُكرَ باولا، لأن تجربتها تساعدهم وتلهمهم على تجاوز الأوقات العصيبة.
تظهر باولا مبتسمة وضاحكة ومستمتعة بحياتها لأقصى الحدود في صورها كلها. كما أنها أصبحت من أشهر عارضات الأزياء وأكثرهن تلقياً لدعوات المشاركة في عروض الأزياء بالبرازيل. وفوق ذلك، فهي نموذج ملهم للجميع، ليس بسبب تفاؤلها فقط، لكن بسبب أسلوب حياتها وأناقتها.
تزخر صفحة باولا على إنستغرام بالعديد من الأزياء العصرية الأنيقة الملهمة. وتتعامل مع ساقها الاصطناعية على أنها قطعة إكسسوار أنيقة، فتعمد إلى تغيير شكلها باستمرار، لتتوافق مع أزيائها وإطلالاتها الرائعة. هذا دليل واضح على تقبلها لذاتها وشعورها بالرضا عن حياتها.
من الشخص المتفائل الذي يواصل إلهامك بمواقفه اليومية في الحياة من بين معارفك؟ كيف تتعامل مع صعوبات الحياة وشدائدها؟