دافني سيلفي عارضة أزياء تبلغ 94 عاماً أحدثت زوبعة في عالم الموضة وحطمت مقاييس الجمال والعمر
إذا تحدثنا عن "عارضات الأزياء"، فإن ما يخطر بالبال على الفور هو شابات جميلات يسرن برشاقة وخفة على ممرات العروض ويلتقطن الصور التي تتصدر أغلفة المجلات، لذا لا عجب أن يكون السن التقليدي للعارضات في معظم وكالات الأزياء يتراوح من 16 إلى 21، وكلما بدت العارضة أكثر شباباً، كان ذلك أفضل. عارضة الأزياء دافني سيلفي ذات الـ 94 عاماً، وهي صاحبة أطول مسيرة مهنية في مجال العروض في العالم، تخالف كل معايير العمر التي يفرضها مجال الجمال والموضة وتثبت أن التقدم في العمر لا يعني إلا المزيد من الجمال والأناقة.
بدأت دافني سيلفي مسيرتها المهنية منذ زمن بعيد والعائلة المالكة البريطانية ألهمتها
تقول أكبر عارضة أزياء في العالم دافني سيلفي، التي أتمت 94 عاماً هذه السنة، إنها “لن تتقاعد”. دافني بريطانية الأصل، وتعمل في مجال عروض الأزياء منذ أكثر من 70 عاماً. عملت دافني مع كثير من العلامات التجارية الشهيرة، مثل دولتشي أند غابانا، وحضرت العديد من جلسات التصوير مع مصورين مختلفين، وظهرت على شاشة التلفاز، حتى أنها كتبت سيرتها الذاتية في صورة مذكرات. من أجمل ذكرياتها إدراج اسمها في قائمة الشخصيات التي ستكرمها الملكة مع بداية العام الجديد في إحدى السنوات، وقد نالت ميدالية الإمبراطورية البريطانية.
قدوة دافني في عالم الأزياء هي الملكة إليزابيث الثانية، وقد قالت في إحدى لقاءاتها التليفزيونية: “أعتقد أننا نتطلع جميعاً إلى أفراد العائلة المالكة بطريقة ما، كانت الملكة رائعة الجمال في شبابها. كلهم يعيشون حياة ساحرة أو هكذا نظن. لكن الناس حالياً لا يريدون أن يتأنقوا مثل ذي قبل، وهو أمر مثير للشفقة في رأيي، لأنني أحب التأنق!”
أحبت دافني عالم الموضة والأزياء والجمال منذ طفولتها
دخلت دافني عالم الموضة في 1949 حين كان عمرها 21 عاماً فحسب. تقول عن ذلك: “كنت أعمل في متجر في ريدنغ في غرب لندن، وأقاموا مسابقة أزياء. كثير من الفتيات اشتركن في المسابقة، كانت الجائزة هي الظهور على غلاف مجلة Reading & Berkshire Review. فزت بالمركز الأول”
كان عالم الموضة مختلفاً تماماً عما هو الآن. حالياً تمثل كثير من العارضات علامات تجارية شخصية تساوي ملايين الدولارات ولديهن وكلاء أعمال يتفاوضن بشأن ما ستفعله العارضات أو ما لن تفعله.
لكن دافني بدأت مسيرتها في عصر مختلف تماماً، وقالت عن هذا في لقاء تليفزيوني: “اختلف عالم الموضة حالياً تماماً عما كان عليه من قبل. التصوير الملون كان أمراً جديداً حين بدأت. لم يكن أسبوع الموضة في لندن قد بدأ بعد، حدث هذا في آخر 25 عاماً. ممرات عروض الأزياء الأساسية كانت في المتاجر الكبيرة بلندن ونورثهامبتون و بورنموث. لم يذهب إلى باريس إلا فتاة أو اثنتين فحسب. لم يكن الناس قد سمعوا عن مهنة عارضة الأزياء المحترفة بعد”.
ما زالت دافني تتمتع بالنشاط والحيوية في سن 94 عاماً ولديها شخصية عاطفية ومبدعة
ما زالت دافني تفيض بالحيوية والنشاط، لأنها نشيطة بطبعها طوال حياتها. لم تعد تقود السيارات، لكنها تشعر بالسعادة حين تسافر إلى أماكن مختلفة بالقطار من موطنها في مقاطعة هارتفوردشير بمدينة بالدوك. لديها 3 أطفال في الخمسينيات والستينيات من العمر حالياً، ولديها 4 أحفاد في العشرينيات من العمر. دافني أرملة، لكنها تخرج في مواعيد غرامية وتقابل أشخاصاً جدد في المسارح أو في أماكن أخرى.
تتمتع دافني بصحة جيدة، لكنها تعاني من الالتهاب الوعائي في قدمها ما يمنعها من ارتداء أحذية الكعب العالي. وهي جميلة بوضوح، لذلك أصبحت في سن السبعين أكبر عارضة تعود إلى مجال الأزياء على مر التاريخ وأظهرت للعالم قدرتها على كسر الأنماط التقليدية عن عارضات الأزياء في الألفية الجديدة.
أصبحت دافني رمزاً لجيل جديد في عالم عارضات الأزياء
ما زالت دافني تبهر عالم الأزياء بأناقتها، إذ يعتبر مظهرها رمزاً لقوة النساء المتقدمات في العمر في عالم الموضة، وتمثل بداية جيل خاص، تطلق عليه وسائل الإعلام اسم “greynaissance” أي انتشار عارضات الأزياء صاحبات الشعر الرمادي ممن تخطين الستين. تشارك دافني نصائحها المميزة لعارضات الأزياء المبتدئات كلهن، لكن اتضح أن تلك النصائح ملائمة كذلك للنساء جميعاً في أي مكان.
تقول دافني: “الاهتمام بالصحة هو أهم شيء، لأن عروض الأزياء عمل شاق إذا أديته كما ينبغي. يستغرق الأمر ساعات طوال وكثير من التنقلات والعديد من الأنشطة البدنية وأخلاقيات عمل منضبطة كذلك. أي الالتزام بمواعيد العمل و عدم إهدار وقت العمل في أمور غير مفيدة وترك الهاتف”.
كما ذكرت بعض التفاصيل عن أسلوب حياتها حين قالت: “أمارس مجموعة تمارين رياضية في معظم الأيام، وهي تمارين مرتبطة باليوغا والباليه وقليل من تمارين الأثقال وأركب الدراجة الثابتة أيضاً. بالطبع لا يمكنني فعل كل هذا يومياً، لكنني أمارس بعض تمارين الإطالة دائماً”.
ما أكثر شيء ألهمكم وأبهركم في قصة دافني سيلفي؟ ألديك قدوة تثير إلهامك بطاقتها ونشاطها الكبير؟