إبقاء فين ديزل إرث بول ووكر قائماً هو دليل على صداقة حقيقية لم نتعب من سماع تفاصيلها أبداً
توفي بول ووكر، نجم أفلام Fast and the Furious، عام 2013، تاركاً العالم بأسره في صدمة كبيرة. لكن وفاته أثرت بشكل كبير على شخص واحد، وهو صديقه القديم وشريكه في التمثيل فين ديزل، الذي كان بمثابة أخ للممثل الراحل. وحتى بعد كل هذه السنوات، لم يفشل فين أبداً في تكريم وتذكّر صديقه المقرّب، الذي يحتل مكانة خاصة في قلبه.
صديقان مقرّبان على الشاشة وفي الحياة الواقعية
ظهر بول ووكر وفين ديزل معاً لأول مرة على الشاشة في فيلم The Fast and the Furious، حيث لعب ووكر دور بريان أوكونر وديزل دور زعيم العصابة دومينيك توريتو. وإلى جانب الروابط العاطفية التي بنتْها شخصيّتا الفيلم، بدأ الممثلان أيضاً في تكوين صداقة لطيفة خارج الشاشة لم يؤثّر عليها الوقت ولا البعد.
لقد حظي الثنائي بصداقة حقيقية تطوّرت طوال فترة إنتاج أجزاء الأفلام من 2001 إلى 2013 واستمرت لمدة 15 عاماً تقريباً. في الواقع، ديزل هو الأب الروحي لابنة صديقه الراحل ميدو ووكر، مما يثبت أن علاقتهما المذهلة تتجاوز مجرد علاقة زمالة.
وقد قال ديزل: “عندما بدأنا تصوير الفيلم، اعتقدنا أننا سنصنع فيلماً كلاسيكياً عن السيارات، وسيكون هو العمل الوحيد”. وبدلاً من ذلك، اعترف بأنه لم يكن متأكداً مما إذا كانت الإستراتيجية هي صنع “جزء سابع وثامن وتاسع وعاشر بدلاً من ذلك”. وعند حديثه عن هذا الأمر بشكل أعمق، تذكّر ديزل الوعد الذي قطعه مع ووكر، قائلاً: “سنجعل لهذا الفيلم 10 أجزاء وستكون نهايته عند هذا الحد”.
الحادث المأساوي
في 30 نوفمبر 2013، نشر ووكر تغريدة على تويتر أعلم فيها متابعيه أن الجزء السادس من الفيلم سيكون متاحاً قريباً. لكن بعد ساعات قليلة، توفي ووكر بشكل مأساوي في حادث سيارة.
عُرف ووكر بأنه فاعل خير طيب القلب، وقد أمضى أغلب وقته في ذلك اليوم الحزين في حدث خيري. وتماماً مثل الشخصية التي لعبها، كان ووكر شغوفاً بالسيارات السريعة. في الواقع، في ذلك اليوم بالذات، نظّم ووكر وصديقه روجر روداس الحدث الخيري في متجر للسيارات عالية الأداء كانا يمتلكانه.
وعندما غادرا الحدث، كان ووكر جالساً في مقعد الركاب بينما كان روداس يقود السيارة. وفجأة، على بعد بضع مئات من الأمتار فقط، فقد السائق السيطرة على السيارة. ورغم أن الحاضرين في الحدث سارعوا لتقديم المساعدة، إلا أنهم كانوا عاجزين عن إنقاذه. وظل أصدقاء ووكر يشاهدون المأساة بلا حول ولا قوة بينما كان خبر الحادث ينتشر بسرعة عبر وسائل الإعلام. وفي غضون ساعات، صدمت وفاة ووكر الجماهير في جميع أنحاء العالم.
لا يمضي فين ديزل يوماً دون أن يعتز بصديقه المفضل
كان فين ديزل وبول ووكر صديقين حميمين، وقد دمّرت وفاة الممثل ديزل. في الواقع، خلق فقدان أفضل صديق له إلى الأبد فراغاً مؤلماً لا يمكن ملؤه. ومع ذلك، فقد حاول الممثل دائماً إبقاء ذكرى صديقه قائمة من خلال التحدث عن ووكر وعلاقتهما الخاصة. حتى أنه كان يبكي كثيراً أمام الكاميرا عند التحدث عنه خلال المقابلات.
وذكر الممثل أنه قابل والدة ووكر في اليوم الذي تلى حادث السيارة المميت. واعترف بأن ردة فعل والدة ووكر، التي أعربت فيها عن أسفها من أجله، فاجأته. وتذكّر قوله لها: “لماذا؟ لماذا أنت آسفة من أجلي؟ فقالت ’لأنك فقدت نصفك الآخر’”.
وجد فين ديزل صعوبة في قبول حقيقة أن صديقه المقرب توفي فجأة، وأنه لن يكون متواجداً ليدعمه ويسانده. كان ووكر مصدر دعم كبير له، خاصة عندما ساعد ديزل في استعادة علاقته مع والدته. وقد قال ديزل عن ذلك: “لقد تطلّبني الانتقال من كوني نكرة إلى شخص له أخ 15 سنة، فقط ليرحل عني في يوم من الأيام. كانت تجربة مريرة للغاية”.
نظراً لأن فيلم Fast and Furious السابع كان لا يزال في طور الإعداد، لم يكن لدى ديزل وقت ليحزن على فقدان صديقه. بعد وفاة ووكر، اضطر ديزل إلى التصرف كما لو كان صديقه يقف بجانبه أثناء تصوير الفيلم. وقد كشف ديزل: “كنت أمارس التمثيل طوال حياتي، وهم لا يعلمونك في هذه الوظيفة كيف تحزن على شخص ما وتتظاهر في الوقت نفسه بأنه في مشهد معك”.
العلاقة الفريدة بين عائلتيهما
العلاقة بين ووكر وديزل غير قابلة للكسر، وعلى الرغم من وفاة ووكر، استمر ديزل في التقرب من عائلته، مما منحهم إحساساً بوجود والدهم الراحل. بالإضافة إلى ذلك، منح ديزل ابنته الثانية اسم بولين تكريماً لصديقه المتوفى.
تجتمع عائلتا ووكر وديزل بشكل متكرر، ويُظهر الرابط الخاص بين بناتهما كيف يمكن للصداقة أن تتخطى جميع الحواجز. وفوق كل شيء، ظل ديزل قريباً من ابنته الروحية ميدو، التي قال عنها إنها “تعتني به جيداً”.
وأضاف ديزل: “إنها أول من يهنئني بعيد الأب، ورؤيتها مع أطفالي هي من أجمل الأشياء في حياتي. عندما أراها تلعب مع بولين، يؤثر فيّ المشهد كثيراً، لأنني أتخيل في تلك اللحظة كيف سيكون شعور أخي إذا كان بإمكانه رؤية ذلك”.
ولعل أبرز اللفتات ذات المغزى التي قام بها ديزل من أجل صديقه الراحل كانت مرافقة ابنته ميدو في الممشى وتقديمها إلى عريسها. لقد مسّت هذه البادرة قلوب الجميع لأنها أظهرت حب الممثل لووكر بتأديته واجباً كان ليقوم به الأب الراحل لو أنه بقي على قيد الحياة.
وكتب ديزل على إنستغرام: “بركات الحياة دائماً ما تتبع المآسي. انظر إلى هذه الصورة، بابلو. وسوف تجعلك تبتسم. نفس الملاك الذي ساعدتني في التحضير لاستقبالها بأجمل طريقة وبنصائحك الأخوية هي نفس الملاك الذي طلبت منها ميدو أن تكون وصيفة الشرف لها”.
ما هو الشيء الأكثر سخاء الذي فعلته من أجل صديق؟ هل سبق لك أن فقدت أحد أفراد أسرتك؟