الجانب المُشرق
الجانب المُشرق

كان توم كروز سنداً لأمه منذ كان عمره أحد عشر عاماً حتى لفظت أنفاسها الأخيرة

لا شك في أن توم كروز أحد رموز هوليوود، ولطالما أمتع الجمهور بأدائه في الأعمال الرومانسية الكوميدية، أو أفلام المغامرات الشيقة، أو أفلام الحركة والإثارة. ساهم إخلاصه الدائم لأمه، ماري، بشكلٍ كبير في تشكيل حياته الشخصية والمهنية. وبالرغم من الشهرة وبريق هوليوود، لم يتحول تركيز النجم عن أمه أبداً، وكان حريصاً على تقديم الدعم غير المشروط لها والاعتناء بها طوال الوقت.

شهدت السنوات الأولى من حياة توم قدراً كبيراً من عدم الاستقرار

LIMON/Bauergriffinonline.com/East News

اشتهر توم كروز بأنه العازب المرغوب فيه في هوليوود. لكنه في نظر أمه الراحلة، ماري لي بفايفر، أكثر من ذلك بكثير. لقد رأته ابناً محباً وعطوفاً وأخاً داعماً لشقيقاته.

وضع توم عائلته، وبالأخص أمه العزيزة، قبل تطلعاته الشخصية لوقت طويل حتى اكتسب شهرته أخيراً وتوالت نجاحاته. عندما كان عمره أحد عشر عاماً، كان نعم العون والسند لأمه بعدما هجر والده عائلته.

كانت طفولة الممثل الشهير مضطربة وغير مستقرة. انتقلت العائلة كثيراً قبل الاستقرار أخيراً عام 1974 في أوتاوا، كندا، وكان أفراد العائلة أبعد ما يكون عن التفاهم والانسجام.

تطلقت ماري لي بفايفر رسمياً عن توماس مابوثر الثالث في أغسطس 1975. وأصبح كروز وأمه وشقيقاته الثلاث، لي آن وماريان وكاثرين، مضطرين إلى تدبير أمورهم بأنفسهم بعد الطلاق. تزوج والده مجدداً بعد الانفصال، مما ولّد الكثير من مشاعر الغضب والارتباك لدى كروز في محاولة فهم سبب تخلي والده عنهم. يُذكر أن الممثل لم يرَ والده مرة أخرى بعد طلاقه من أمه.

في نهاية المطاف، غادرت بفايفر مع أطفالها إلى مدينةٍ جديدة، وتزوجت مرة أخرى. ولإعالة أطفالها، عملت الأم في 3 وظائف بدوام جزئي. وعند عودتها إلى المنزل كل مساء، كان كروز يغسل قدميها ويدلكهما لمدة 30 دقيقة.

وظيفته الأولى قبل التمثيل

قبل بلوغ سنوات المراهقة، عمل توم في عدة وظائف، تضمنت توصيل الجرائد، وجز العشب، وتزيين حدائق الجيران. وبالرغم من عمره الصغير، تحمّل توم بمنتهى الجدية مسؤولية العناية بأمه وشقيقاته الثلاث. ربما تركز أولويات معظم الفتيان في مثل عمره على مصالحهم واهتماماتهم الخاصة، إلا أن توم ظل قريباً من أمه وكان ينفق دخله بالكامل على إعالة عائلته.

أجّل حلمه من أجل عائلته

كان توم شغوفاً بالتمثيل، وكان بارعاً في تقليد الممثلين الكوميديين والشخصيات الكرتونية، لكنه أجّل أحلامه من أجل عائلته. ومع ذلك، نجح في اختبار أداء وحصل على دوره الأول في مسرح المدرسة الثانوية، مما أثار رغبته في التمثيل من جديد. بعد ذلك، وبمباركة أمه، انتقل إلى نيويورك لمطاردة حلمه.

بدأت مسيرة توم كروز في التمثيل بأدوار رئيسية في بعض الأفلام مثل لون المال (The Color of Money) وولد في الرابع من يوليو (Born on the Fourth of July)، واستحق على الفيلم الأخير أول ترشيح له لجائزة الأوسكار. وبرغم نجاحاته، ظلت صورة توم كروز نظيفة بعيدة عن الفضائح.

علاقته الوثيقة بأمه

مع تزايد شهرته، ظلت علاقة الممثل وثيقة بأمه وشقيقاته، وكان كثيراً ما يحضر المناسبات معهن. بل ورافقت ماري ابنها توم في الكثير من المناسبات المميزة، ثم تراجع ظهورها العلني في نهاية المطاف بسبب تدهور حالتها الصحية. آخر مرة شوهدت فيها مع توم كان في حفل جوائز غولدن غلوب عام 2009.

لا يمكن تجاهل علاقة الممثل الوثيقة بأمه وتأثيرها الكبير على حياته الشخصية والمهنية. ظل تأثير ماري كبيراً على ابنها حتى وفاتها عام 2017. التزم توم برعاية أمه في سنوات عمرها الأخيرة، ويتضح لنا من شدة حزنه على فراقها كم كانت قريبةً إلى قلبه.

يدين بالفضل لأمه في كل شيء

ANTHONY WALLACE/AFP/East News

اعترف الممثل أن نجاحه يرجع بشكل كبير إلى القيم التي غرستها أمه في شخصيته، مثل الصبر والإصرار وإتقان العمل. يتشارك توم مع شخصية أمه أيضاً في الدفء والود، ويصفها بـ “المرأة بالغة التأثير”. كانت ماري فخورة للغاية برؤية نجاحات ابنها، لا سيما وأنها أدركت موهبته من سنٍ صغير.

حتى بعد وفاة ماري، استمر النجم في تكريم ذكراها، وظل قوياً مركزاً على أهدافه، كما علمته تماماً.

مصدر صورة المعاينة ANTHONY WALLACE/AFP/East News, Barry King / Alamy Stock Photo
الجانب المُشرق/مجتمع/كان توم كروز سنداً لأمه منذ كان عمره أحد عشر عاماً حتى لفظت أنفاسها الأخيرة
شارك هذا المقال