ماثيو بيري يتحدّث عن الدعم الذي تلقّاه من جينيفر أنيستون خلال أصعب سنوات حياته
لقد مرت 18 سنة منذ أن بُثّت آخر حلقة من Friends، أحد أكثر المسلسلات شهرة على الإطلاق، ولا يزال المعجبون يحبون كل عضو من أعضاء فريق التمثيل ويتابعون حياواتهم. فيقلقون بشأنهم ويشعرون بالسعادة عندما يرونهم مجتمعين مجدداً على الشاشة أو خارجها. لهذا السبب، عندما تحدّث ماثيو بيري، المعروف بأداء دور تشاندلر بينغ في المسلسل، عن الدعم الذي تلقّاه من زميلته، جينيفر أنيستون خلال أحلك أوقاته، لم نتمكن من كبح مشاعرنا. إنها قصة صداقة وحب ودعم خالص، فكيف لنا ألا تأثر بها؟
كان ماثيو وجينيفر العضوان الوحيدان اللذان يعرفان بعضهما قبل تصوير المسلسل
تستحق الطريقة التي التقى بها الممثلان أن تكون فكرة سيناريو لإحدى حلقات مسلسل Friends. في الواقع، تعرّف ماثيو وجينيفر على بعضهما البعض قبل 3 سنوات من بدء تصوير العرض من خلال أصدقاء مشتركين، وقد أُعجب ماثيو بها لدرجة أنه حاول أن يطلب منها الخروج معه في موعد غرامي. وقد قال ماثيو وهو يتذكر بداية علاقتهما: “لقد سحرتني على الفور (وكيف لي ألا أقع في سحرها؟) وأُعجبت بها، وشعرت أنها كانت مهتمة بي أيضاً. ربما كان ذلك بداية شيء ما”.
ورغم أن جينيفر رفضت مواعدته، إلا أنها أرادت أن تكوّن صداقة معه، وهذا ما حصل بالفعل.
استمرت صداقتهما خلال تصوير المسلسل
منذ بداية تصوير المسلسل، قضّى أعضاء فريق التمثيل الستة كل يوم بجانب بعضهم البعض، واستمروا على هذا المنوال لمدّة 10 سنوات. كانت الرابطة التي شكّلوها خلال العمل معاً فريدة من نوعها وتحوّلت إلى صداقة يمكن أن تدوم مدى الحياة. وقد قالت ليزا كودرو، التي لعبت دور فيبي في المسلسل: “لقد عشنا جميعاً شيئاً مهماً معاً، وأنشأنا رابطة قوية. ومع تقدمك في السن، تدرك أنّك لا تتمتع بهذا النوع من العلاقات مع الجميع”.
لكن حياة ماثيو لم تكن دائماً سهلة ووردية، وكانت زميلته في التمثيل هي التي مدّت له يد المساعدة في أحلك الأوقات.
تبيّن أن الشهرة المفاجئة وعبء العمل الهائل لم يكونا سهلين على ماثيو، فدخل بسببهما في فترة صعبة من السلوكات المدمرة للذات. وقد شبّه تلك الفترة بأنها “غرفة مظلمة” وأنه كان “وحيداً تماما” داخلها.
من الصعب تخيل العواقب المحتملة لتلك المرحلة لو لم يكن زملاؤه متواجدين من أجله. في ذلك الوقت، تدخلت جينيفر أنيستون لتساعد ماثيو وواجهته مباشرة. واعترف ماثيو أن تلك اللحظة كانت مخيفة بالنسبة له. ولكن في الوقت نفسه، كان ممتناً جداً لجينيفر.وقد قال متذكّراً دعم صديقته: “في الواقع، تواصلت معي أكثر من أي شخص آخر. أنا ممتن لها حقاً على ذلك”.
كان طاقم الممثلين بأكمله متواجداً من أجله
كان ماثيو يحاول إيجاد مهرب من أزماته في عمله، لكن ذلك لم يساعده في تجاوزها حقاً. وقد قال: “اعتقدت أن التحلي بروح الدعابة طوال الوقت هو الطريقة التي سأتجاوز بها محنتي. اعتقدت أن مسلسل Friends سيصلح كل شيء، لكنه لم يفعل ذلك”.
ولكن حتى لو لم يكن مسلسل Friends بحد ذاته هو العلاج الذي تمنى بيري أن يكونه، فقد كان أصدقاؤه الحقيقيون، أي طاقم العمل بأكمله، متواجودين من أجله. كان ديفيد ومات وكورتيني وليزا، جنباً إلى جنب مع جينيفر، داعمين وصبورين ومحبّين للغاية. حتى أن ماثيو قال عنهم: “إنهم مثل طيور البطريق. عندما يكون أحدها مريضاً أو مصاباً، فإن طيور البطريق الأخرى تحيط به وتدعمه وتتجول معه حتى يتمكن هذا البطريق من المشي بمفرده”. وكان هذا بالضبط ما فعله فريق التمثيل من أجله.
قرر أخيراً التحدث عن تجربته
طوال هذه السنوات، لم يكن ماثيو يريد أن يتذكر تلك الفترة من حياته، لكنه أصدر الآن مذكرات بعنوان الأصدقاء الأحباء والحدث الرهيب الكبير (Friends, Lovers and the Big Terrible Thing)، حيث تحدث فيها بصراحة عن كل ما مرّ به. وقد قرّر أن الوقت المناسب قد حان لسرد قصّته، علّها تساعد الآخرين على عدم تكرار أخطائه.
ويقول ماثيو: “كان من المهم بالنسبة لي أن أفعل شيئاً من شأنه أن يساعد الناس”.
ما هو أكثر شيء مؤثر في قصة ماثيو؟