من ربة منزل يائسة إلى عارضة أزياء شهيرة في عمر الـ58.. كيف أثبتت كارولين لابوشير أن الحياة تبدأ بعد الـ50؟
تُواجه النساء المعاصرات تحديات جمال جديدة كل يوم. ويمثل الشعر الرمادي واحدةً من تلك التحديات. إذ تقر العديد من النساء بأن الظهور بشعرٍ رمادي يتطلب قدراً كبيراً من الشجاعة والثقة في النفس، فضلاً عن أن درجة اللون الفضي على رؤوس النساء يجب صبغها وتلوينها حتى يتقبلهن المجتمع.
لكن بعض النساء أثبتن أن الشعر الرمادي ليس عبئاً، بل يعتبر بمثابة تاج على رؤوسهن ويُضيف سحراً خاصاً لأي امرأة. وقد برهنت بطلتنا اليوم على هذا الأمر من خلال تجربتها الشخصية.
لم تعش كارولين لابوشير حياةً سعيدة في سنواتها الأولى
تُعَدُّ كارولين لابوشير من أبناء لندن في الأصل. وهجرها والدها في طفولتها، مما منحها شعوراً بعدم الأمان وأصبحت تخشى أن تكبر. وقضت أم الطفلين سنوات العشرينات والثلاثينات من عمرها وهي تشعر “بالحرمان وعدم الأهمية”. وحاربت علامات التقدم في السن بصباغة شعرها، الذي بدأ لونه يتحول إلى الرمادي بالفعل.
وعلّقت كارولين على ذلك في إحدى المقابلات قائلةً: “تربيت على عدم النظر في المرايا. ولا أعتقد أنني شعرت بالجمال على الإطلاق -حتى في يوم زفافي. وكنت أشيح بوجهي في صغري عندما تُصوّب عدسة الكاميرا في اتجاهي. ولم أجرب شعور الجمال الذي أحسسته في العام الماضي من حياتي”.
وكانت خططها للحياة متواضعةً للغاية. حيث قالت في مقابلتها: “لم تعجبني المدرسة وتركتها في عمر 16 عاماً. وحضرت دورةً لطهي دجاج الكوردون بلو، ودورةً أخرى لخياطة وقص الفساتين. ولم تكن لدي أي خطط للحياة المهنية، بل أردت فقط أن أسافر وأتزوج وأكون أسرة”.
انقلبت حياة كارولين رأساً على عقب في يومٍ واحد
كان من المحتمل أن تعيش كارولين وسط مشاعر فقدان الأمل وانعدام الأمان إلى الأبد، لكنها حصلت فجأةً على فرصةٍ للنظر إلى نفسها بعيونٍ جديدة.
إذ أخبرتها ابنتها أميليا، التي كانت تبلغ من العمر 23 عاماً وتعمل كعارضة أزياء، بأن مديرها يبحث عن سفيرةٍ ذات شعرٍ رمادي في نوفمبر من عام 2017. ومثّل الخبر فرصةً كبيرة للأم. حيث قالت كارولين: “لم أكن عارضة أزياء، لكن شعري كان رمادياً”.
وبعد سنواتٍ من تلك الفرصة السعيدة، لم تعُد كارولين إلى حياتها السابقة بعد أن أصبحت صورها تُنشر في النسخة البريطانية من مجلة فوغ اليوم.
تحوّل الشعر الرمادي إلى إكسسوارٍ فاخر يُضيف إلى صورة المرأة
أصبحت كارولين شبه مهووسة بالطرق الممكنة لمكافحة التقدم في العمر، وذلك عندما كانت تشعر أن مظهرها عادي خلال الأربعينات وأوائل الخمسينات من عمرها. إذ كانت تصبغ شعرها الرمادي، وتستخدم كريمات مكافحة الشيخوخة المعروفة، وتخضع لعلاجات الوجه وحقن البوتوكس والحشو (الفيلر).
لكن كارولين شعرت بسعادةٍ غير مسبوقة بمظهرها بعد أن استغلت فرصة عرض الأزياء في عام 2017. وقالت: “لم أكن أريد أن أبدو كبيرةً في السن. إذ لم يعد الأمر إلزامياً اليوم في ظل التقدم الكبير على صعيد الطب المعاصر، ومستحضرات التجميل، والتغذية. لكنني أصبحت أكثر ثقة وشجاعة مما كنت عليه في العشرينات والثلاثينات من عمري. وأصبحت أذهب إلى الفعاليات بمفردي وأقبل أي شيء تقريباً”.
وأضافت: “أعتقد أن الرجال ما يزالون يفضلون النساء الأصغر. ومع ذلك ألفت الأنظار بطريقةٍ إيجابية للغاية، لكن لا تصفني بـ’المسنة’”. وعلّقت في مقابلةٍ أخرى على مظهرها الشخصي والطبيعي تماماً، حيث قالت: “أعتقد أن مظهري أصبح أفضل مع تقدمي في العمر. وأشعر بأنني كاملة الآن. إذ إن الشعر الرمادي يمنح المرء نوعاً من التمكين لسببٍ ما. وأصبحت أعتبره تاجاً على رأسي”.
تعيش كارولين أسعد فترات حياتها اليوم وتقدم نصائحها القوية للنساء
كتبت كارولين في خانة السيرة الذاتية على حسابها في إنستغرام: “أصبحت أعيش على طبيعتي التي لم أحصل على الفرصة لإظهارها بعد أن بلغت الـ58 من عمري”. وتفخر بشعرها الرمادي وإطلالتها الشابة، ولا تحاول إبهار الناس بصور جلسات تصويرها الرائعة مطلقاً.
واجتازت مع زوجها ديفيد الكثير من الأوقات العصيبة معاً، لكنهما يعيشان الآن في منطقة المرابع العربية بدبي ويستمتعان بحياتهما لأقصى درجة. وتصف أطفالها بأنهم أفضل استثماراتها في الحياة، ولا تضع خططاً كبيرة للمستقبل، بل تعيش في لحظاتها الحالية بكل سعادة.
وتقدم العديد من النصائح للنساء، ومنها التأكيد على أهمية التعامل مع أخصائي تجميل محترف واستخدام منتجات تحتوي على الريتينول. وتُعارض كارولين الاستخدام المتواصل لمستحضرات التجميل الخاصة بالتزيين، كما تعتبر وضع المكياج يومياً من أكبر أعداء شباب البشرة. ولا تلمس بشرتها إلا في ما ندر، وتتبع حميةً غذائية منخفضة السكر. وبخلاف تلك النصائح، تُوصي كارولين النساء بشدة أن يعشن حياةً نشطة وألا يتخلين عن حبهن لأنفسهن.
هل لديك شعرٌ رمادي؟ وما موقفك من الشعر الرمادي والتقدم في العمر؟